حديث: من لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإيمان في إثبات حوض النّبيّ ﷺ وصفاته، ومَن يردُ عليه ومن يُذاد عنه مِن أمّته

عن حذيفة، عن النّبيّ ﷺ قال: «إنّها ستكون أمراء يكذبون ويظلمون، فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولستُ منه، ولا يرد علي الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وسيرد عليّ الحوض».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٣٢٦٠)، والبزّار (٢٨٣٤) كلاهما من حديث إسماعيل ابن علية، عن يونس بن عبيد، عن محمد بن هلال -أو عن غيره- عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، فذكر مثله.

عن حذيفة، عن النّبيّ ﷺ قال: «إنّها ستكون أمراء يكذبون ويظلمون، فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولستُ منه، ولا يرد علي الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وسيرد عليّ الحوض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمَرَاءُ يُكَذِّبُونَ وَيَظْلِمُونَ، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ، وَلَا يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَسَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ».


1. شرح المفردات:


● أُمَرَاءُ: الحكام والولاة الذين يتولون أمور الناس.
● يُكَذِّبُونَ: أي يكذبون في أقوالهم وأخبارهم ووعودهم.
● يَظْلِمُونَ: يتجاوزون الحد في الحكم، ويبغون على الناس، ويحيفون في الحقوق.
● صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ: أي صدقهم في أكاذيبهم وادعاءاتهم الباطلة، وساعد في نشرها أو تبريرها.
● أَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ: ساعدهم في ظلمهم بأي شكل من الأشكال، سواء بالعمل معهم، أو التزلف لهم، أو السكوت عن منكرهم.
● لَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ: ليس على طريقتي ولا من أهل سنتي، وهو بريء مني وأنا بريء منه.
● الْحَوْضَ: هو الحوض العظيم الذي أعطاه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في يوم القيامة، يشرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة.
● سَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ: سوف يرد هذا الحوض ويشرب منه، وهو علامة على النجاة والسعادة.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن في المستقبل سيأتي حكام وأمراء يتصفون بالكذب والظلم، فيكذبون في أقوالهم ويظلمون الرعية.
ثم يبين الموقف الشرعي من هؤلاء الحكام، فيحذر من تصديقهم في أكاذيبهم أو إعانتهم على ظلمهم، ويعد من يفعل ذلك بأنه مفارق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ومبتعد عن طريقته، وأنه لا ينال شرف الانتساب الحقيقي إليه، ولا يرد حوضه في الآخرة.
أما من لم يصدقهم في كذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فهو على منهاج النبي وهديه، وهو من أهل ولايته وشفاعته، وسيكون من الواردين على حوضه.


3. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- تحذير من طاعة الحكام في المعصية: فلا يجوز طاعة任何人 في معصية الله، حتى لو كان حاكماً أو أميراً.
2- البراءة من الباطل وأهله: يجب على المسلم أن يبرأ من الكذب والظلم وأهله، ولا يوافقهم ولا يعينهم.
3- التمييز بين الطاعة في المعروف والعصيان: طاعة الحكام واجبة في المعروف، لكن إذا أمروا بمعصية أو ظلم فلا سمع ولا طاعة.
4- الجزاء الأخروي على المواقف الدنيوية: الموقف من الحكام الظلمة له تبعات في الآخرة، إما الحرمان من الحوض أو الوصول إليه.
5- الصدق والعدل من صفات الحاكم المسلم: الحديث يحث على اختيار الحكام الصادقين العادلين، ويذم الكاذبين الظالمين.
6- الحديث من أعلام النبوة: فقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فكم من حكام ظلمة وكذبة جاءوا عبر التاريخ!


4. معلومات إضافية:


● الدرجة: الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده والنسائي، وهو حسن.
● السياق: الحديث جزء من مجموعة أحاديث تتكلم عن الفتن وأشراط الساعة، وموقف المسلم منها.
● التطبيق العملي: يجب على المسلم أن يكون شجاعاً في قول الحق، ولا يروج لأكاذيب الحكام، ولا يساعدهم في ظلمهم، بل ينكر عليهم بالحكمة والموعظة الحسنة.
أسأل الله أن يوفقنا لطاعته، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٣٢٦٠)، والبزّار (٢٨٣٤) كلاهما من حديث إسماعيل ابن علية، عن يونس بن عبيد، عن محمد بن هلال -أو عن غيره- عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، فذكر مثله.
إلّا أنّ في البزّار: عن ربعي أو غيره، فجعل الشّك في ربعي لا في حميد، والصّواب أنّ الشّك في حميد؛ لأنّه رواه البزّار (٢٨٣٣)، والطبرانيّ في الأوسط (٨٤٨٦) من طريق سهل بن أسلم العدويّ، عن يونس بن عبيد، بإسناده بدون شك. قال البزّار: لم يشك فيه سهل بن أسلم.
وما رُوي عن ابن عمر مرفوعًا: «سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا يفعلون، فمن صدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، ولن يرد عليّ الحوض». فهو ضعيف.
رواه الإمام أحمد (٥٧٠٢)، والبزار -كشف الأستار (١٦٠٨) - كلاهما من طريق العلاء بن المسيب، عن إبراهيم بن قُعَيس، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
وإبراهيم بن قُعيس هو إبراهيم بن إسماعيل بن قُعيس مولى بني هاشم ضعّفه أبو حاتم، ووثَّقه ابن حبان، وبه علّله الهيثميّ في «المجمع» (٥/ ٢٤٧).
وفيه أيضًا حديث خبّاب بن الأرت.
رواه الإمام أحمد (٢١٠٧٤)، والطبرانيّ (٢٦٢٧)، وصحّحه ابن حبان (٢٨٤)، والحاكم (١/ ٧٦) كلّهم من طريق حاتم بن أبي صغيرة أبي يونس القُشيريّ، عن سماك بن حرب، عن عبد اللَّه بن خبّاب، عن أبيه خبّاب، فذكر الحديث قريبًا منه. قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
إلّا أنّهم لم ينتبهوا إلى أنّ فيه انقطاعًا بين سماك بن حرب، وبين عبد اللَّه بن خبّاب فقد قال عبد اللَّه بن أحمد: سألت أبي: سماك بن حرب سمع من عبد اللَّه بن خبّاب؟ فقال: لا. ذكره العلائيّ في جامع التحصيل في ترجمة سماك بن حرب (٢٦٥) وقال المزيّ في «تهذيب» في ترجمة عبد اللَّه بن خبّاب: «روى عنه سماك بن حرب، ولم يدركهـ». وفيه أيضًا حديث النّعمان بن بشير.
رواه الإمام أحمد (١٨٣٥٣)، وفيه رجل لم يُسم، كما ليس فيه ذكر للحوض.
وحديث أبي سعيد الخدريّ. رواه الإمام أحمد (١١١٩٢)، وفيه رجل مجهول، وليس فيه ذكر للحوض.
من الفوائد المهمّة:
قال القرطبيّ رحمه اللَّه تعالى: «ومما يجب على كلّ مكلَّف أنّ يعلمه ويصدِّق به: أن اللَّه تعالى قد خصَّ نبيَّه محمدًا ﷺ بالكوثر الذي هو الحوض المصرَّح باسمه، وصفته، وشرابه وآنيته في الأحاديث الكثيرة الصحيحة الشّهيرة، التي يحصل بمجموعها العلم القطعيّ، واليقين التواتريّ؛ إذ قد روى ذلك عن النبيّ ﷺ من الصّحابة نيّف على الثلاثين. في الصّحيحين منهم نيِّف على العشرين، وباقيهم في غيرهما مما صحَّ نقله، واشتهرتْ روايته، ثم قد رواها عن الصحابة من التابعين أمثالُهم، ثم لم تزلْ تلك الأحاديث مع توالي الأعصار، وكثرة الرواة لها في جميع الأقطار، تتوفّر هممُ الناقلين لها على روايتها وتخليدها في الأمهات وتدوينها، إلى أن انتهى ذلك إلينا، وقامتْ به حجّةُ اللَّه علينا، فَلَزِمَنَا الإيمانُ بذلك والتصديق به، كما أجمع عليه السّلف، وأهلُ السنة من الخَلَف، وقد أنكرته طائفةٌ من المبتدعة وأحالوه عن ظاهره، وغلوا في تأويله من غير إحالة عقليّة ولا عادية، تلزم من إقراره على ظاهره، ولا منازعة سمعية، ولا نقلية تدعو إلى تأويله، فتأويله تحريفٌ صدَرَ عن عقل سخيف، خرَق به إجماع السّلف، وفارق به مذهبَ أئمّة الخلف» انتهى. «المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» (٦/ ٩٠).
وأما قوله: «الكوثر هو الحوض». فالصّواب أنّ الكوثر نهر في الجنّة يصبُّ في الحوض، كما ثبت في الأحاديث الصّحيحة.
وقد نقل الحافظ ابن حجر في «الفتح» (١١/ ٤٦٧) كلام القرطبيّ السّابق إلّا أنه سقط منه ذكر «الكوثر»، فصارت العبارة هكذا: «قد خصَّ نبيَّه محمدًا ﷺ بالحوض المصرَّح باسمه. . . إلخ».
ثم قال الحافظ: «وأنكره الخوارج وبعض المعتزلة، وممن كان ينكره عبيد اللَّه بن زياد أحد أمراء العراق لمعاوية وولده».
قال الأعظمي: ثم آمن عبد اللَّه بن زياد بالحوض لما سمع كلام أبي سبرة وقال: «ما سمعتُ في الحوض حديثًا أثبت من هذا، فصدّق به، وأخذ الصّحيفة فحبسها عنده». وقد سبق الحديث بكامله مع تخريجه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 830 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني

  • 📜 حديث: من لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب