حديث: أدركت عجائز بالمدينة لا يصلين إلا سألن الله أن يوردهن حوض محمد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإيمان في إثبات حوض النّبيّ ﷺ وصفاته، ومَن يردُ عليه ومن يُذاد عنه مِن أمّته

عن أنس بن مالك، أنّ زيادًا -أو ابن زياد- ذُكر عنده الحوض، فأنكر ذلك، فبلغ ذلك أنسًا فقال: أما واللَّهِ لأسوأنّه غدًا، فقال: ما أنكرتم من الحوض؟ قالوا: سمعتَ النّبيّ ﷺ يذكره. قال: نعم، ولقد أدركت عجائز بالمدينة لا يصلين صلاة إلا سألن اللَّه تعالى أن يوردهن حوض محمد ﷺ.

صحيح: رواه ابن أبي عاصم في «السنة» (٦٩٨) عن هدبة، ثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، فذكره.

عن أنس بن مالك، أنّ زيادًا -أو ابن زياد- ذُكر عنده الحوض، فأنكر ذلك، فبلغ ذلك أنسًا فقال: أما واللَّهِ لأسوأنّه غدًا، فقال: ما أنكرتم من الحوض؟ قالوا: سمعتَ النّبيّ ﷺ يذكره. قال: نعم، ولقد أدركت عجائز بالمدينة لا يصلين صلاة إلا سألن اللَّه تعالى أن يوردهن حوض محمد ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

نص الحديث:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن زيادًا -أو ابن زياد- ذُكر عنده الحوض، فأنكر ذلك (أي أنكر وجود حوض النبي ﷺ)، فبلغ ذلك أنسًا فقال: أما والله لأسوأنّه غدًا. فقال (أنس لزياد أو لابن زياد): ما أنكرتم من الحوض؟ قالوا: سمعت النبي ﷺ يذكره؟ قال: نعم، ولقد أدركت عجائز بالمدينة لا يصلين صلاة إلا سألن الله تعالى أن يوردهن حوض محمد ﷺ.


1. شرح المفردات:


● زياد - أو ابن زياد: رجل من المسلمين في ذلك الوقت، اختلف في اسمه هل هو "زياد" أو "ابن زياد".
● ذُكر عنده الحوض: جرى الحديث عنده عن حوض النبي ﷺ في الآخرة.
● فأنكر ذلك: جحد ذلك وأنكر وجوده أو صفاته.
● لأسوأنّه غدًا: سأؤذيه وأسيء إليه (بالكلام والتوبيخ) بسبب إنكاره.
● عجائز: نساء كبيرات في السن.
● لا يصلين صلاة: ما يُصلين صلاة مفروضة أو نافلة.
● أن يوردهن: أن يُدخلهن ويُشرفهن على وروده وشرب منه.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً يُدعى زيادًا (أو ابن زياد) أنكر وجود حوض النبي ﷺ في الآخرة، فغضب أنسٌ غضبًا شديدًا وتوعده بأن يوبخه ويؤنبه على إنكاره. ثم سأله: لماذا تنكرون الحوض؟ فأجابوا: هل سمعت النبي ﷺ يذكره؟ فأكد أنس ذلك بشدة، وشهد بأنه سمعه من النبي ﷺ، بل زاد على ذلك بشهادة عملية من واقع المجتمع المدني، حيث كان العجائز من النساء يدعون الله في كل صلاة أن يوردهن حوض النبي ﷺ، مما يدل على شيوع هذا المعتقد وتواتره بين الصحابة والتابعين.


3. الدروس المستفادة منه:


1- إثبات حوض النبي ﷺ: الحديث من الأدلة الصريحة على إثبات حوض النبي ﷺ في الآخرة، وهو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها كما جاءت في النصوص الصحيحة.
2- خطورة إنكار الغيبيات: إنكار ما ثبت في الشرع من أمور الغيب كالحوض والشفاعة وغيرها من الأمور التي أخبر بها النبي ﷺ منكر عظيم، لأنه تكذيب للرسول ﷺ.
3- غيرة الصحابة على سنة النبي ﷺ: غضب أنس رضي الله عنه وتوعده للرجل المنكر يدل على غيرته العظيمة على سنة النبي ﷺ، وحرصه على تصحيح المفاهيم الخاطئة.
4- دعاء الله بلقاء الحوض: يستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى أن يورده حوض النبي ﷺ، اقتداءً بعجائز المدينة اللاتي كن يفعلن ذلك.
5- قوة التلقي عن الصحابة: شهادة أنس رضي الله عنه بحفظ العجائز لهذا الدعاء وتكرارهن له في كل صلاة تدل على قوة تلقي الصحابة والتابعين للسنة، وعنايتهم بها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حوض النبي ﷺ: هو حوض عظيم في يوم القيامة، يأتي إليه المؤمنون من أمة محمد ﷺ ليشربوا منه شربة لا يظمؤون بعدها أبدًا. وردت صفته في أحاديث كثيرة، منها أنه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وآنيته كنجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا.
● الرد على المنكرين: من أنكر شيئًا مما ثبت في السنة الصحيحة متعمدًا وهو يعلم ثبوته، فإنه يكون قد كذب النبي ﷺ، وهذا من الكبائر.
● مكانة أنس بن مالك: هو أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ، ومن كبار الصحابة، روى عنه الكثير من الأحاديث، وتوفي سنة 93 هـ تقريبًا.

أسأل الله تعالى أن يوردنا حوض نبيه محمد ﷺ، وأن يجعلنا من أهل سنته والذابين عنها. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي عاصم في «السنة» (٦٩٨) عن هدبة، ثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
ورواه أبو يعلى (٣٣٥٥) من طريق عبد الرحمن بن سلام الجُميحي عن حمّاد به. وإسناده صحيح، وكذا قال الحافظ في «الفتح» (١١/ ٤٦٨) بعد أن عزاه إلى أبي يعلى.
ورواه الإمام أحمد (١٣٤٠٥) من وجه آخر عن حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس، فذكر مثله، وزاد فيه صفة الحوض: «إنّ ما بين طرفيه كما بين أيلة إلى مكة -أو ما بين صنعاء ومكة- وإنّ آنيته أكثر من نجوم السّماء».
وفيه علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف.
ورواه الحاكم (١/ ٧٨)، والبيهقيّ في البعث (١٥٨) كلاهما من وجه آخر عن حميد، عن أنس مثل حديث ابن أبي عاصم وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
ورواه أيضًا من وجه آخر عن حميد، عن أنس، قال: دخلتُ على عبيد اللَّه بن زياد، وهم يتراجعون في ذكر الحوض. قال: فقال: جاءكم أنس. قال: يا أنس، ما تقول في الحوض؟ قال: قلت: ما حسبتُ أنّي أعيش حتى أرى مثلكم يمترون في الحوض. لقد تركتُ بعدي عجائز ما تصلي واحدة منهنّ صلاة إِلَّا سألت ربَّها أن يوردها حوض محمد ﷺ.
وقال: «صحيح على شرط الشّيخين».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 825 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أدركت عجائز بالمدينة لا يصلين إلا سألن الله أن يوردهن حوض محمد

  • 📜 حديث: أدركت عجائز بالمدينة لا يصلين إلا سألن الله أن يوردهن حوض محمد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أدركت عجائز بالمدينة لا يصلين إلا سألن الله أن يوردهن حوض محمد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أدركت عجائز بالمدينة لا يصلين إلا سألن الله أن يوردهن حوض محمد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أدركت عجائز بالمدينة لا يصلين إلا سألن الله أن يوردهن حوض محمد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب