حديث: ما صلي رسول الله على سهيل ابن بيضاء إلا في جوف المسجد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الصلاة على الجنازة في المسجد، وجوازها للنساء

عن عباد بن عبد الله بن الزبير، يحدث عن عائشة: أنها لما تُوفي سعد بن أبي وقَّاص أَرسل أزواجُ النبي -صلي الله عليه وسلم- أن يمُروا بجنازته في المسجد، فيُصلين عليه. ففعلوا. فوُقِفَ به على حُجَرِهنَّ يُصَلِّين عليه. وأُخْرج به من باب الجنائز الذي كان إلى المقاعِد. فبلَغَهُنَّ أنَّ النَّاسَ عابوا ذلك.
وقالوا: ما كانت الجنائزُ يُدْخَلُ بها المسجدَ. فبلغ ذلك عائشةَ فقالتْ: ما أسرعَ الناسَ إلى أن يَعيُبوا ما لا علم لهم به! عابوا علينا أن يمر بجنازة في المسجد! وما صلي رسول الله -صلي الله عليه وسلم- على سُهيل ابن بيضاء إلا في جوف المسجد.

صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٧٣) من طرق، عن عبد الواحد بن حمزة، عن عباد بن عبد الله ابن الزبير به مثله.

عن عباد بن عبد الله بن الزبير، يحدث عن عائشة: أنها لما تُوفي سعد بن أبي وقَّاص أَرسل أزواجُ النبي -صلي الله عليه وسلم- أن يمُروا بجنازته في المسجد، فيُصلين عليه. ففعلوا. فوُقِفَ به على حُجَرِهنَّ يُصَلِّين عليه. وأُخْرج به من باب الجنائز الذي كان إلى المقاعِد. فبلَغَهُنَّ أنَّ النَّاسَ عابوا ذلك.
وقالوا: ما كانت الجنائزُ يُدْخَلُ بها المسجدَ. فبلغ ذلك عائشةَ فقالتْ: ما أسرعَ الناسَ إلى أن يَعيُبوا ما لا علم لهم به! عابوا علينا أن يمر بجنازة في المسجد! وما صلي رسول الله -صلي الله عليه وسلم- على سُهيل ابن بيضاء إلا في جوف المسجد.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، مع بيان مفرداته ومعانيه والدروس المستفادة منه:

1. شرح المفردات:


● تُوفي: مات.
● أزواج النبي: زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم.
● يمروا بجنازته في المسجد: يحملوا الجنازة ويمرّوا بها داخل المسجد.
● حُجَرِهنَّ: غرفهن الملاصقة للمسجد، والتي كانت تسكنها أمهات المؤمنين.
● باب الجنائز: باب خاص في المسجد النبوي كان مخصصًا لإخراج الجنائز.
● المقاعد: أماكن الجلوس خارج المسجد.
● عابوا: أنكروا وانتقدوا.
● جوف المسجد: وسطه وداخله.

2. شرح الحديث:


روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن سعد بن أبي وقاص -وهو من العشرة المبشرين بالجنة- عندما توفي، أرادت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يُمرّ بجنازته داخل المسجد ليصلين عليه، ففعل الناس ذلك، ووقفوا بالجنازة عند حجرات أمهات المؤمنين ليصلين عليها، ثم أخرجوها من الباب المخصص للجنائز.
فلما سمع بعض الناس بذلك، أنكروا هذا الفعل وقالوا: "ما كانت الجنائز تدخل المسجد"، أي أن هذا الأمر لم يكن معهودًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. فلما بلغ ذلك عائشة رضي الله عنها، غضبت لهذا الإنكار بغير علم، واستدلت بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى على سهيل بن بيضاء داخل المسجد، مما يدل على جواز دخول الجنازة إلى المسجد والصلاة عليها فيه.

3. الدروس المستفادة:


● جواز إدخال الجنازة إلى المسجد والصلاة عليها فيه: وهذا هو الحكم الشرعي المستفاد من الحديث، حيث أنكرت عائشة على من أنكر ذلك، وبينت أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك.
● الرد على المخالفين بالدليل: حيث استشهدت عائشة رضي الله عنها بفعل النبي صلى الله عليه وسلم لترد على من أنكر.
● ذم التسرع في الإنكار بغير علم: كما قالت عائشة: "ما أسرع الناس إلى أن يعيبوا ما لا علم لهم به"، وهذا تحذير من التحدث في الدين بغير علم.
● مكانة أمهات المؤمنين وعلمهن: حيث كنّ أعلم الناس بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
● التيسير في أمور الجنائز: فلا حرج في الصلاة على الميت في المسجد إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

4. معلومات إضافية:


- سعد بن أبي وقاص من السابقين إلى الإسلام، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
- سهيل بن بيضاء صحابي جليل، كان من السابقين إلى الإسلام، وتوفي في المدينة.
- هذا الحديث يدل على أن المساجد لا تنجس بدخول الجنائز فيها، خلافًا لبعض المذاهب التي كرهت ذلك.
- ينبغي للمسلم أن يتثبت في الأمور الشرعية ولا يتسرع في الإنكار قبل التأكد من الحكم.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنائز (٩٧٣) من طرق، عن عبد الواحد بن حمزة، عن عباد بن عبد الله ابن الزبير به مثله. وهذه رواية موسى بن عقبة عن عبد الواحد، ورواه غيره عن عبد الواحد مختصرًا.
ورواه الضحاك بن عثمان، عن أبي النضْر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن عائشة: لما تُوفي سعد بن أبي وقاص قالت: ادخلوا به المسجد حتى أصلِّي عليه، فأنكر ذلك عليها. فقالت: والله! لقد صلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- على ابني بيضاء في المسجد: سُهيل وأخيه.
قال مسلم: سُهيل بن دَعْد وهو ابن البيضاء، أمه بيضاء.
قال النووي: «بنو بيضاء ثلاثة إخوة سهل وسُهيل وصفوان، وأمهم بيضاء، اسمها دَعْد،
والبيضاء وصف، وأبوهم وهب بن ربيعة القرشي الفهري، وكان سُهيل قديم الإسلام، هاجر إلى الحبشة، ثم عاد إلى مكة، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرًا وغيرها، توفِّي سنة تسع من الهجرة».
والحديث يدل على جواز الصلاة في المسجد، وبه قال الشافعي وأحمد وبعض أصحاب مالك، ومن الصحابة أبو بكر وعمر وعائشة وأزواج النبي -صلي الله عليه وسلم- وقد صُلِّي على أبي بكر وعمر في المسجد، ولم يُنْكر عليه، فصار كالإجماع.
وكذلك يدل على جواز حضور النساء لصلاة الجنازة إنْ كانتْ تصلي في المسجد، فإنه لم ينكر أحد من الصحابة على فعل أزواج النبي -صلي الله عليه وسلم- فصار كالإجماع.
وأما ما رُويَ عن أبي هريرة مرفوعًا: «من صلَّى على جنازة في المسجد فلا شيء له»، وفي رواية «فلا شيء عليه» فهو ضعيف لأنه من رواية صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة، رواه أبو داود (٣١٩١) وابن ماجه (١٥١٧) وغيرهما من طريق ابن أبي ذئب، قال: حدثني صالح مولي التوأمة فذكر الحديث.
وصالح مولى التوأمة نغير واختلط في آخره، ولعل اختلاف تفظ الحديث يعود إليه، وفيه دليل واضح على اختلاطه، وإن كان ابن أبي ذئب قد سمع منه قبل الاختلاط، على قول أكثر أهل العلم إلا أن البخاري قال: «سماعه منه أخيرًا، روى عنه مناكير»، ولذا ذهب جمهور أهل العلم إلى تضعيف هذا الحديث منهم الإمام أحمد وابن المنذر وابن عدي والخطابي حتى قال ابن حبان في «الضعفاء» (١/ ٣٦٦): «وهذا خبر باطل، كيف يخبر المصطفى ﷺ أن المصلي في الجنازة لا شيء له من الأجر، ثم يصلي هو ﷺ على سهيل ابن البيضاء في المسجد».
وبعد ضعف حديث أبي هريرة هذا لا يحتاج إلى الجمع بينه وبين حديث عائشة الصحيح، كما فعل العلامة أبو الحسن السندي، لأنه يصار إلى الجمع إذا صحَّ الحديثان -وفي الظاهر- أنهما متعارضان كما هو معروف في علم مصطلح الحديث باسم «مختلف الحديث»، وأما إذا صحَّ أحدهما، وضَعُف الثاني فيصار إلى تقديم الصحيح على الضعيف كما قال به جمهور أهل العلم في هذا الحديث.
وسلك الطحاوي مسلكًا آخر فجعل حديث عائشة منسوخًا، وأجاب عنه البيهقي في «المعرفة» (٥/ ٣٢٠): «ولو كان عند أبي هريرة نسخ ما روته عائشة لذكره يوم صُلّي على أبي بكر في المسجد، أو يوم صُلّي على عمر بن الخطاب في المسجد، ولذكره من أنكر على عائشة أمرها بإدخاله المسجد، أو ذكره أبو هريرة حين روتُ فيه الخبر، وإنَّما أنكره من لم يكن له معرفة بالجواز، فلمَّا روتْ فيه الخبر سكتوا ولم ينكروه، ولا عارضوه بغيره».
انظر للمزيد: «المنة الكبرى» (٣/ ٧٢ - ٧٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 327 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما صلي رسول الله على سهيل ابن بيضاء إلا في جوف المسجد

  • 📜 حديث: ما صلي رسول الله على سهيل ابن بيضاء إلا في جوف المسجد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما صلي رسول الله على سهيل ابن بيضاء إلا في جوف المسجد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما صلي رسول الله على سهيل ابن بيضاء إلا في جوف المسجد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما صلي رسول الله على سهيل ابن بيضاء إلا في جوف المسجد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب