حديث: هل ترك شيئًا؟ هل عليه دين؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يصلي الإمام على من عليه دين حتى يقضي عنه

عن سلمة بن الأكوع قال: كنا جلوسًا عند النبي ﷺ إذ أُتِيَ بجنازةٍ، فقالوا: صلِّ عليها، فقال: «هل عليه دَيْنٌ؟» قالوا: لا، قال: فهل ترك شيئًا«قالوا: لا، فصَلَّى عليه، ثم أُتِيَ بجنازةٍ أُخرى، فقالوا: يا رسول الله! صلِّ عليها، قال: «هل عليه دين؟ «قيل: نعم، قال: فهل ترك شيئًا؟» قالوا: ثلاثة دنانير، فصلى عليها، ثم أُتِي بالثالثة، فقالوا: صلِّ عليها، قال: «فهل ترك شيئًا؟» قالوا: لا، قال: «هل عليه دين؟» قالوا: ثلاثة دنانير، قال: «صلُّوا على صاحبكم».
قال أبو قتادة: صلِّ عليه يا رسول الله! وعليَّ دينُه، فصلى عليه.

صحيح: رواه البخاري في الكفالة (٢٢٨٩، ٢٢٩٥) من طريقين عن المكي بن إبراهيم، وأبي عاصم، كلاهما عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، فذكره، واللفظ للمكي، ولفظ أبي عاصم مختصر.

عن سلمة بن الأكوع قال: كنا جلوسًا عند النبي ﷺ إذ أُتِيَ بجنازةٍ، فقالوا: صلِّ عليها، فقال: «هل عليه دَيْنٌ؟» قالوا: لا، قال: فهل ترك شيئًا«قالوا: لا، فصَلَّى عليه، ثم أُتِيَ بجنازةٍ أُخرى، فقالوا: يا رسول الله! صلِّ عليها، قال: «هل عليه دين؟ «قيل: نعم، قال: فهل ترك شيئًا؟» قالوا: ثلاثة دنانير، فصلى عليها، ثم أُتِي بالثالثة، فقالوا: صلِّ عليها، قال: «فهل ترك شيئًا؟» قالوا: لا، قال: «هل عليه دين؟» قالوا: ثلاثة دنانير، قال: «صلُّوا على صاحبكم».
قال أبو قتادة: صلِّ عليه يا رسول الله! وعليَّ دينُه، فصلى عليه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من صحيح البخاري، رواه الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، وفيه دروس عظيمة في حقوق العباد وأهمية سداد الديون.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● أُتِيَ بجنازةٍ: أي جيء بميت ليصلي عليه النبي ﷺ.
● دَيْنٌ: ما على الإنسان من حقوق مالية للآخرين لم يسددها.
● دنانير: نقود ذهبية، مفردها دينار، وكانت تستعمل في ذلك الزمان.
● صلُّوا على صاحبكم: أي ليصلِّ عليه أهله أو غيرهم من المسلمين، أما النبي ﷺ فتوقف عن الصلاة عليه لوجود دين لم يسدد.


ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنهم كانوا جالسين مع النبي ﷺ، فجاءوا له بجنازة أولى، فسأل ﷺ: هل على الميت دين؟ فقيل: لا، ثم سأل: هل ترك شيئًا (من المال)؟ فقيل: لا، فصلى عليه.
ثم أتوه بجنازة ثانية، فسأل نفس السؤالين: هل عليه دين؟ فقيل: نعم، فسأل: هل ترك شيئًا؟ فقيل: نعم، ثلاثة دنانير، فصلى عليها؛ لأن تركته تكفي لسداد الدين.
ثم أتوه بجنازة ثالثة، فسأل: هل ترك شيئًا؟ فقيل: لا، ثم سأل: هل عليه دين؟ فقيل: نعم، ثلاثة دنانير، فقال للناس: "صلوا على صاحبكم"، أي أن النبي ﷺ امتنع عن الصلاة عليه لوجود دين عليه ولم يترك ما يسده.
وهنا تدخل الصحابي الجليل أبو قتادة رضي الله عنه وتحمل دين الميت، فقال: "صل عليه يا رسول الله، وعلي دينه"، أي أنا أتحمل سداد دينه، فصلى عليه النبي ﷺ.


ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- أهمية حقوق العباد: الحديث يظهر حرص النبي ﷺ على حقوق العباد، حتى إنه امتنع عن الصلاة على من عليه دين لم يسدده، مما يدل على خطورة الدين وأهمية سداده.
2- براءة الذمة: على المسلم أن يحرص على براءة ذمته من الديون، وأن يوصي بسدادها إذا مات، لئلا تعلق ذمته بها.
3- التعاون على البر والتقوى: موقف أبي قتادة رضي الله عنه في تحمله دين الميت يدل على فضل التعاون في الخير وتفريج كرب المسلمين.
4- الصلاة على الميت ليست مجرد ritual: بل هي شفاعة ودعاء، فلا ينبغي أن يصلي على من عليه ظلم للعباد إلا بعد أن تبرأ ذمته أو يتحملها أحد.
5- حكمة النبي ﷺ في السؤال: حيث كان يسأل عن الدين أولاً، فإن وجد ديناً سأل عن التركة، فإن وجدت ما يسدد به صلى، وإلا امتنع.


رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن الدين يجب سداده من تركة الميت قبل تقسيم الميراث.
- إذا تحمل أحد دين الميت برضا، جاز الصلاة عليه، كما فعل النبي ﷺ مع أبي قتادة.
- يستحب للدائن أن يتسامح في دينه إذا كان المدين معسراً، خاصة بعد موته، قال تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ} [البقرة: 280].
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الكفالة (٢٢٨٩، ٢٢٩٥) من طريقين عن المكي بن إبراهيم، وأبي عاصم، كلاهما عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، فذكره، واللفظ للمكي، ولفظ أبي عاصم مختصر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 382 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هل ترك شيئًا؟ هل عليه دين؟

  • 📜 حديث: هل ترك شيئًا؟ هل عليه دين؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هل ترك شيئًا؟ هل عليه دين؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هل ترك شيئًا؟ هل عليه دين؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هل ترك شيئًا؟ هل عليه دين؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب