حديث: ابن آدم إن أصابه البرد قال حس وإن أصابه الحر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإيمان في إثبات حوض النّبيّ ﷺ وصفاته، ومَن يردُ عليه ومن يُذاد عنه مِن أمّته

عن يحنّس، أنّ حمزة بن عبد المطّلب لمّا قدم المدينة، تزوّج خولةَ بنتَ قيس ابن قَهْد الأنصاريّة من بني النَّجار، قال: وكان رسول اللَّه ﷺ يزور حمزةَ في بيتها، وكانت تحدِّثُ عنه ﷺ أحاديث، قالت: جاءنا رسول اللَّه ﷺ يومًا، فقلت: يا رسول اللَّه، بلغني عنك أنَّك تحدِّث أنَّ لك يوم القيامة حوضًا ما بين كذا إلى كذا؟ قال: «أَجَلْ، وأَحبُّ النّاس إليَّ أن يروي منه قومُكِ». قالت: فقدّمتُ إليه بُرْمَةً فيها خُبْرَةٌ -أو خَزِيرة- فوضع رسول اللَّه ﷺ يده في البُرمة ليأكل، فاحترقتْ أصابعه، فقال: «حَسِّ». ثم قال: «ابنُ آدم إن أصابه البرد قال: حسّ، وإن أصابه الحرُّ قال: حسّ».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٧٣١٦) عن حسين بن محمد، قال: حدثنا جرير -يعني ابن حازم- عن يحيى بن سعيد، عن يُحَنَّس، فذكر الحديث.

عن يحنّس، أنّ حمزة بن عبد المطّلب لمّا قدم المدينة، تزوّج خولةَ بنتَ قيس ابن قَهْد الأنصاريّة من بني النَّجار، قال: وكان رسول اللَّه ﷺ يزور حمزةَ في بيتها، وكانت تحدِّثُ عنه ﷺ أحاديث، قالت: جاءنا رسول اللَّه ﷺ يومًا، فقلت: يا رسول اللَّه، بلغني عنك أنَّك تحدِّث أنَّ لك يوم القيامة حوضًا ما بين كذا إلى كذا؟ قال: «أَجَلْ، وأَحبُّ النّاس إليَّ أن يروي منه قومُكِ». قالت: فقدّمتُ إليه بُرْمَةً فيها خُبْرَةٌ -أو خَزِيرة- فوضع رسول اللَّه ﷺ يده في البُرمة ليأكل، فاحترقتْ أصابعه، فقال: «حَسِّ». ثم قال: «ابنُ آدم إن أصابه البرد قال: حسّ، وإن أصابه الحرُّ قال: حسّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن يحنّس، أنّ حمزة بن عبد المطّلب لمّا قدم المدينة، تزوّج خولةَ بنتَ قيس ابن قَهْد الأنصاريّة من بني النَّجار، قال: وكان رسول اللَّه ﷺ يزور حمزةَ في بيتها، وكانت تحدِّثُ عنه ﷺ أحاديث، قالت: جاءنا رسول اللَّه ﷺ يومًا، فقلت: يا رسول اللَّه، بلغني عنك أنَّك تحدِّث أنَّ لك يوم القيامة حوضًا ما بين كذا إلى كذا؟ قال: «أَجَلْ، وأَحبُّ النّاس إليَّ أن يروي منه قومُكِ». قالت: فقدّمتُ إليه بُرْمَةً فيها خُبْرَةٌ -أو خَزِيرة- فوضع رسول اللَّه ﷺ يده في البُرمة ليأكل، فاحترقتْ أصابعه، فقال: «حَسِّ». ثم قال: «ابنُ آدم إن أصابه البرد قال: حسّ، وإن أصابه الحرُّ قال: حسّ».


1. شرح المفردات:


● يَحنَّس: هو مولى حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، راوي الحديث.
● بُرْمَةً: إناء من حجر أو فخار يُطبخ فيه.
● خُبْرَةٌ أو خَزِيرة: الخُبْرة (بضم الخاء) هي طعام يُتخذ من دقيق ولبن، والخزيرة (بفتح الخاء) هي الحساء أو المرق الذي فيه لحم.
● حَسِّ: كلمة تقال عند الشعور بالألم أو المكروه من حر أو برد، وهي تعبير فطري عن التألم.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبدأ الحديث بذكر أن سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه (عم النبي ﷺ وأخوه من الرضاعة) عندما هاجر إلى المدينة تزوج من خولة بنت قيس الأنصارية، وكان النبي ﷺ يزوره في بيته.
وفي إحدى زياراته ﷺ، سألته خولة عن حديث بلغها أنه يحدث به عن حوضه ﷺ في يوم القيامة، فأكد لها ذلك وبيّن أن من أحب الناس إليه أن يرده ويشرب منه قومها (الأنصار).
ثم إنها قدمت له طعامًا ساخنًا، فلما وضع يده الشريفة في الإناء ليتناول منه، أحس بحرقة الطعام على أصابعه، فقال كلمة «حَسِّ» تعبيرًا عن الألم الذي لحقه من شدة حرارة الطعام. ثم علق ﷺ على هذا التعبير الفطري بالإشارة إلى أن ابن آدم يتألم ويقول «حس» سواء من البرد الشديد أو الحر الشديد.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تواضع النبي ﷺ وزيارته لأصحابه: الحديث يدل على تواضع النبي ﷺ ومداومته على زيارة أصحابه وأهل بيته في منازلهم، مما يقوي أواصر المحبة والألفة.
2- فضل الأنصار ومكانتهم: قوله ﷺ: «وأحب الناس إلي أن يروي منه قومكِ» إشارة إلى فضل الأنصار ومكانتهم العظيمة عنده ﷺ، فهم الذين آووه ونصروه، وهم من أحب الناس إلى قلبه الشريف، ويتمنى أن يكونوا أكثر الناس ورودًا على حوضه.
3- بيان حقيقة الحوض: الحديث من الأحاديث التي تثبت حوض النبي ﷺ في يوم القيامة، وهو حوض عظيم يرده المؤمنون، وهو ثابت بالكتاب والسنة، وهو من دلائل نبوته وكرامته على ربه.
4- بشريته ﷺ وكمال خلقه: تصرفه ﷺ حين تألم من حرقة الطعام دليل على بشريته الكاملة، وأنه بشر يجر عليه ما يجرى على البشر من الألم والجوع والعطش، وهذا من أعظم الأدلة على نبوته، حيث إنه مع هذه البشرية جاء بالمعجزات والوحي.
5- الإرشاد إلى التعبير الفطري: قوله ﷺ «ابن آدم إن أصابه البرد قال: حس، وإن أصابه الحر قال: حس» إقرار منه للطبيعة البشرية في التعبير عن الألم بما هو معتاد من الكلمات التي لا محذور فيها، وهي ليست من شكوى الخلق المحرمة، بل هي مجرد انفعال طبيعي.
6- الأدب في المعاملة والحديث: في الحديث أدب الصحابة مع النبي ﷺ في سؤالهم واستفسارهم، وأدبه ﷺ في الرد والتوجيه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حوض النبي ﷺ: ثابت بالكتاب والسنة، وهو حوض عظيم في عرصات القيامة، له من الآنية كعدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدًا.
● خولة بنت قيس: هي زوجة حمزة رضي الله عنه، ثم بعد استشهاده تزوجها عبد الله بن جحش، وهي من فضليات النساء.
- هذا الحديث يدخل في باب «أحاديث الفضائل» التي تبين فضل الأنصار وفضل النبي ﷺ وصفاته الخَلقية والخُلقية.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٧٣١٦) عن حسين بن محمد، قال: حدثنا جرير -يعني ابن حازم- عن يحيى بن سعيد، عن يُحَنَّس، فذكر الحديث.
ويُحنّس -بضم أوله، وفتح المهملة، وتشديد النون المفتوحة، ثم مهملة- ابن عبد اللَّه من رجال مسلم. وإسناده صحيح.
ورواه الطبرانيّ في الكبير (٢٤/ ٢٣٢)، وابن أبي عاصم في السنة (٧٠٥) من وجه آخر عن حمّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن خولة بنت قيس بن فهد، وكانت امرأة حمزة بن عبد المطلب فقتل عنها، فجاءت نبيّ اللَّه ﷺ تزوره، قالت: يا نبيّ اللَّه قد كنتُ أحبّ أن ألقاك فأسألك عن شيء، ذكر لي أنك تذكر أن لك حوضًا ما بين كذا إلى كذا. . . .». فذكر الحديث مثله. إِلَّا أنّ ابن أبي عاصم اختصره.
ثم رواه الطبرانيّ، والإمام أحمد (٢٧٣١٥)، وابن أبي عاصم في السنة (٧٠٤) كلهم من طريق ابن أبي شيبة، عن أبي خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبّان، عن خولة بنت حكيم، فذكرت الحديث مختصرًا.
قال الطبرانيّ: «هكذا رواه أبو خالد عن خولة بنت حكيم، والصواب حديث حماد بن زيد».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن هذا الحديث من مسند خولة بنت قيس، وشذّ أبو خالد فجعله من مسند خولة بنت حكيم.
والحديث أورده الهيثميّ في: المجمع (١٠/ ٣٦١) وقال: رجال أحمد رجال الصّحيح.
ورُوي عن أسامة بن زيد نحوه، وفيه ذكر للكوثر والحوض معًا. رواه الطبرانيّ.
قال الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٣٦٣): «فيه حرام بن عثمان وهو متروك».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 817 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ابن آدم إن أصابه البرد قال حس وإن أصابه الحر

  • 📜 حديث: ابن آدم إن أصابه البرد قال حس وإن أصابه الحر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ابن آدم إن أصابه البرد قال حس وإن أصابه الحر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ابن آدم إن أصابه البرد قال حس وإن أصابه الحر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ابن آدم إن أصابه البرد قال حس وإن أصابه الحر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب