حديث: من تسأل عن أعمال الناس؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الصلاة على كل من عمل خيرًا

عن أبي عطية أن رجلًا توفي على عهد رسول الله ﷺ، فقال بعضهم يا رسول الله! لا تُصل عليه، فقال: «هل رآه أحد منكم على شيء من أعمال الخير» فقال رجل: حرس معنا ليلة كذا وكذا، قال: فصلَّى عليه رسول الله ﷺ، ثم مشى إلى قبره ثم حثا عليه ويقول: «إن أصحابك يظنون أنك من أهل النار، وأنا أشهد أنك من أهل الجنة» ثم قال رسول الله ﷺ لعمر: «إنك لا تسأل عن أعمال الناس، وإنما تسأل عن الغيبة». وفي رواية: «وإنما تسأل عن الفطرة».

حسن: أخرجه أبو يعلى «المطالب العالية» (٨٨٨) والبغوي وأبو أحمد والحاكم كما في «الإصابة» (٤/ ١٣٤) كلهم من طريق إسماعيل بن عياش، حدثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي عطية.

عن أبي عطية أن رجلًا توفي على عهد رسول الله ﷺ، فقال بعضهم يا رسول الله! لا تُصل عليه، فقال: «هل رآه أحد منكم على شيء من أعمال الخير» فقال رجل: حرس معنا ليلة كذا وكذا، قال: فصلَّى عليه رسول الله ﷺ، ثم مشى إلى قبره ثم حثا عليه ويقول: «إن أصحابك يظنون أنك من أهل النار، وأنا أشهد أنك من أهل الجنة» ثم قال رسول الله ﷺ لعمر: «إنك لا تسأل عن أعمال الناس، وإنما تسأل عن الغيبة». وفي رواية: «وإنما تسأل عن الفطرة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن أبي عطية أن رجلًا توفي على عهد رسول الله ﷺ، فقال بعضهم: يا رسول الله! لا تُصل عليه، فقال: «هل رآه أحد منكم على شيء من أعمال الخير؟» فقال رجل: حرس معنا ليلة كذا وكذا، قال: فصلَّى عليه رسول الله ﷺ، ثم مشى إلى قبره ثم حثا عليه ويقول: «إن أصحابك يظنون أنك من أهل النار، وأنا أشهد أنك من أهل الجنة» ثم قال رسول الله ﷺ لعمر: «إنك لا تسأل عن أعمال الناس، وإنما تسأل عن الغيبة». وفي رواية: «وإنما تسأل عن الفطرة».


1. شرح المفردات:


● لا تُصل عليه: أي لا تصلِّ صلاة الجنازة عليه.
● حرس معنا: أي قام بحراسة المسلمين ليلًا في سبيل الله.
● حثا عليه: أخذ بيديه ترابًا ورمى به على القبر.
● الغيبة: في هذا السياق تعني ما غاب عن الناس من أعمال الخير والباطن الذي لا يطلع عليه إلا الله.
● الفطرة: الأصل الذي خلقه الله عليه، أي الاستعداد للإيمان والصلاح.


2. شرح الحديث:


يُبيّن هذا الحديث العظيم موقفًا حكيمًا من النبي ﷺ في التعامل مع شهادة الناس على الآخرين، خاصة في الأمور الغيبية التي لا يطلع عليها إلا الله تعالى.
● الموقف الأولي: لما توفي رجل، شهد بعض الصحابة بعدم الصلاة عليه؛ لظنهم أنه من أهل النار لِما ظهر لهم من تقصير أو معصية.
● سؤال النبي الحكيم: لم يرفض النبي ﷺ الصلاة عليه مباشرة، بل سأل: «هل رآه أحد منكم على شيء من أعمال الخير؟» وهذا يدل على عدله وحكمته؛ فالناس قد يخفى عليهم خير الكثيرين.
● الشهادة بالخير: شهد أحد الصحابة بأن هذا الرجل قام بحراسة المسلمين ليلةً في سبيل الله، وهي عبادة عظيمة فيها جهاد ونية صالحة.
● صلاة النبي عليه وإعلان دخوله الجنة: صلى عليه النبي ﷺ، ثم ذهب إلى قبره وحثا التراب عليه وشهد له بالجنة؛ لأن هذه الحراسة كانت عملًا خفيًا صالحًا غاب عن الناس، لكنه عند الله عظيم.
● العبرة للحال الخفي: ثم خاطب النبي ﷺ سيدنا عمر رضي الله عنه قائلًا: «إنك لا تسأل عن أعمال الناس، وإنما تسأل عن الغيبة» (أو الفطرة في رواية أخرى). أي: أنك لا تحكم على الناس بما يظهرون فقط، بل الله يسألك عن غيبك وباطنك، وعن فطرتك التي خلقت عليها.


3. الدروس المستفادة:


1- عدم الحكم على الناس بالظاهر: فربما يكون الإنسان مقصرًا في أمور ظاهرة، لكنه يعمل أعمالًا خفية صالحة تكون سببًا في نجاته.
2- العدل والحكمة في الحكم على الآخرين: ينبغي للمسلم أن يتثبت ولا يسرع في الحكم على الناس، خاصة في الأمور الغيبية كالثواب والعقاب.
3- قيمة العمل الخفي: الأعمال الخفية التي لا يراها الناس قد تكون أعظم عند الله من الأعمال الظاهرة، إذا أخلص فيها صاحبها.
4- التذكير بيوم القيامة: حيث يسأل الله العبد عن غيبه وباطنه، لا عن ظاهره فقط.
5- فضل الحراسة والجهاد في سبيل الله: فهي من الأعمال التي تغفر الذنوب وترفع الدرجات.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- فيه بيان لرحمة النبي ﷺ وعدله، وحكمته في التعامل مع الناس.
- الفطرة هنا قد تكون بمعنى الأصل الذي خلقه الله عليه، أي أن الله يسأل العبد عن فطرته: هل حافظ عليها أم حرفها؟ وفي رواية "الغيبة" أي ما غاب عن الناس من أعماله الباطنة.
- يستفاد منه أيضًا: أن الشهادة لأحد بالجنة خاصة، لا تكون إلا بنص من القرآن أو السنة، أو بشهادة النبي ﷺ لأحد كما في هذا الحديث.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يحشرنا في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه أبو يعلى «المطالب العالية» (٨٨٨) والبغوي وأبو أحمد والحاكم كما في «الإصابة» (٤/ ١٣٤) كلهم من طريق إسماعيل بن عياش، حدثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي عطية.
والرواية الثانية عند أبي أحمد من رواية البغوي.
وإسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن الشاميين، وهذه منها، وفي غير الشاميين مخلط، وقد تابعه بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، بإسناده، رواه الطبراني في «الكبير» (٢٢/ ٣٧٨) وبقية مدلس، ولكنه صرَّح بالتحديث إلا أن فيه شيخ الطبراني وهو إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ضعَّفه الذهبي، كما في «المجمع» (٥/ ٢٨٨).
وأما ما روي عن ابن عمر مرفوعًا: «صلوا على من قال لا إله إلا الله، وصلوا خلف من قال لا إله إلا الله» فهو ضعيف.
رواه الدارقطني (٢/ ٥٦) من طريق عثمان بن عبد الرحمن، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر فذكره. وعثمان بن عبد الرحمن هو القرشي قال فيه الذهبي في «الميزان» قال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: يكذب، وضعَّفه عَلِي (ابن المديني) جدًّا.
ورواه أيضًا من وجه آخر وفيه أبو الوليد المخزومي وهو خالد بن إسماعيل قال ابن عدي: متهم بالكذب.
وله وجه آخر وفيه محمد بن الفضل حديثه حديث أهل الكذب، قاله أحمد.
والخلاصة أن كل طريق روي منه هذا الحديث لا يصح.
ولذا قال الدارقطني: «ليس منها شيء يثبت».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا: «الصّلاة واجبة على كل مسلم يموت برًا كان أو فاجرًا، وإن عمل بالكبائر».
رواه أبو داود (٥٩٤) باختصار، والدارقطني (٢/ ٥٦) في سياق طويل كلاهما من طريق مكحول، عن أبي هريرة. وفيه انقطاع فإن مكحولًا لم يدرك أبا هريرة. وذكر الدارقطني الأحاديث الأخرى بمعناه وضعَّفها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 389 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من تسأل عن أعمال الناس؟

  • 📜 حديث: من تسأل عن أعمال الناس؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من تسأل عن أعمال الناس؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من تسأل عن أعمال الناس؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من تسأل عن أعمال الناس؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب