أنا فرطكم بين أيديكم على الحوض ما بين أيلة إلى مكة

حديث: أنا فرطكم بين أيديكم على الحوض ما بين أيلة إلى مكة

عن جابر بن عبد اللَّه قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «أنا فرطكم بين أيديكم، فإن لم تجدوني، فأنا على الحوض ما بين أيلة إلى مكة. وسيأتي رجال ونساء بآنيةٍ وقِرَبٍ ثم لا يذوقون منه شيئًا».

حسن: رواه ابن حبان في صحيحه (٦٤٤٩) عن عبد اللَّه بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم، قال: حدثنا محمد بن معمر، قال: حدّثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: حدثني أبو الزبير، قال: سمعت جابر بن عبد اللَّه، فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

نص الحديث:

1. شرح المفردات:

● فرطكم: أي سابقكم، والمقصود أن النبي ﷺ سيكون أول من يصل إلى الحوض يوم القيامة.
● بين أيديكم: أي أمامكم.
● الحوض: هو حوض النبي ﷺ في يوم القيامة، وهو نهر عظيم من الماء أعدّه الله له ليشرَب منه المؤمنون قبل دخول الجنة.
● أيلة إلى مكة: "أيلة" هي مدينة على ساحل البحر الأحمر (حاليًا إيلات)، والمقصود أن الحوض كبير جدًا يمتد مسافة كبيرة بين هذين المكانين.
● بآنية وقِرَب: "آنية" جمع إناء، و"قِرَب" جمع قربة، أي سيأتي أناس ومعهم أوعية كثيرة ليشربوا من الحوض.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أنه سيكون أول من يصل إلى الحوض يوم القيامة، وسينتظر أمته هناك. ويصف ﷺ عظمة هذا الحوض وسعته الكبيرة التي تمتد مسافة بعيدة. ثم يحذر ﷺ من أن بعض الناس سيأتون إلى الحوض ليشربوا منه، ولكنهم سيمنعون من ذلك بسبب بعض الذنوب والبدع التي ارتكبوها في الدنيا.

3. الدروس المستفادة منه:

1- فضل النبي ﷺ وشفقته على أمته: فهو ﷺ يسبقهم إلى الحوض وينتظرهم ليشربوا منه، مما يدل على حرصه على نفعهم وراحتهم يوم القيامة.
2- عظمة حوض النبي ﷺ: فهو كبير جدًا وماؤه أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل، وهو من نعيم الله للمؤمنين.
3- تحذير من الانحراف عن السنة: الذين يمنعون من الشرب من الحوض هم الذين أحدثوا في الدين بدعًا أو ارتكبوا ذنوبًا دون توبة، وهذا تحذير شديد من مخالفة منهج النبي ﷺ.
4- العدل الإلهي: فكما أن الله يكرم المؤمنين الطائعين، فإنه يحرم العصاة والمبتدعين من هذا الكرم العظيم.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من الأحاديث المتعلقة بعلامات يوم القيامة وأهوالها، وهو يذكر أحد المشاهد التي سيراها الناس يوم الحشر.
- وردت أحاديث أخرى تصف حوض النبي ﷺ، منها أن عدد كؤوسه كعدد نجوم السماء، وأن من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدًا.
- يستفاد من الحديث أهمية التمسك بالسنة والبعد عن البدع والمنكرات، لأنها قد تكون سببًا في حرمان الإنسان من بركات النبي ﷺ يوم القيامة.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يردون حوض النبي ﷺ ويشربون منه شربة لا نظمأ بعدها أبدًا، وأن يبعدنا عن كل ما يغضبه ويحرمنا من شفاعته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبان في صحيحه (٦٤٤٩) عن عبد اللَّه بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم، قال: حدثنا محمد بن معمر، قال: حدّثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: حدثني أبو الزبير، قال: سمعت جابر بن عبد اللَّه، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل أبي الزبير، وأبو عاصم هو الضّحّاك بن مخلد بن الضّحّاك الشيبانيّ النّبيل البصريّ من رجال الجماعة، ولا يعكر قول البزّار -كشف الأستار (٣٤٨١) -: «لا نعلمه يُروى بهذا اللّفظ إِلَّا عن جابر، وإنّما يعرف هذا من حديث حجّاج عن ابن جريج».
فقد يكون له إسنادان هذا أحدهما، والثاني ما رواه الحجّاج عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد اللَّه يقول (فذكر الحديث).
ومن هذا الطريق رواه الطّبرانيّ في «الأوسط» (٧٥٣) وقال: «لم يروِ هذا الحديث عن ابن جريج إِلَّا حجّاج».
قال الأعظمي: بل رواه أيضًا أبو عاصم النّبيل، وكلاهما ثقتان.
والحديث في مسند الإمام أحمد من وجهين آخرين أحدهما (١٥١٢٠) من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد اللَّه ولم يرفعه، فذكر مثله، وهو في حكم المرفوع.
والوجه الثاني (١٤٧١٩) من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، أنّه سمع النّبيّ ﷺ يقول فذكره.
وابنُ لهيعة فيه كلام معروف، ولكنه توبع هنا، ولا بأس به في المتابعات.
على أن له إسنادًا آخر رواه ابن أبي عاصم في السنة (٧٧١) عن محمد بن إسماعيل، ثنا
إسماعيل بن أبي أويس، عن أبي الزّناد، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزّبير، حدّثني جابر، أنّه سمع النبيّ ﷺ يقول: «أنا بين أيديكم، فإن لم تجدوني فأنا على الحوض، والحوض ما بين أيلة إلى مكة، وسيأتي رجال ونساء يُطرَدون منه فلا يطعموا منه شيئًا».
وإسناده حسن من أجل الكلام في إسماعيل بن أبي أويس، فإنّه تُكلِّم في حفظه، ولكن موافقة غيره تدل على أنّه لم يخطئ فيه وهو من رجال الشّيخين.
ومعنى قوله: «وسيأتي رجال ونساءٌ بأنيةٍ وقربٍ ثم لا يذوقون منه شيئًا».
قال ابن حبان: أريدَ به من سائر الأمم الذين قد غفر لهم، يجيئون بأواني ليستقوا بها من الحوض، فلا يُسْقَون منه، لأنّ الحوض لهذه الأمّة خاص دون سائر الأمم إذ محال أن يقدر الكافر والمنافق على حمل الأواني والقرب في القيامة، لأنّهم يساقون إلى النّار. نعوذ باللَّه من ذلك». انتهى.
قال الأعظمي: وقد يراد بهم أهل البدعة من أمّة محمد ﷺ الذين يمنعون من الشّرب من الحوض كما هو مصرَّح في الأحاديث الصّحيحة: «إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 811 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنا فرطكم بين أيديكم على الحوض ما بين أيلة إلى مكة

📜 حديث: أنا فرطكم بين أيديكم على الحوض ما بين أيلة إلى مكة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أنا فرطكم بين أيديكم على الحوض ما بين أيلة إلى مكة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أنا فرطكم بين أيديكم على الحوض ما بين أيلة إلى مكة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أنا فرطكم بين أيديكم على الحوض ما بين أيلة إلى مكة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية