حديث: أعليه دين؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يصلي الإمام على من عليه دين حتى يقضي عنه

عن جابر قال: توفي رجل فغسَّلناه، وحنَّطناه وكفَّنَّاه، ثم أتينا به رسول الله ﷺ يصلي عليه، فقلنا: تُصلي عليه، فخطا خطىً ثم قال: «أعليه دين؟» قلنا: ديناران، فانصرف، فتحملهما أبو قتادة: فأَتيناه. فقال أبو قتادة: الدنياران عليَّ. فقال رسول الله ﷺ: «حق الغريم، وبَرِئَ منهما الميت؟» قال: نعم، فصلى عليه، ثم قال بعد ذلك بيوم «ما فعل الديناران؟» فقال: إنما مات أمس، قال: فعاد إليه من الغد، فقال: قد قضيتُهما، فقال رسول الله ﷺ: «الآن برَّدْتَ عليه جِلْده».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٤٣٦) عن عبد الصمد وأبي سعيد، المعنى، قالا: حدثنا زائدة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله فذكره.

عن جابر قال: توفي رجل فغسَّلناه، وحنَّطناه وكفَّنَّاه، ثم أتينا به رسول الله ﷺ يصلي عليه، فقلنا: تُصلي عليه، فخطا خطىً ثم قال: «أعليه دين؟» قلنا: ديناران، فانصرف، فتحملهما أبو قتادة: فأَتيناه. فقال أبو قتادة: الدنياران عليَّ. فقال رسول الله ﷺ: «حق الغريم، وبَرِئَ منهما الميت؟» قال: نعم، فصلى عليه، ثم قال بعد ذلك بيوم «ما فعل الديناران؟» فقال: إنما مات أمس، قال: فعاد إليه من الغد، فقال: قد قضيتُهما، فقال رسول الله ﷺ: «الآن برَّدْتَ عليه جِلْده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن جابر قال: توفي رجل فغسَّلناه، وحنَّطناه وكفَّنَّاه، ثم أتينا به رسول الله ﷺ يصلي عليه، فقلنا: تُصلي عليه، فخطا خطىً ثم قال: «أعليه دين؟» قلنا: ديناران، فانصرف، فتحملهما أبو قتادة: فأَتيناه. فقال أبو قتادة: الدنياران عليَّ. فقال رسول الله ﷺ: «حق الغريم، وبَرِئَ منهما الميت؟» قال: نعم، فصلى عليه، ثم قال بعد ذلك بيوم «ما فعل الديناران؟» فقال: إنما مات أمس، قال: فعاد إليه من الغد، فقال: قد قضيتُهما، فقال رسول الله ﷺ: «الآن برَّدْتَ عليه جِلْده».


1. شرح المفردات:


● غسلناه: قمنا بتطهير جسده بالماء حسب الشريعة الإسلامية.
● حنطناه: وضعنا عليه الحنوط (الطيب والعطور).
● كفناه: لففناه في الكفن.
● خطا خطى: تقدم خطوات قليلة.
● أعليه دين؟: هل عليه دين؟ أي هل عليه ديون للآخرين؟
● انصرف: تراجع وامتنع عن الصلاة.
● تحملهما أبو قتادة: تكفل أبو قتادة بدفع الدينارين.
● حق الغريم: حق الدائن قد استوفى.
● بريء منهما الميت؟: هل سقط الدين عن الميت وأصبح بريئًا منه؟
● بردت عليه جلده: بمعنى أنك أزلت عنه حر المسؤولية والعذاب، وكأنك أبردت جلده من لهيب الدين.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن قصة رجل من المسلمين توفي، فقاموا بتجهيزه للدفن (غسله وتطييبه وتكفينه)، ثم ذهبوا به إلى النبي ﷺ ليصلي عليه صلاة الجنازة.
ولكن النبي ﷺ لم يصلِّ عليه مباشرة، بل سأل: «أعليه دين؟» أي هل عليه ديون لأحد؟ فأخبروه أن عليه دينًا قدره ديناران (عملة ذهبية).
فامتنع النبي ﷺ عن الصلاة عليه حتى يُقضى دينه، تأكيدًا على أهمية حقوق العباد في الإسلام.
فتطوع الصحابي أبو قتادة رضي الله عنه لتحمل هذين الدينارين ودفعهما نيابة عن الميت.
استفسر النبي ﷺ من أبي قتادة: هل أنت متأكد أنك ستتحمل هذا الدين؟ وهل سيكون الميت بريئًا منه؟ فأكد أبو قتادة ذلك.
فصلى النبي ﷺ على الميت.
ولكن النبي ﷺ لم ينسَ الأمر، بل سأل بعد يوم: «ما فعل الديناران؟» فتذكروه أن الميت توفي أمس فقط، أي أن الأمر لا يزال حديثًا.
فلما جاء أبو قتادة في اليوم التالي وأخبر النبي أنه قد دفع الدينارين، قال له النبي ﷺ: «الآن بردت عليه جلده»، أي أن سداد الدين قد أنقذ الميت من المسؤولية والعذاب المحتمل في الآخرة.


3. الدروس المستفادة:


1- أهمية قضاء الدين: الدين حق من حقوق العباد، وهو أمر خطير يجب الوفاء به قبل الموت أو بعد الموت عن طريق الورثة أو المحسنين.
2- امتناع النبي عن الصلاة على المدين: بيان أن حقوق العباد مقدمة حتى على الصلاة على الميت، مما يدل على عظم حق الدَّيْن في الإسلام.
3- التطوع لسداد دين الميت: من الأعمال الجليلة التي حث عليها الإسلام، وهي من صور التضامن الاجتماعي.
4- متابعة الوفاء بالوعد: النبي ﷺ تابع أبا قتادة حتى تأكد من سداد الدين، مما يدل على أهمية المتابعة والتحقق من الوفاء بالعهود.
5- البراءة من الدين: يجب أن تكون البراءة تامة وحقيقية، بحيث يتحمل المسؤول عن الدين التزامه كاملاً.
6- الجزاء الأخروي: سداد دين الميت يخفف عنه العذاب يوم القيامة، كما في قوله ﷺ: «الآن بردت عليه جلده».


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- يستحب للمسلم أن يحرص على عدم ترك الديون عند موته، أو يوصي بسدادها.
- إذا تطوع إنسان بسداد دين ميت، فيجب أن يكون جادًا في نيته وقادرًا على الوفاء.
- من مات وعليه دين، فإنه يؤخر من دخول الجنة حتى يُقضى دينه، كما ورد في أحاديث أخرى.
- قضاء دين الميت من الصدقات الجارية التي ينفع الله بها الميت والحي.

أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصالحات، وأن يوفقنا لطاعته، ويبعدنا عن المعاصي والديون.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٤٣٦) عن عبد الصمد وأبي سعيد، المعنى، قالا: حدثنا زائدة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله فذكره. وإسناده حسن لأجل عبد الله بن محمد ابن عقيل فإنه حسن الحديث ورواه الحاكم (٢/ ٥٨) من هذا الوجه وصحَّحه.
وأبو سعيد هو: عبد الله بن عبد الله بن عبيد مولى بني هاشم. وزائدة هو: ابن قدامة.
وقوله: «حقَّ الغريم، وبرئ منهما الميت» قال البيهقي (٦/ ٧٤): «إن كان حفظه ابن عقيل فإنما عنَي به -والله أعلم- للغريم مطالبتك بهما وحدك إن شاء، كما لو كان له عليك حق من وجه آخر، والميت منه بريء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 384 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعليه دين؟

  • 📜 حديث: أعليه دين؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعليه دين؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعليه دين؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعليه دين؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب