حديث: ما أنتم جزء من مائة ألف جزء ممن يرد علي الحوض
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الإيمان في إثبات حوض النّبيّ ﷺ وصفاته، ومَن يردُ عليه ومن يُذاد عنه مِن أمّته
حسن: رواه أبو داود (٤٧٤٦) عن حفص بن عمر النّمريّ، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة، عن زيد بن أرقم، فذكر مثله.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: كنّا مع رسول اللَّه ﷺ فنزلنا منزلًا فقال: «ما أنتم جزء من مائة ألف جزء ممن يرد عليَّ الحوض». قال: قلنا: كم كنتم يومئذ؟ قال: سبعمائة أو ثمانمائة.
شرح المفردات:
● نزلنا منزلاً: أي توقفنا في مكان أثناء السفر لنستريح.
● جزء من مائة ألف جزء: أي نسبة ضئيلة جدًا لا تكاد تُذكر.
● يَردُ عليَّ الحوض: أي يأتي إلى حوضي في يوم القيامة ليشرب منه قبل دخول الجنة.
● الحوض: هو حوض النبي ﷺ في يوم القيامة، وهو حوض عظيم له من الماء خاصية لا تشبه المياه الدنيوية، يأتي إليه المؤمنون من أمته ليشربوا منه شربة لا يظمؤون بعدها أبدًا.
المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي الجليل زيد بن أرقم رضي الله عنه أنهم كانوا في سفر مع رسول الله ﷺ، فلما توقفوا في مكان للراحة، أخبرهم النبي ﷺ بحقيقة عظيمة وهي أن عدد الصحابة الموجودين معه في ذلك المكان، وهم حوالي سبعمائة أو ثمانمائة، لا يمثلون إلا جزءًا صغيرًا جدًا (واحد من مائة ألف) مقارنة بعدد الذين سيردون حوضه من أمته يوم القيامة.
فهو ﷺ يبشرهم بكثرة عدد أمته المؤمنة التي ستنجو وترد حوضه، مع بيان أن الصحابة الكرام، رغم فضلهم ومكانتهم، هم مجرد نواة صغيرة لهذه الأمة العظيمة.
الدروس المستفادة والعبر:
1- بشرى عظيمة بكثرة أمة الإسلام: الحديث من البشارات النبوية بانتشار الإسلام واتساع رقعة أتباعه عبر الزمان، حتى يفوق عددهم في آخر الزمان عدد الصحابة في عصره ﷺ بأضعاف مضاعفة.
2- فضل الصحابة ومكانتهم: رغم قلة عددهم مقارنة بمن بعدهم، إلا أنهم هم الأساس والجيل المفضل الذي نَقَل الدين وحمل الأمانة.
3- الترغيب في ورود الحوض: الحديث يحث المسلم على العمل الصالح والتقوى لينال شرف ورود حوض النبي ﷺ والشفاعة يوم القيامة.
4- صدق نبوة محمد ﷺ: فقد أخبر عن غيب مستقبلي تحقق، حيث بلغ عدد المسلمين اليوم المليارات، وهو ما لا يتخيله عقل في ذلك الزمن الذي كان المسلمون فيه قلة.
5- التواضع النبوي: حيث بين ﷺ أن الفضل والكثرة ليست في العدد القليل في عصره، بل في الأمة collectively التي ستأتي بعده.
معلومات إضافية مفيدة:
● حوض النبي ﷺ: وردت صفاته في أحاديث كثيرة، فماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وعدد كؤوسه كعدد نجوم السماء، من شرب منه شربة واحدة لا يظمأ بعدها أبدًا.
● المراد بـ "الورود": ليس مجرد المجيء إلى الحوض، بل الشرب منه، وهو علامة على النجاة ودخول الجنة بشرط سلامة الاعتقاد والعمل.
- هذا الحديث يبعث الأمل والطمأنينة في قلب المسلم، ويشعره بعظمة الانتماء إلى هذه الأمة الواسعة التي بشّر بها نبيها ﷺ.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل أبي حمزة، واسمه طلحة بن يزيد الأنصاريّ روى عنه عمرو بن مرة.
وذكره ابن حبان في «الثقات» (٤/ ٣٩٤)، وروى له البخاريّ وصحّح بعض حديثه التّرمذيّ، والحاكم كما سيأتي، فمثله يحسّن حديثه.
وأمّا ما نقله الحافظ في «التهذيب» وفي «التقريب» بأنّ النّسائيّ وثّقه فالغالب على الظَّن أنه وهمٌ من الحافظ، لأنّه لا سلف له، وقد أورد المزّيّ في «تهذيبه» حديثًا عن النَّسائيّ ولم ينقل عنه توثيقه، فتنبّه.
وأمّا هذا الحديث فقد رواه كل من أحمد (١٩٢٦٨، ١٩٢٩١)، وابن أبي عاصم في السنة (٧٣٣)، والحاكم (١/ ٧٧) كلّهم من حديث عمرو بن مرّة به، مثله.
قال الحاكم: «أبو حمزة الأنصاريّ هذا هو طلحة بن يزيد، قد احتجّ به البخاريّ، وقال أيضًا: على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ولكنهما تركاه للخلاف الذي في متنه من العدد».
وأمّا ما رواه الترمذيّ (٢٤٤٤)، وابن ماجه (٤٣٠٣) من حديث العباس بن سالم الدّمشقيّ، قال: نُبْئتُ عن أبي سلَّام قال: بعث إليَّ عمر بنُ عبد العزيز، فأتيتُه على بريد، فلمّا قَدِمْتُ عليه، قال: لقد شققنا عليك يا أبا سلام! في مركبك؟ قال: أجل واللَّه يا أميرَ المؤمنين. قال: واللَّهِ ما أردت المشقَّةَ عليك، ولكنْ حديثٌ بلغني أنَّك تُحدِّثُ به، عن ثوبان مولى رسول اللَّه ﷺ في الحوض، فأحببتُ أن تشافهني به. قال: فقلتُ: حدّثني ثوبانُ مولى رسول اللَّه ﷺ أنَّ رسول اللَّه ﷺ قال: «إنّ حوضي ما بين عدن إلى أَيْلةَ، أشدُّ بياضًا من اللَّبن وأَحْلَى من العَسَل، أَكَاويبُهُ كعددِ نجوم السّماء، مَنْ شرب منه شَرْبةً لم يظمأ بعدها أبدًا، وأوَّلُ من يَرِدُه عليَّ فقراءُ المهاجرين الدُّنْسُ ثيابًا والشُّعْثُ رُووسًا، الذين لا ينكحون المنَعَّمات، ولا يُفتَح لهم السُّدَدُ». قال: فبكى عمر حتى اخضلَّتْ لحيتُه، ثم قال: لكنّي قد نكحتُ المنعَّمَاتِ وفُتِحتْ لي السُّدَد، لا جَرَمَ أَنِّي لا أَغْسِلُ ثوبي الذي على جسدي حتى يتَّسِخَ، ولا أَدْهُنُ رأسي حتى يَشْعَثَ». فيه انقطاع؛ لأنّ العباس بن سالم
لم يبيّن الواسطة بينه وبين أبي سلّام.
وقد رواه الإمام أحمد (٢٢٣٧٦)، والحاكم (٤/ ١٨٤) وعنه البيهقيّ في «البعث» (١٣٥)، وتمّام في فوائده (١٧٦٠) من هذا الوجه، وله أوجه أخرى كلّها ضعيفة.
ولذا قال الترمذيّ: «حديث غريب من هذا الوجه» أي ضعيف.
وقال: «وقد رُوي هذا الحديث عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان، عن النّبيّ ﷺ. وأبو سلّام الحبشيّ اسمه ممطور وهو شاميّ ثقة». انتهى:
قال الأعظمي: حديث معدان بن أبي طلحة عن ثوبان، رواه مسلم كما مضى.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عمر مرفوعًا: أَنّ النّبيّ ﷺ قال لأبي بكر:
«أنت صاحبي على الحوض، وصاحبي في الغار».
رواه الترمذيّ (٣٦٧٠) عن يوسف بن موسى القطّان البغداديّ، حدّثنا مالك بن إسماعيل، عن منصور بن أبي الأسود، حدّثني كثير أبو إسماعيل، عن جميع بن عُمير التّيميّ، عن ابن عمر، فذكره.
وكثير أبو إسماعيل ضعيف ضعّفه أبو حاتم، والنّسائيّ، والجوزجانيّ وغيرهم. ومع هذا ذكره ابنُ حبان في «الثقات» (٩/ ٣٠) وهو دليل على تساهله.
وشيخُه جُميع بن عُمير التّيميّ أبو الأسود الكوفيّ، قال فيه البخاريّ: في أحاديثه نظر، قال ابن عدي: هو كما قاله البخاريّ: في أحاديثه نظر، وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد. وقال ابن نمير: كان من أكذب الناس.
مع هذا فإنّ الترمذيّ هو الآخر مَنْ تساهل فقال: «حسن صحيح غريب».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عبد اللَّه بن عمر أيضًا قال: إنّه سمع رسول اللَّه ﷺ يقول: «حوضي كما بين عدن وعمّان، أبردُ من الثّلج، وأحلى من العسل، وأطيب ريحًا من المسك، أكوابُه مثلُ نجوم السّماء، مَنْ شرب منه شَرْبةً لم يظمأ بعدها أبدًا، أوّل النّاس عليه وُرودًا صعاليكُ المهاجرين».
قال قائل: ومن هم يا رسول اللَّه؟ قال: «الشَّعَثَةُ رؤوسهم، الشّحبةُ وجوههم، الدَّنِسةُ ثيابُهم، لا يُفتح لهم السُّدَد، ولا يُنكحون المتنعمات، الذين يُعطُون كلّ الذي عليهم، ولا يأخذون الذي لهم».
رواه الإمام أحمد (٦١٦٢) عن أبي المغيرة، حدثنا عمرو بن عمرو أبو عثمان الأحموسي حدّثني المخارق بن أبي المخارق، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.
والمخارق بن أبي المخارق لم يرو عنه إِلَّا عمرو بن أبي عمرو، ولذا قال الحسينيّ: «مجهول». وهو الصّواب.
وأمّا قول ابن حبان: واسم أبيه عبد اللَّه بن جابر الأحمسيّ إن شاء اللَّه يروي عن ابن عمر، وروى عنه عمرو بن عمرو الأحمسيّ».»الثقات (٥/ ٤٤٤).
فهو وهم منه، فإنّ هذا رجل آخر وهو من رجال «التهذيب» متأخر عنه من رجال البخاريّ.
واغترّ به الحافظ الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٣٦٥ - ٣٦٦) فقال: «رواه أحمد والطبراني من رواية عمرو بن عمرو الأحمسيّ، عن المخارق بن أبي المخارق، واسم أبيه عبد اللَّه بن جابر، وقد ذكرهما ابن حبان في: الثقات».
والحافظ ابن حجر أيضًا نقل قول ابن حبان في: التعجيل (١٠١٦) ولم يعلق عليه بشيء.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أُبي بن كعب، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «وأنا على الحوض. قيل: وما الحوض يا رسول اللَّه؟ قال: والذي نفسي بيده إنّ شرابه أبيض من اللَّبن، وأحلى من العسل، وأبيض من الثّلج، وأطيب ريحًا من المسك، وآنيته أكثر عددًا من النّجوم، لا يشرب منه إنسان فيظمأ أبدًا، ولا يُصْرَف عنه إنسان فيروَى أبدًا».
رواه ابن أبي عاصم في: السنة (٧١٧) عن عقبة بن مكرم الضّبيّ، ثنا يونس بن بكير، ثنا عبد الغفار بن القاسم، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن أُبي بن كعب، فذكره.
وفيه عبد الغفار بن القاسم أبو مريم الأنصاريّ قال فيه أبو حاتم والنّسائيّ: متروك الحديث، وقال علي بن المديني: كان يضع الحديث. وقال أبو داود: وأنا أشهد أنّ أبا مريم كذّاب، لأني قد لقيته وسمعت منه، واسمه عبد الغفّار بن القاسم.
فمثله لا يستشهد بحديثه، كما أنه زاد في حديثه في آخره وهي قوله: «ولا يُصرفُ عنه إنسانٌ فيروى أبدًا. فإنّ هذه الزّيادة لم تثبت في الأحاديث الصّحيحة، وإن كان جاء في بعض الروايات الضعيفة، منها هذه:
وكذلك ما روي عن ابن مسعود مرفوعًا وفيه: «وإن حُرمه لم يُرْوَ بعده». وإسناده ضعيف. انظر تخريجه في «المقام المحمود».
وكذلك ما روي عن أنس، وفيه: «ومن لم يشربْ منه لم يُرْوَ أبدًا».
رواه البزّار، والطبرانيّ، ورواته ثقات غير المسعوديّ، قاله المنذريّ في الترغيب والترهيب (٤/ ٢٠٧). والمسعوديّ مختلط.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن جبير بن مطعم، قال: قال رسول اللَّه ﷺ:
«ألستُ مولاكم؟ ألستُ خيركم؟». قالوا: بلى يا رسول اللَّه. قال: «فإنّي فرطٌ لكم على الحوض يوم القيامة، واللَّهُ سائلُكم عن اثنتين، عن القرآن وعن عترتي».
رواه ابن أبي عاصم في السنة من وجهين (١٤٦٥، ٧٤٠) كلاهما عن إبراهيم بن محمد بن ثابت، حدثنا عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب، عن جبير بن مطعم، فذكر الحديث. واللّفظ للموضع الأوّل، وفي الموضع الثاني اختصره.
وفيه إبراهيم بن محمد بن ثابت الأنصاريّ ترجمه ابن عدي في «الكامل» (١/ ٢٦٠ - ٢٦١).
وقال: «مدنيّ روى عنه عمرو بن أبي سلمة وغيره مناكير. وذكر من طريق عمرو بن أبي سلمة أربعة أحاديث، وليس منها هذا الحديث، وقال: ولإبراهيم بن محمد بن ثابت هذا غير ما ذكرته من الأحاديث، وأحاديثه صالحة محتملة، ولعله أُتي ممن قد روى عنه». انتهى.
ولكن علّته الإرسال، فإنّ المطّلب وهو ابن عبد اللَّه بن حنطب قال فيه أبو حاتم: عامة روايته مرسل، ولم يذكر أحدٌ أنّه سمع جبير بن مطعم. بل قال البخاريّ: لا أعرف للمطّلب بن حنطب عن أحدٍ من الصّحابة سماعا إلّا قوله: حدّثني من شهد خطبة النبيّ ﷺ.
فأخشى أن يكون هذا الحديث أيضًا مما أرسله المطلب بن حنطب؛ لأني لم أقف على طريقه.
وفي الباب أيضًا عن زيد بن ثابت مرفوعًا: «إنّي تاركٌ فيكم الخليفتين من بعدي، كتاب اللَّه وعترتي: أهل بيتيّ، وإنّهما لن يتفرّقا حتى يردا الحوض».
إسناده ضعيف. رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (١١/ ٤٥٢)، وعنه ابن أبي عاصم في السنة (٧٥٤)، كما رواه أيضًا الإمام أحمد (٢١٥٧٨)، والطبرانيّ في الكبير (٤٩٢١) كلّهم من طريق شريك، عن الرُّكين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت، فذكر مثله.
وشريك هو ابن عبد اللَّه النّخعيّ ضعيف لسوء حفظه. والقاسم بن حسان مجهول.
وعن أبي بكرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «ليردنَّ على الحوض رجالٌ ممن صحبني ورآني حتى إذا رُفعوا إليَّ ورأيتهم اختُلجوا دونِي فلأقولنَّ: ربِّ أصحابي اصحابي. فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
رواه الإمام أحمد (٢٠٤٩٤)، وابن أبي عاصم في السنة (٧٦٥) كلاهما من حديث عفّان، حدثنا حمّاد بن سلمة، أخبرنا علي بن زيد، عن الحسن، عن أبي بكرة، فذكر الحديث، واللّفظ لأحمد وفيه علتان.
الأولى: الحسن وهو البصريّ مدلس ولم يصرِّح بالسّماع.
والثانية: علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف، إلا أنه توبع، فقد رواه ابن أبي عاصم في السنة (٧٦٦) من وجه آخر عن سعيد، عن قتادة، عن حسن، عن أبي بكرة، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «ليردنَّ أقوامٌ عليّ الحوض حتى إذا رفعوا رؤوسهم اختلجوا دوني».
وسعيد هو ابن بشير الأزدي ضعيف، وقتادة والحسن كلاهما مدلّسان، إنّ هذا الحديث مشهور عن سمرة بن جندب، وصوّبنا أنّه مرسل.
وفي الباب أيضًا عن عِرْباض بن سارية، أنّ النّبيّ ﷺ قال: «لتزدحمنَّ هذه الأمّة على الحوض ازدحام إبل وردت لخمس».
رواه الطبراني في الكبير (١٨/ ٢٥٣) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا أبي ح.
وحدّثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي، ثنا عمرو بن
الحارث، ثنا عبد اللَّه بن سالم، عن الزبيديّ، ثنا لقمان بن عامر، عن سويد بن جبلة، عن عرباض ابن سارية، فذكر الحديث.
قال الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٣٦٥): رواه الطبرانيّ بإسنادين وأحدهما حسن.
قال الأعظمي: ليس كما قال إِلَّا أن يكون قد اغترّ بصنيع ابن حبان فإنه ذكر إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصيّ وهو: إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصيّ، وقد ينسب إلى جدّ أيه، أطلق عليه محمد بن عوف أنه كان يكذب، وقال النسائيّ: ليس بثقة.
وأمّا ابن حبان فذكره في الثقات (٨/ ١٦٣) وهو الذي حمل الهيثميّ أن يحسّن إسناده.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن البراء بن عازب قال: قال النبيُّ ﷺ: «حوضي ما بين أيلة إلى صنعاء، له ميزابان أحدهما من ذهب، والآخر من فضّة، آنيته عدد نجوم السّماء، أشدّ بياضًا من اللّبن، وأحلى من العسل، وريحُه أطيب من المسك. مَنْ شرب منه لم يظمأ أبدًا».
رواه الطبرانيّ في «الأوسط» (٣٤٠٨) عن جعفر، حدّثنا سفيان بن وكيع بن الجرّاح، قال: حدّثنا أبو داود الحفريّ، قال: حدّثنا مطيع الغزَّال، عن الشّخّير، عن البراء بن عازب، فذكره.
قال الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٣٦٧): «رواه الطبرانيّ في الأوسط، وفيه سفيان بن وكيع، وهو ضعيف».
قال الأعظمي: سفيان بن وكيع بن الجرّاح كان شيخًا فاضلًا، إِلَّا أنه ابْتُلي بورّاقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنُصح فلم يقبل، فسقط حديثه.
وأبو داود الحفريّ هو: عمر بن سعد بن عبيد، والحفري -بفتح المهملة والفاء- نسبة إلى موضع بالكوفة، من رجال مسلم.
وفي الباب عن عمر بن الخطّاب إِلَّا أنه موقوف ضعيف، رواه ابن أبي عاصم في السنة (٦٩٧) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد اللَّه بن إدريس، عن أشعث، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: قال عمر بن الخطّاب: سيأتي قومٌ يكذبون بالقدر، ويكذبون بالحوض، ويكذبون بالشّفاعة، ويكذبون بقوم يخرجون من النّار.
وأشعث هو ابن بزار الهجيميّ البصريّ، قال ابن معين: ليس بشيء وتركهـ النّسائيّ. وقال البخاريّ: منكر الحديث. وذكره ابن حبان في المجروحين (١٠٥) وقال: يخالف الثقات في الأخبار، ويروي المنكر في الآثار حتى خرج عن حدّ الاحتجاج به، وترجمة العقيليّ في الضعفاء الكبير (١/ ٣٢) إِلَّا أنّه توبع. فقد رواه الإمام أحمد (١٥٦) عن هُشيم، أخبرنا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: خطب عمر بن الخطّاب -وقال هشيم مرة: خطبنا: - فحمد اللَّه وأثنى عليه، فذكر الرّجم، فقال: لا تُخْدَعُنَّ عنه، فإنّه حدٌّ من حدود اللَّه، ألا إنّ رسول اللَّه ﷺ قد رَجَم، ورجمنا بعده، ولولا أن يقول قائلون: زاد عمر في كتاب اللَّه عز وجل ما ليس
منه، لكتبْتُه في ناحية من المصحف، شهد عمر بن الخطاب -وقال هشيم مرة: وعبد الرحمن بن عوف وفلان وفلان- أنّ رسول اللَّه ﷺ قد رَجَم ورجَمْنا مِنْ بعدِه، ألا وإنّه سيكون مِنْ بعدكم قومٌ يكَذَّبون بالرَّجْم، وبالدّجّال، وبالشّفاعة، وبعذاب القبر، ويقوم يُخْرَجون من النّار بعد ما امْتَحَشُوا.
فانحصرتْ العلّةُ في علي بن زيد وهو ابن جدعان وهو ضعيف، ويوسف بن مهران لم يرو عنه إلّا علي بن زيد، وهو ليّن الحديث كما قال الحافظ في التقريب.
ولكن لبعض فقراته اسانيد صحيحة سأذكرها في مواضعها إن شاء اللَّه تعالى.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 827 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 802 إنّك لا تدري ما عملوا بعدك ما زالوا يرجعون على...
- 803 لا يأتين أحدكم فيذب عني كما يذب البعير الضال
- 804 يا رب أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا...
- 805 تردون عليَّ غرًّا محجلين من آثار الوضوء ليست لأحدٍ غيركم
- 806 ماؤه أحلى من العسل وأشد بياضًا من اللبن وأبردُ من...
- 807 آنية الحوض أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها
- 808 أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم من حوضي
- 809 الحوض: كأنّ الأباريق فيه النّجوم
- 810 أنا الفَرَط على الحَوْض
- 811 أنا فرطكم بين أيديكم على الحوض ما بين أيلة إلى...
- 812 ألا إني فرطكم على الحوض
- 813 أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر
- 814 اطلبني أول ما تطلبني على الصراط
- 815 إن الله وعدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا...
- 816 حوض النبي ﷺ كما بين صنعاء إلى بصرى
- 817 ابن آدم إن أصابه البرد قال حس وإن أصابه الحر
- 818 أنا فرطكم على الحوض، فلأعرفن ما نوزعت في أحد منكم
- 819 أنا ممسك بحجزكم عن النار وتغلبون تقاحمون فيها
- 820 رحمي موصولة في الدنيا والآخرة
- 821 من شرب من حوضي لم يظمأ حتى يدخل الجنة
- 822 إن اللَّه يبغض الفحش والتفحش
- 823 من كذب بالحوض فلا سقاه الله منه
- 824 ما كنتُ أظن أن أعيش حتى أُخلف في قوم يُعيروني...
- 825 أدركت عجائز بالمدينة لا يصلين إلا سألن الله أن يوردهن...
- 826 معنى من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من جهنم
- 827 ما أنتم جزء من مائة ألف جزء ممن يرد علي...
- 828 من دخل على الأمراء فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس...
- 829 أعاذك الله من إمارة السفهاء
- 830 من لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني
- 831 إنكم ستلقون بعدي أَثَرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض
- 832 موعدكم الحوض: إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا
- 833 ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض
- 834 إن عرضه كما بيني وبين صنعاء أو كما بيني وبين...
- 835 منبري على حوضي وما بين بيتي ومنبري روضة من رياض...
- 836 من ورد علي الحوض فشرب لم يظمأ
- 837 أنا أول الناس يشفع في الجنة وأكثر الأنبياء تبعًا
- 838 أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه...
- 839 إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم
- 840 لكل نبي دعوة يدعو بها فأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة...
- 841 دعوة النبي شفاعة لأمته يوم القيامة
- 842 لكل نبي دعوة يدعوها
- 843 دعوة النبي المستجابة شفاعة لأمته يوم القيامة
- 844 كل نبي دعا بدعوة فاستجيب فجعلت دعوتي شفاعة لأمتي
- 845 دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة
- 846 اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة
- 847 تيسير قراءة القرآن على سبعة أحرف
- 848 دعوة النبي المخبأة شفاعة لأمته يوم القيامة
- 849 ارفع رأسك سل تعطه اشفع تشفع فارفع رأسي فأقول: يا...
- 850 حديث الشفاعة: محمد يشفع لأمته يوم القيامة.
- 851 المؤمنون يطلبون الشفاعة من آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم...
معلومات عن حديث: ما أنتم جزء من مائة ألف جزء ممن يرد علي الحوض
📜 حديث: ما أنتم جزء من مائة ألف جزء ممن يرد علي الحوض
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما أنتم جزء من مائة ألف جزء ممن يرد علي الحوض
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما أنتم جزء من مائة ألف جزء ممن يرد علي الحوض
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما أنتم جزء من مائة ألف جزء ممن يرد علي الحوض
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








