حديث: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أولاد المسلمين

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «كل مولود يُولد على الفطرة، فأبواه يُهودانه أو ينصرانه كما تُنَاتَجُ الإبلُ من بهيمةٍ جمعاءَ، هل تُحِسُّ فيها من جَدعَاء؟» قالوا: يا رسول الله! أرأيت الذي يموت وهو صغير؟ قال: «الله أعلم بما كانوا عاملين».
وفي رواية: «من يُولد يُولد على هذه الفطرةِ، فأبواه يهودانه ويُنصرانه كما تنَتِجون الإبلَ، فهل تجدون فيها جَدعاء؟ حتى تكونوا أنتم تجدعونها».
وفي رواية أخري: «كل إنسان تلده أمه علي الفطرة، وأبوه بعد يُهَوِّدانه، ويُنَصِّرانه ويُمَجِّسانه، فإن كانا مُسلِمَين فمسلم، كل إنسان تلده أمه يَلكزه الشيطان في حِضنَه، إلا مريم وابنها».

متفق عليه: رواه مالك في الجنائز (٥٢) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «كل مولود يُولد على الفطرة، فأبواه يُهودانه أو ينصرانه كما تُنَاتَجُ الإبلُ من بهيمةٍ جمعاءَ، هل تُحِسُّ فيها من جَدعَاء؟» قالوا: يا رسول الله! أرأيت الذي يموت وهو صغير؟ قال: «الله أعلم بما كانوا عاملين».
وفي رواية: «من يُولد يُولد على هذه الفطرةِ، فأبواه يهودانه ويُنصرانه كما تنَتِجون الإبلَ، فهل تجدون فيها جَدعاء؟ حتى تكونوا أنتم تجدعونها».
وفي رواية أخري: «كل إنسان تلده أمه علي الفطرة، وأبوه بعد يُهَوِّدانه، ويُنَصِّرانه ويُمَجِّسانه، فإن كانا مُسلِمَين فمسلم، كل إنسان تلده أمه يَلكزه الشيطان في حِضنَه، إلا مريم وابنها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يوضح أصل الخلقة التي خلق الله عليها الإنسان، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● الفطرة: هي الخِلقة الأصلية التي خلق الله الناس عليها، وهي الإسلام والتوحيد، أي الاستعداد لقبول الحق والاعتراف بالله تعالى.
● يهودانه أو ينصرانه: أي يجعلانه يهوديًا أو نصرانيًا بالتربية والتعليم.
● تناتج الإبل: النتاج هو الولادة، أي كما تلد الإبل.
● بهيمة جمعاء: البهيمة هي الناقة، والجمعاء هي السليمة التي لم يقطع منها شيء.
● جدعاء: التي قُطع جزء من أذنها أو أنفها أو غير ذلك، أي مشوهة.
● يُمَجِّسانه: أي يجعلانه مجوسيًا يعبد النار.
● يَلكزه الشيطان: اللكز هو الضرب أو الدفع، أي يمسه الشيطان عند ولادته.


ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كل طفل يولد على الفطرة السليمة، وهي الإسلام والتوحيد، ولكن الأبوان هما اللذان يحولانه عن هذه الفطرة بالتربية والدعوة إلى اليهودية أو النصرانية أو المجوسية. ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً بالإبل التي تولد سليمة بدون عيب، فهل يجد الناس فيها عيبًا إلا إذا أحدثوه هم بأنفسهم؟ فكذلك الإنسان يولد سليماً معتقداً، ولكن البيئة والتربية هي التي تغير فطرته.
وفي الرواية الأخرى: "كل إنسان تلده أمه على الفطرة، وأبوه بعد يهودانه وينصرانه ويمجسانه"، أي أن التأثير الخارجي هو الذي يصرفه عن دين الفطرة.
ثم سأل الصحابة رضي الله عنهم عن مصير الأطفال الذين يموتون صغارًا قبل أن يبلغوا، فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم: «الله أعلم بما كانوا عاملين»، أي أن الله تعالى يعلم ما كان سيعمله هذا الطفل لو عاش، أكان سيبقى على الفطرة أم سينحرف؟ وهو حكم عدل من الله تعالى.
وفي الرواية الأخيرة: "كل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان في حضنه إلا مريم وابنها"، أي أن الشيطان يمس كل مولود عند ولادته إلا عيسى ابن مريم وأمه، فقد حماهما الله من مس الشيطان.


ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- أصل الإنسان التوحيد: كل إنسان يولد على الفطرة السليمة، وهي الإسلام، وهذا يؤكد عدل الله تعالى وأنه لا يحاسب أحدًا إلا بعد بلوغ الحجة.
2- دور التربية: الأبوان لهما تأثير كبير في توجه الطفل الديني، لذا يجب على الوالدين أن يربيا أولادهما على الإسلام والتوحيد.
3- العدل الإلهي: الله تعالى لا يعذب أحدًا إلا بعد إقامة الحجة عليه، والأطفال الذين يموتون قبل البلوغ مصيرهم إلى الله، وهو أعلم بما كانوا سيعملون.
4- عصمة الأنبياء وأمهاتهم: استثناء مريم وعيسى عليهما السلام من مس الشيطان يدل على كرامتهما وعصمتهما.
5- الحكمة من الابتلاء: الاختلاف في الأديان بسبب التأثيرات الخارجية هو ابتلاء من الله تعالى ليظهر من يتبع الفطرة ومن يحيد عنها.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد القرآن.
- الفطرة هنا هي الإسلام، كما فسره جمع من أهل العلم، واستدلوا بقوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30].
- الحديث يدل على أن الكفر والشرك أمر طارئ على الإنسان وليس أصلاً فيه.
- مسألة أطفال المشركين من المسائل التي اختلف فيها العلماء، والراجح أن الله تعالى لا يعذبهم لأنه لم تبلغهم الحجة، وهو أعلم بمصيرهم.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا للفهم الصحيح والعمل الصالح، وأن يردنا إلى فطرتنا السليمة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الجنائز (٥٢) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه الشيخان -البخاري في الجنائز (١٣٥٩)، ومسلم في القدر (٢٦٥٨) كلاهما من حديث الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال: فذكر الحديث. وفيه ثم يقول أبو هريرة: ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ [الروم: ٣٠]
والرواية الثانية والثالثة عند مسلم من أوجه أخرى عن أبي هريرة.
وقد ورد في بعض الروايات في الصحيح: «حتي يُعبر عنه لسانه».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 399 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه

  • 📜 حديث: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب