ما كنتُ أظن أن أعيش حتى أُخلف في قوم يُعيروني بصحبة محمد ﷺ

حديث: ما كنتُ أظن أن أعيش حتى أُخلف في قوم يُعيروني بصحبة محمد ﷺ

عن أبي طالوت العنزيّ، قال: سمعتُ أبا برزة، وخرج من عند عبيد اللَّه بن زياد وهو مُغْضَب، فقال: ما كنتُ أظنُّ أن أعيش حتّى أُخَلَّف في قوم يُعيّروني بصحبة محمد ﷺ، قالوا: إنّ محمديَّكم هذا الدَّحداح! سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول في الحوض، فمن كذّب فلا سقاه اللَّه منه.

حسن: رواه الإمام أحمد (١٩٧٧٩) عن يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن مهزم العنزيّ، عن أبي طالوت العنزيّ، قال.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:

1. شرح المفردات:

● أبو طالوت العنزي: راوي الحديث، من التابعين.
● أبو برزة: هو الأسلمي، صحابي جليل.
● عبيد الله بن زياد: والي العراق من قبل بني أمية، مشهور بظلمه وبقتله الحسين رضي الله عنه.
● يُعيّروني: يلمزونني أو يعيبون علي.
● مُحَمَّدِيُّكُمْ: نسبة إلى النبي محمد ﷺ، أي تابعيه ومحبيه.
● الدَّحْدَاح: القصير الممتلئ الجسم، وهي صفة يُقصد بها التحقير والاستهزاء.
● الحَوْض: هو الحوض الكبير الذي أعطاه الله لنبيه ﷺ في يوم القيامة، يشرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة.
● فمن كذّب فلا سقاه الله منه: أي من كذب بوجود الحوض أو بصفته، فإن الله يحرمه من الشرب منه.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر الصحابي الجليل أبو برزة الأسلمي رضي الله عنه أنه خرج غاضبًا من عند عبيد الله بن زياد (الوالي الظالم)، لأنه سمع من حوله يسخرون منه ويطعنون فيه بسبب صحبته للنبي ﷺ، حيث نادوه بـ "محمديكم هذا الدحداح" بشكل استهزائي.
فاستشاط أبو برزة غضبًا لهذه الإهانة الموجهة لصحبة النبي ﷺ، وتذكر حديثًا سمعه من رسول الله ﷺ يذكر فيه نعمة الحوض في الآخرة، ويحذر من التكذيب بهذا الحوض أو بصفته، فدعا على من كذَّب به ألا يسقيه الله منه.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- عِظَم قدر صحبة النبي ﷺ: كان الصحابة رضي الله عنهم يفخرون بصحبة النبي ﷺ ويعتبرونها أعلى شرف في الدنيا، فغضب أبو برزة لأنهم عيَّروه بها — مع أنها فضيلة عظيمة.
2- ذم الاستهزاء بالدين وأهله: الذين استهزأوا بأبي برزة لم يستهزئوا به وحده، بل بسيدنا محمد ﷺ ودعوته، وهذا من كبائر الذنوب.
3- الإيمان بحوض النبي ﷺ: الحديث يؤكد عقيدة أهل السنة والجماعة في الإيمان بحوض النبي ﷺ في يوم القيامة، وأنه حقيقة لا يجوز إنكارها.
4- التحذير من التكذيب بآيات الله وأحاديث نبيه: من كذب بشيء ثابت في الشرع، فإنه يعرض نفسه للحرمان من رحمة الله، كما في الدعاء "فلا سقاه الله منه".
5- غضب الصحابة لله ولرسوله: كان الصحابة يغضبون إذا انتهكت حرمات الله، ولم يسكتوا على المنكر، بل كانوا يردون ويغضبون لله تعالى.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند"، وهو حديث صحيح.
- الحوض الذي ذكره النبي ﷺ يكون في يوم القيامة، وهو واسع جدًا، وماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل، ومتناول الأقداح فيه كنجوم السماء.
- التكذيب بالحوض أو بصفاته من صفات أهل البدع والضلال، كبعض فرق الخوارج والمعتزلة الذين أنكروا حوض النبي ﷺ.
- ينبغي للمسلم أن يعتز بنبيه ودينه، ولا يسمح لأحد أن يستهزئ برسول الله ﷺ أو بسنته.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يصدقون بحديث رسول الله ﷺ، ويسقينا من حوضه الشريف شربة لا نظمأ بعدها أبدًا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٩٧٧٩) عن يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن مهزم العنزيّ، عن أبي طالوت العنزيّ، قال. . . فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن مهزم وهو حسن الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 824 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما كنتُ أظن أن أعيش حتى أُخلف في قوم يُعيروني بصحبة محمد ﷺ

📜 حديث: ما كنتُ أظن أن أعيش حتى أُخلف في قوم يُعيروني بصحبة محمد ﷺ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما كنتُ أظن أن أعيش حتى أُخلف في قوم يُعيروني بصحبة محمد ﷺ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما كنتُ أظن أن أعيش حتى أُخلف في قوم يُعيروني بصحبة محمد ﷺ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما كنتُ أظن أن أعيش حتى أُخلف في قوم يُعيروني بصحبة محمد ﷺ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية