حديث: أنا ممسك بحجزكم عن النار وتغلبون تقاحمون فيها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإيمان في إثبات حوض النّبيّ ﷺ وصفاته، ومَن يردُ عليه ومن يُذاد عنه مِن أمّته

عن عمر، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أنا ممسك بحجزكم عن النّار، وتغلبون تقاحمون فيها تفاحم الفراش والجنادب، وأوشك أن أرسل بحجزكم، وأفرط لكم على الحوض، وتردون علي معًا وأشتاتًا».

حسن: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (١١/ ٤٥١ - ٤٥٢)، وعنه ابنُ أبي عاصم في السنة (٧٤٤) عن مالك بن إسماعيل، ثنا يعقوب بن عبد اللَّه القميّ، عن حفص بن حُميد، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطّاب، فذكره.

عن عمر، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أنا ممسك بحجزكم عن النّار، وتغلبون تقاحمون فيها تفاحم الفراش والجنادب، وأوشك أن أرسل بحجزكم، وأفرط لكم على الحوض، وتردون علي معًا وأشتاتًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي ذكرته هو حديث عظيم، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وله شواهد متعددة. وإليك الشرح الوافي له:

نص الحديث:


عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أنا ممسك بحجزكم عن النار، وتغلبون تقاحمون فيها تفاحم الفراش والجنادب، وأوشك أن أرسل بحجزكم، وأفرط لكم على الحوض، وتردون علي معًا وأشتاتًا».


1. شرح المفردات:


● ممسك بحجزكم: الحِجَز (بكسر الحاء والجيم) جمع حِجْزَة، وهي معقد الإزار أو الوسط. والمعنى: أن النبي ﷺ يمسك بأوساطكم ويمنعكم من الوقوع في النار بالتعليم والتوجيه.
● تغلبون تقاحمون: التغالب: المفاعلة من الغَلَب، أي تتصارعون وتتدافعون. والتقاحم: الإسراع في الدخول بشدة. والمعنى: أنكم تتدافعون وتتسابقون للوقوع في المعاصي والذنوب التي تؤدي إلى النار.
● تفاحم الفراش والجنادب: التفاحم: التهافت والتساقط بكثرة. الفراش: الحشرات الصغيرة التي تنجذب إلى النور فتحترق. الجنادب: الجراد. والمعنى: أن وقوعكم في المعاصي يكون بكثرة وتهافت شديد، كما يتهافت الفراش والجراد في النار.
● أوشك أن أرسل بحجزكم: أي يقترب وقت وفاتي فأنقطع عنكم، وأترككم لمسؤولياتكم.
● أفرط لكم على الحوض: الإفراط: التقدم والسبق. والحوض: هو حوض النبي ﷺ في يوم القيامة، الذي يكون له خاصّة، يشرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة. والمعنى: أن النبي ﷺ سيتقدمهم إلى الحوض وينتظرهم هناك.
● وتردون علي معًا وأشتاتًا: المعًا: مجتمعين. أشتاتًا: متفرقين. أي أن الناس يردون على الحوض فمنهم من يأتي مع جماعته، ومنهم من يأتي وحده.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أنه يبذل جهده في منع أمته من الوقوع في المعاصي التي تؤدي إلى النار، عن طريق تعليمهم الشرع وتحذيرهم من المخالفات. ولكن الأمة مع هذا تسرع في الوقوع في الذنوب بكثرة وتدافع، كما يسرع الفراش والجراد إلى النار ويتساقط فيها.
ثم يخبر ﷺ أن وقت وفاته قريب، وسينقطع عنهم بهذه الدنيا، وسيبقى كل شخص مسؤولاً عن نفسه. ولكنه سيكون منتظراً لهم عند الحوض في يوم القيامة، وسيرد عليه الناس مختلفي الأحوال: فمنهم من يأتي مع جماعته من المؤمنين، ومنهم من يأتي وحده.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظم جهد النبي ﷺ في هداية أمته: فقد كان حريصاً على منعهم من كل ما يؤذيهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم.
2- تحذير من التساهل في المعاصي: فالإنسان بطبعه يميل إلى الهوى، ويحتاج إلى مجاهدة دائمة حتى لا يقع في الذنوب.
3- بيان حقيقة الدنيا والفراق: فالنبي ﷺ يذكر أن حياته ليست أبدية، وأن كل إنسان سيموت ويُترك لمسؤوليته الشخصية يوم القيامة.
4- الترغيب في لقاء النبي ﷺ عند الحوض: وهذا من أعظم المشاهد يوم القيامة، حيث يرد المؤمنون على الحوض، ويشربون منه شربة لا يظمؤون بعدها أبداً.
5- أن الناس يردون على الحوض مختلفي الأحوال: فمنهم السابقون المقربون، ومنهم المتأخرون، ومنهم من يُحرم من الشرب منه بسبب البدع والمعاصي.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر شفقة النبي ﷺ على أمته، وحرصه على هدايتهم.
- الحوض المذكور في الحديث ثابت بالكتاب والسنة، وهو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها.
- الرد على الحوض يكون بعد الحساب وقبل دخول الجنة، وهو خاص بأمة محمد ﷺ.
- ينبغي للمسلم أن يعمل بطاعة الله حتى يكون ممن يرد على الحوض ويشرب منه، ويُسعد بلقاء النبي ﷺ.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يردون حوض النبي ﷺ، ويشربون منه شربة لا يظمؤون بعدها أبداً، وأن يوفقنا لطاعته واجتناب معاصيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي شيبة في المصنف (١١/ ٤٥١ - ٤٥٢)، وعنه ابنُ أبي عاصم في السنة (٧٤٤) عن مالك بن إسماعيل، ثنا يعقوب بن عبد اللَّه القميّ، عن حفص بن حُميد، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطّاب، فذكره.
ورجاله ثقات غير يعقوب بن عبد اللَّه القميّ، ضعّفه الدَّارقطنيّ، ومشّاه غيره وهو حسن الحديث، وفي التقريب: «صدوق يهم».
ولبداية الحديث شواهد صحيحة من حديث أبي هريرة في الصحيحين، البخاريّ (٦٤٨٣)، ومسلم (٢٢٨٤)، ومن حديث جابر في مسلم (٢٢٨٥)، وسيأتي تخريجه كاملًا في فضائل النبيّ ﷺ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 819 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنا ممسك بحجزكم عن النار وتغلبون تقاحمون فيها

  • 📜 حديث: أنا ممسك بحجزكم عن النار وتغلبون تقاحمون فيها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أنا ممسك بحجزكم عن النار وتغلبون تقاحمون فيها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أنا ممسك بحجزكم عن النار وتغلبون تقاحمون فيها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أنا ممسك بحجزكم عن النار وتغلبون تقاحمون فيها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب