حديث: أوصى به النبي ﷺ بعض أصحابه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال يُصَلِّي على الشهيد في سبيل الله

عن شداد بن الهاد أن رجلًا من الأعراب جاء إلى النبي ﷺ فآمن به واتَّبعه ثم قال: أهاجر معك، فأوصى به النبيُّ ﷺ بعض أصحابه، فلما كانت غزوة غنم النبيُّ ﷺ في سبيًا فقَسَمَ وقَسَمَ له، فأعطى أصحابه ما قَسَمَ له وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه فقال: ما هذا؟ قالوا: قَسم قَسَمَهُ لك النبي ﷺ فأخذه فجاء به إلى النبي ﷺ فقال: ما هذا؟ قال قَسَمتُه لك، قال: ما على هذا اتَّبَعتُكَ، ولكني اتَّبَعتُك على أن أُرمي إلى ههنا. وأشار إلى حَلقه بسهم فأمُوتَ فأدخلَ الجنَّة، فقال: «إن تَصدُق الله يصدقكُ» فلبثوا قليلًا، ثم نَهَضوا في قتال العدُوِّ فأُتِيَ به النبي ﷺ يُحمل وقد أصابه سهمٌ حيث أشار، فقال النبي ﷺ: «أَهُو هو؟» قالوا: نعم، قال: «صدق الله فصدقَه»، ثم كفَّنه النبيُّ ﷺ في جُبَّةِ النبي ﷺ ثم قدَّمه فصَلَّى عليه، فكان فيما ظهر من صلاته: «اللهم! هذا عَبدُك خرج مُهاجرًا في سبيلك فقُتِلَ شهيدًا، أنا شهيدٌ على ذلك».

صحيح: رواه النسائي (١٩٥٣) من طريق ابن جريج قال: أخبرني عكرمة بن خالد، أن ابن أبي عمار أخبره، عن شداد بن الهاد فذكره.

عن شداد بن الهاد أن رجلًا من الأعراب جاء إلى النبي ﷺ فآمن به واتَّبعه ثم قال: أهاجر معك، فأوصى به النبيُّ ﷺ بعض أصحابه، فلما كانت غزوة غنم النبيُّ ﷺ في سبيًا فقَسَمَ وقَسَمَ له، فأعطى أصحابه ما قَسَمَ له وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه فقال: ما هذا؟ قالوا: قَسم قَسَمَهُ لك النبي ﷺ فأخذه فجاء به إلى النبي ﷺ فقال: ما هذا؟ قال قَسَمتُه لك، قال: ما على هذا اتَّبَعتُكَ، ولكني اتَّبَعتُك على أن أُرمي إلى ههنا. وأشار إلى حَلقه بسهم فأمُوتَ فأدخلَ الجنَّة، فقال: «إن تَصدُق الله يصدقكُ» فلبثوا قليلًا، ثم نَهَضوا في قتال العدُوِّ فأُتِيَ به النبي ﷺ يُحمل وقد أصابه سهمٌ حيث أشار، فقال النبي ﷺ: «أَهُو هو؟» قالوا: نعم، قال: «صدق الله فصدقَه»، ثم كفَّنه النبيُّ ﷺ في جُبَّةِ النبي ﷺ ثم قدَّمه فصَلَّى عليه، فكان فيما ظهر من صلاته: «اللهم! هذا عَبدُك خرج مُهاجرًا في سبيلك فقُتِلَ شهيدًا، أنا شهيدٌ على ذلك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم فيه دروس وعبر، وأحسبه من الأحاديث التي تظهر صدق الإيمان وحقيقة الاتباع للنبي ﷺ. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا معتمدًا على كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة.

الحديث باختصار:


يروي لنا شداد بن الهاد رضي الله عنه قصة رجل أعرابي آمن بالنبي ﷺ وطلب الهجرة معه، ثم طلب أن يستشهد في سبيل الله. وقد تحقق له ذلك، وشهد له النبي ﷺ بالشهادة.


أولاً. شرح المفردات:


● الأعراب: سكان البادية من العرب.
● آمن به واتَّبعه: صدَّق بالنبي ﷺ واعتنق الإسلام.
● أهاجر معك: أرافقك في الهجرة من مكة أو أسير معك في الغزوات.
● غزوة: معركة في سبيل الله.
● سَبْيًا: الأسرى والغنائم التي تؤخذ في الحرب.
● قَسَمَ: وزع الغنائم على المجاهدين.
● يُراعي ظهرهم: يعني كان يعتني بإبلهم أو دوابهم أثناء الغزو.
● حَلْقِه: عنقه.
● إن تَصْدُق الله يصدقك: إذا كنت صادقًا في نيتك، فإن الله سيصدقك ويحقِّق لك ما تريد.
● جُبَّةِ النبي ﷺ: ثوب من الصوف أو الخام كان يلبسه النبي ﷺ.
● شهيدًا: الذي يقتل في سبيل الله.


ثانيًا. شرح الحديث:


1- إيمان الأعرابي وطلبه الهجرة:
جاء رجل من البادية إلى النبي ﷺ فأعلن إسلامه واتباعه، ثم طلب الهجرة مع النبي ﷺ، فأوصى به النبي بعض أصحابه ليعتنوا به.
2- توزيع الغنائم وإعطاء الأعرابي نصيبه:
في إحدى الغزوات، غنم المسلمون غنائم، فقسمها النبي ﷺ بين المجاهدين، including giving a share to the Bedouin man. لكن الصحابة أعطوه نصيبه لأنه كان يرعى دوابهم ولم يحضر القسمة بنفسه.
3- رفض الأعرابي للغنيمة وبيان نيته:
عندما أعطوه نصيبه، تعجب وسأل: ما هذا؟ فقالوا: هذا قسم أعطاه لك النبي ﷺ. فذهب إلى النبي ﷺ وقال: ما هذا؟ فأخبره النبي أنه حقه من الغنيمة. فقال الأعرابي: "ما على هذا اتبعتك" (يعني لم أتبعك من أجل المال)، "ولكني اتبعتك على أن أُرمى هنا – وأشار إلى عنقه – بسهم فأموت فأدخل الجنة".
4- دعاء النبي ﷺ وتحقق الأمنية:
فقال له النبي ﷺ: «إن تصدق الله يصدقك»، أي إذا كنت صادقًا في نيتك وطلبك للشهادة، فإن الله سيحقِّق لك ذلك.
وبعد قليل، نشب القتال، وجاءوا بالرجل إلى النبي ﷺ وقد أصابه سهم في عنقه exactly كما تمنى، فقال النبي ﷺ: "أهو هو؟" (أي هذا هو ذلك الأعرابي؟)، فأكدوا له ذلك. فقال: «صدق الله فصدقه»، أي إن الله صدق هذا العبد فحقَّق له ما صدق فيه.
5- تكفينه والصلاة عليه:
كفَّنه النبي ﷺ في جبته (ثوبه)، ثم صلى عليه، وقال في دعائه: «اللهم هذا عبدك خرج مهاجرًا في سبيلك فقتل شهيدًا، أنا شهيد على ذلك».
وهذا تشريف عظيم من النبي ﷺ حيث كفَّنه في ثوبه وشهد له بالشهادة.


ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- الإخلاص في الطاعة والاتباع:
هذا الأعرابي لم يتبع النبي ﷺ من أجل مال أو جاه، بل كان همه الجنة والشهادة في سبيل الله. وهذا من أعلى درجات الإخلاص.
2- صدق النية مع الله تعالى:
قول النبي ﷺ: «إن تصدق الله يصدقك» يدل على أن من صدق مع الله في نيته وعمله، فإن الله سيوفقه ويحقِّق له ما يصبو إليه.
3- فضل الشهادة في سبيل الله:
الحديث يبيِّن فضل الموت شهيدًا، وأنه باب من أبواب الجنة. وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتسابقون إلى الشهادة.
4- تواضع النبي ﷺ وشفقته على أصحابه:
أوصى النبي ﷺ بالأعرابي لبعض أصحابه ليعتنوا به، وهذا من رحمته ﷺ وحسن قيادته.
5- أن الجزاء من جنس العمل:
لأن الأعرابي صدق في طلبه للشهادة، حقق الله له ذلك، وكان من الشهداء.
6- جواز الدعاء بالشهادة:
الحديث يدل على استحباب طلب الشهادة في سبيل الله، إذا كان صادقًا في نيته.
7- مكانة الشهداء عند الله ورسوله:
حيث شهد النبي ﷺ له بالشهادة، وصلى عليه، وكفنه في ثوبه تكريمًا له.


رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند" والنسائي وغيرهم، وهو حسن.
- فيه بيان أن النية الصالحة قد ترفع العبد إلى أعلى الدرجات.
- وفيه أن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا للإخلاص في القول والعمل، وأن يرزقنا حسن الخاتمة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (١٩٥٣) من طريق ابن جريج قال: أخبرني عكرمة بن خالد، أن ابن أبي عمار أخبره، عن شداد بن الهاد فذكره. وأخرجه الحاكم (٣/ ٥٩٥) من هذا الطريق.
وإسناده صحيح، غير أن شدَّاد بن الهاد مختلف في صحبته فذكره ابن قانع في معجم الصحابة (٤١٢)، وقال ابن حبان في «الثقات» (٣/ ١٨٦): «يقال إن له صحبة»، هذا هو الصحيح.
ولكن قال بعض أهل العلم: هو مختلف فيه، وجزم النووي في «المجموع» (٥/ ٢٦٥) بأنه تابعي وحديثه مرسل، والله تعالى أعلم.
وقوله: «كانت غزوة غنم النبي ﷺ سبيًا» وفي رواية «شيئًا» كانت غزوة خيبر أو حنين.
والحديث أخرجه أيضًا البيهقي (٤/ ١٥ - ١٦) من هذا الوجه إلا أنه أوَّله بأنه يحتمل أن يكون هذا الرجل بقي حيًا حتى انقطعت الحرب، ثم مات فصلى عليه رسول الله ﷺ، والذين لم يُصَل عليهم بأُحد ماتوا قبل انقضاء الحرب. انتهي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 395 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أوصى به النبي ﷺ بعض أصحابه

  • 📜 حديث: أوصى به النبي ﷺ بعض أصحابه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أوصى به النبي ﷺ بعض أصحابه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أوصى به النبي ﷺ بعض أصحابه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أوصى به النبي ﷺ بعض أصحابه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب