حديث: الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن إبراهيم ﵇ خليل الله

عن أبي هريرة قال: أتي النبي ﷺ يوما بلحم فقال: «إن الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس منهم - فذكر حديث الشفاعة - فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبي الله وخليله من الأرض اشفع لنا إلى ربك فيقول - فذكر كذباته - نفسي نفسي، اذهبوا إلى موسى».

متفق عليه: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٦١)، ومسلم في الإيمان (١٩٤) كلاهما من رواية أبي حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: أتي النبي ﷺ يوما بلحم فقال: «إن الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس منهم - فذكر حديث الشفاعة - فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبي الله وخليله من الأرض اشفع لنا إلى ربك فيقول - فذكر كذباته - نفسي نفسي، اذهبوا إلى موسى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبيه ﷺ.
الحديث الشريف: هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو جزء من حديث طويل يصف أهوال يوم القيامة وشفاعة النبي ﷺ لأمته.
شرح المفردات:
* صعيد واحد: أرض واحدة مستوية، وهي أرض المَحْشَر.
* يسمعهم الداعي: يسمعهم منادٍ ينادي لهم، وهو الله تعالى أو ملك بأمره.
* ينفذهم البصر: تستطيع أبصارهم الرؤية لشدة الوضوح وعدم وجود ما يحجبها.
* تدنو الشمس: تقترب الشمس من رؤوس الخلائق بشكل شديد القرب.
* فذكر حديث الشفاعة: أي أن الراوي (أبو هريرة) اختصر ذكر تفاصيل الشفاعة لأنها مذكورة في روايات أخرى للحديث.
* كذباته: يقصد المواقف التي ذكر فيها إبراهيم عليه السلام شيئاً على غير حقيقته بقصد التقية والمصلحة، كما في قوله عن زوجته سارة (هي أختي) خوفاً من قوم كفار. ولفظ "الكذبات" هنا لا يعني الكذب المحرم، بل ما يسميه الفقهاء "التورية" أو "الكذب لمصلحة شرعية عظيمة"، وقد برأه الله من ذلك في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ كَذَّابًا}.
شرح الحديث:
يصف لنا النبي ﷺ مشهداً من مشاهد يوم القيامة العصيب، حيث يجمع الله جميع الخلائق من الأولين والآخرين في أرض واحدة. تكون الشمس شديدة القرب منهم، ويلجمهم العرق والكرب والهلع إلى درجة لا تُطاق.
في هذا الموقف الرهيب، يبحث الناس عن من يشفع لهم عند الله ليقضي بينهم ويخلصهم من هذا الموقف. فيذهبون إلى أفضل الخلق وأكرمهم على الله، مبتدئين بنبي الله إبراهيم عليه السلام، الذي هو خليل الرحمن وأبو الأنبياء. فيقولون له: "أنت نبي الله وخليله من الأرض، اشفع لنا إلى ربك".
فيقف الموقف العظيم من نبي عظيم، فيعتذر عن الشفاعة ويقول: "نفسي نفسي"، أي أنني مشغول بنفسي ونجاتها في هذا الموقف المهول، ولا أستطيع أن أتقدم للشفاعة. ويذكر عليه السلام ما وقع منه من "كذبات" (التوريات) في الدنيا مع أنه كان لمصلحة شرعية، فيشعر بأنه ليس أهلاً للمقام العالي الذي تتطلبه الشفاعة في ذلك الموقف، فيرشدهم إلى نبي آخر هو موسى عليه السلام.
(وفي بقية الحديث - التي أشار إليها الراوي بقوله "فذكر حديث الشفاعة" - يذهب الناس إلى موسى، ثم إلى عيسى، ثم إلى غيرهم من الأنبياء، وكلهم يعتذر ويذكر ذنباً أو تقصيراً يشغله عن الشفاعة، حتى ينتهي الأمر إلى النبي محمد ﷺ، فيقوم ويشفع لأمته، فيقبل الله شفاعته، وهذا من أعظم فضائله ﷺ).
الدروس المستفادة والعبر:
1- عظمة يوم القيامة وأهواله: الحديث يصور لنا جزءاً من شدة ذلك اليوم وعظم هوله، مما يوجب على المسلم الاستعداد له بالأعمال الصالحة.
2- تواضع الأنبياء وكمال أدبهم مع الله: يعلمنا إبراهيم عليه السلام درساً في التواضع والخشية من الله، فمع مكانته العظيمة كخليل الله، إلا أنه يخاف أن لا يكون قد أدى حق الله كاملاً، ويشغله تفكيره في نجاة نفسه.
3- عدم اغترار الإنسان بعمله: حتى الأنبياء - وهم أفضل الخلق - يخافون من حساب الله ويستغفرونه، فمن باب أولى أن يحاسب الإنسان نفسه ويخاف من تقصيره.
4- مكانة النبي محمد ﷺ وعلو قدره: الحديث من أدلة فضل نبينا محمد ﷺ وعلو منزلته عند الله، حيث أنه النبي الوحيد الذي يتقدم للشفاعة العظمى في ذلك الموقف، فيقبل الله شفاعته.
5- الأمل في رحمة الله: رغم شدة الموقف، إلا أن باب الشفاعة مفتوح، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده أن جعل لهم وسيلة للخلاص بشفاعة النبي ﷺ.
معلومات إضافية:
* الشفاعة المقصودة هنا هي الشفاعة العظمى (المقام المحمود) التي تكون لبدء الحساب وإراحة الخلائق من هول الموقف.
* اعتذار الأنبياء بذكر ذنوبهم (مع أنها مغفورة) هو من كمال أدبهم وخشيتهم لله، وتعليم لأممهم عدم الإعجاب بالنفس والاغترار بالعمل.
* هذا الحديث يرد على من ينكر شفاعة النبي ﷺ، فهي ثابتة في الكتاب والسنة بإجماع أهل السنة والجماعة.
أسأل الله تعالى أن يشملكم بشفاعة نبيه محمد ﷺ، وأن يجمعنا به في جنات النعيم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٦١)، ومسلم في الإيمان (١٩٤) كلاهما من رواية أبي حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 55 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد

  • 📜 حديث: الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب