حديث: ثلاثة لا تقبل منهم صلاة ولا تصعد إلى السماء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من صلى على جنازة ولم يؤمر

عن عطاء بن دينار الهذلي أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: «ثلاثة لا تقبل منهم صلاة، ولا تصعد إلى السماء، ولا تجاوز رؤوسهم: رجل أم قوما وهم له كارهون، ورجل صلى على جنازة ولم يؤمر، وامرأة دعاها زوجها من الليل، فأبت عليه». وهذا مرسل، وعن أنس يرفعه مثله.

حسن: من حديث أنس: رواه ابن خزيمة (١٥١٨) عن عيسي بن إبراهيم، حدثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة وسعيد بن أبي أيوب، عن عطاء بن دينار الهذلي، فذكره.

عن عطاء بن دينار الهذلي أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: «ثلاثة لا تقبل منهم صلاة، ولا تصعد إلى السماء، ولا تجاوز رؤوسهم: رجل أم قوما وهم له كارهون، ورجل صلى على جنازة ولم يؤمر، وامرأة دعاها زوجها من الليل، فأبت عليه». وهذا مرسل، وعن أنس يرفعه مثله.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر، وإن كان في إسناده مقال كما أشار إليه بعض أهل العلم (لأن عطاء بن دينار لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، فهو حديث مرسل)، إلا أن معناه صحيح، وقد وردت أحاديث أخرى بمعناه تؤكد على هذه المعاني العظيمة، وقد روي مرفوعاً من طريق أنس بن مالك رضي الله عنه كما ذكرت.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● لا تقبل منهم صلاة: أي لا يُثابون عليها ثواب الصلاة الكامل، ويفوتهم أجرها العظيم.
● لا تصعد إلى السماء: أي أن ثوابها لا يعرج إلى الله تعالى، فلا ترفعها الملائكة.
● ولا تجاوز رؤوسهم: كناية عن حبس الثواب وعدم وصوله، كأنها محبوسة تحت سقف، لا تتجاوز رأس المصلي.
● أم قوماً: أي إماماً يصلي بالناس.
● وهم له كارهون: أي لا يرضون به إماماً، إما لفسقه، أو لسوء خلقه، أو لعدم أهليته.
● ولم يؤمر: أي لم يُجعَل من قبل ولي الأمر أو المسؤول عن شؤون المسجد أو الجنازة.
● دعاها زوجها من الليل: أي طلب منها أن تأتي إليه للجماع.
● فأبت عليه: أي امتنعت وتأخرت دون عذر شرعي.

ثانياً. شرح الحديث:


يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أصناف من الناس لا تقبل صلاتهم، ولا يكتب لهم أجرها، وهم:
1- الرجل الذي أمَّ قوماً وهم له كارهون:
هذا يشير إلى أهمية رضا الجماعة عن إمامهم، فالإمامة أمانة، ويجب أن يكون الإمام مرضياً عنه في دينه وخلقه وقدرته على إمامة الصلاة. إذا كرهه المأمومون لسبب شرعي (كفسقه أو جهله بأحكام الصلاة)، فإن صلاته بهم لا تقبل، وصلاة المأمومين صحيحة، لكن الإمام يحرم الأجر لتحمله مسؤولية لم يُرِض فيها من تحت يده.
2- الرجل الذي صلى على جنازة ولم يؤمر:
صلاة الجنازة لها أخلاق وآداب، ومنها أن يتقدم للإمامة من هو أولى بها، كالإمام الرسمي، أو ولي الميت، أو العالم. إذا تقدم شخص دون إذن من المسؤولين أو دون حق شرعي، فقد تعدى على حق غيره، فلا تقبل صلاته على هذه الجنازة.
3- المرأة التي تدعى من زوجها للجماع فتمتنع:
هذا يشير إلى حق الزوج على زوجته، وأن طاعته في المعروف (ومنها الاستجابة للجماع) واجبة شرعاً إذا لم يكن هناك عذر شرعي (كحيض أو مرض أو صوم فرض). إذا امتنعت دون عذر، فإنها تكون عاصية لله، وحتى صلاتها قد لا تقبل؛ لأنها تركت حقاً من حقوق زوجها، وهو من حقوق الله التي أوجبها عليها.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- أهمية رضا الناس في الإمامة: فلا ينبغي للإنسان أن يتقدم للإمامة إذا كان الناس لا يرضونه، بل يجب أن يختاروا من هو أهل للثقة والصلاح.
2- احترام الحقوق والترتيب في العبادات: كصلاة الجنازة، والتي يجب أن يُقدم فيها من هو أولى بالإمامة.
3- حق الزوج على الزوجة: وأن طاعته في المعروف واجبة، وأن امتناعها عن جماعه دون عذر من الكبائر التي تمنع قبول صلاتها.
4- أن المعصية قد تحرم العبد قبول طاعته: فالعبد إذا أتى معصية، قد يحرم بركة الطاعة وقبولها، كما في حديث: «إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه».

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُعنى بآداب المجتمع المسلم وحقوقه، وتربط بين العبادات والمعاملات.
- ينبغي التنبه إلى أن عدم القبول لا يعني بطلان الصلاة، فالصلاة صحيحة من حيث الأداء، لكن فاتها القبول الكامل والأجر المترتب عليها.
- الحديث يحذر من التعدي على حقوق الآخرين، سواء في الإمامة أو في الصلاة على الميت أو في الحقوق الزوجية.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يتقبل منا الصلاة والطاعات، ويجنبنا المعاصي والزللات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

من حديث أنس: رواه ابن خزيمة (١٥١٨) عن عيسي بن إبراهيم، حدثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة وسعيد بن أبي أيوب، عن عطاء بن دينار الهذلي، فذكره.
ثم رواه (١٥١٩) عن عيسي بن إبراهيم، حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد، عن أنس بن مالك يرفعه مثل هذا، (أي: مثل رواية الهذلي).
ثم قال ابن خزيمة: «أمليت الجزء الأول، وهو مرسل؛ لأن حديث أنس الذي بعده حدثناه عيسى في عقبه يعني بمثله، لولا هذا لما كنت أخرجت الخبر المرسل في هذا الكتاب».
قال الأعظمي: حديث أنس الموصول إسناده حسن؛ فإن عمرو بن الوليد ذكره ابن حبان في الثقات، والفسوي في ثقات أهل مصر، فمثله يحسن حديثه، ولذا قال الحافظ في التقريب: «صدوق».
وقوله: «ولم يؤمر» أي: من ولي الأمر، أو من أولياء الميت إذا لم يكن للناس إمام راتب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 321 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاثة لا تقبل منهم صلاة ولا تصعد إلى السماء

  • 📜 حديث: ثلاثة لا تقبل منهم صلاة ولا تصعد إلى السماء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثلاثة لا تقبل منهم صلاة ولا تصعد إلى السماء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثلاثة لا تقبل منهم صلاة ولا تصعد إلى السماء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثلاثة لا تقبل منهم صلاة ولا تصعد إلى السماء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب