حديث: كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم، وكان الوزغ ينفخ فيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن إبراهيم ﵇ أُلقي في النار وكان الوزغ ينفخ عليه

عن عائشة أن النبي ﷺ قال: «كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم، وكان الوزغ ينفخ فيه، فنهى عن قتل هذا وأمر بقتل هذا».

صحيح: رواه عبد الرزاق (٨٣٩٢) عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة .

عن عائشة أن النبي ﷺ قال: «كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم، وكان الوزغ ينفخ فيه، فنهى عن قتل هذا وأمر بقتل هذا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والنسائي في سننيهما، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يحمل قصة عظيمة وعبرةً جليلة.

أولاً. شرح المفردات:


* الضفدع: معروفة، وهي دابة الماء التي نقول لها "أبو غياث".
* تطفئ النار: أي تحاول إخمادها وإطفاءها بالماء.
* إبراهيم: هو النبي إبراهيم الخليل عليه السلام، عندما ألقاه قومه في النار عقوبةً له على تحطيم الأصنام.
* الوزغ: هو حيوان صغير معروف، ويسمى أيضاً "البرص" أو "أبو بريص".
* ينفخ فيه: أي ينفخ في النار ليزيدها اشتعالاً وتوهجاً.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن قصة حدثت زمن نبي الله إبراهيم عليه السلام، عندما ألقي في النار بأمر من النمرود. فجعل الله النار بردا وسلاماً على إبراهيم، ولكن الخلق شُغلوا بما حولها.
* موقف الضفدع: كانت الضفدع تأتي بالماء في فمها وتُلقيه على النار محاولةً إطفاءها وإنقاذ نبي الله إبراهيم. فكانت بذلك مناصراً للحق، مساعدةً للخير.
* موقف الوزغ (البرص): على النقيض، كان الوزغ ينفخ في النار ليزيدها اشتعالاً وتقوى على إيذاء إبراهيم عليه السلام. فكان بذلك معيناً للباطل، مشايعاً للشر.
ولهذا، جاءت الشريعة الإسلامية لتميز بين هذين المخلوقين بناءً على موقفهما من نبي الله ودعوته:
* فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الوزغ، وذلك لعداوته ومحاربته للحق.
* ونهى عن قتل الضفدع، تكريماً لها لموقفها النبيل في نصرة الحق.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحكمة من الأمر والنهي: ليس الأمر والنهي هنا تعبدياً محضاً لا نعرف حكمته، بل هو مبني على حكمة عظيمة، وهي أن المخلوق يُجزى على عمله، حتى لو كان حيواناً. فالشريعة جاءت لتميز بين الناصر للحق والمعين للباطل.
2- النصرة للحق ولو باليسير: موقف الضفدع يعلمنا أن نصرتنا للحق ولو كانت صغيرة فهي مُقدَّرة عند الله تعالى. فلم تستطع الضفدع إطفاء النار، لكن مجرد محاولتها وسعيها كان سبباً في تكريمها.
3- العداوة للباطل ولو باليسير: في المقابل، يحذرنا الحديث من التعاون على الإثم والعدوان ولو كان ذلك بشيء صغير مثل "النفخ"، فالعبرة بنية الإعانة على الشر وليس بحجم الفعل.
4- العدل الإلهي: إن الله تعالى عدل لا يظلم مثقال ذرة، وهو يجزى كل حيوان على عمله، وهذا من كمال عدله سبحانه.
5- استحباب قتل الوزغ: ذهب جمهور العلماء إلى استحباب قتل الوزغ (البرص) للأمر بقتله في الحديث. وورد في بعض الأحاديث فضل في قتله.
6- كرامة الضفدع: يستفاد من النهي عن قتل الضفدع كرامتها، وأنه لا ينبغي أذيتها.

رابعاً. معلومات إضافية:


* هذا الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم التي أخبر بها عن أمم سابقة، وهو مما لا يمكن معرفته بالعقل أو التجربة، فصدقه فيه دليل على نبوته.
* الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث أن الحكم على الأشياء قد يكون مرتبطاً بسببٍ أو حكمةٍ قد تخفى علينا، فيجب التسليم لأمر الله ورسوله.
* ينبغي للمسلم أن يكون دائماً في جانب الحق ونصرته، وأن يحذر من أن يكون في صف الباطل ومعونته ولو بشكل بسيط.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أنصار دينه وحملة سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد الرزاق (٨٣٩٢) عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة .. فذكرته. وإسناده صحيح.
وكان لعائشة رمحٌ تقتل به الأوزاغ، رواه عبد الرزاق (٨٤٠٠) عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم، عن القاسم بن محمد قال .. فذكره.
وعاصم بن عبيد الله ضعيف.
ورواه ابن أبي شيبة (٢٠٢٥٨) ومن طريقه ابن ماجه (٣٢٣١)، وأحمد (٢٤٥٣٤) كلهم من طرق عن جرير بن حازم، عن نافع، عن سائبة مولاة الفاكه بن المغيرة أنها دخلت على عائشة فرأت في بيتها رمحا موضوعًا، فقالت: يا أم المؤمنين، ما تصنعين بهذا؟ قالت: نقتل بها هذه الأوزاغ، فإن النبي ﷺ أخبرنا أن إبراهيم خليل الله لما ألقي في النار لم تكن دابة في الأرض إلا أطفأت النار عنه غير الوزغ، فإنه كان ينفخ عليه، فأمر رسول الله ﷺ بقتله.
ورجاله كلهم ثقات سوى سائبة مولاة الفاكه الراوية عن عائشة فإنها لم يوثّقها سوى ابن حبان ولم يرو عنها غير نافع. والله أعلم.
وتتقوى هذه الرواية بما رواه النسائي (٢٨٣١) عن أبي بكر بن إسحاق: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، قال: حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن سعيد بن المسيب: «أن امرأة دخلت على عائشة وبيدها عكاز فقالت. ما هذا؟ فقالت: لهذه الوزغ، لأن نبي الله ﷺ حدثنا أنه لم يكن شيء إلا يطفئ على إبراهيم عليه السلام إلا هذه الدابة فأمرنَا بقتلها ونهى عن قتل الجِنان إلا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويسقطان ما في بطون النساء». وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات، والمرأة المبهمة لعلها سائبة مولاة الفاكه المذكورة في الرواية السابقة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 59 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم، وكان الوزغ ينفخ فيه

  • 📜 حديث: كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم، وكان الوزغ ينفخ فيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم، وكان الوزغ ينفخ فيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم، وكان الوزغ ينفخ فيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم، وكان الوزغ ينفخ فيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب