حديث: من ورد علي الحوض فشرب لم يظمأ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أنّ لكلِّ نبيٍّ حوضًا

عن سهل بن سعد، أنّ النّبيّ ﷺ قال: «إنّ لكلّ قوم فَرَطًا، وإنّي فرطُكم على الحوض، فمن ورد عليَّ الحوض فشرب لم يظمأ، ومن لم يظما دخل الجنّة».

حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (٦/ ١٦٨) عن عبدان بن أحمد، ثنا دُحيم، ثنا ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.

عن سهل بن سعد، أنّ النّبيّ ﷺ قال: «إنّ لكلّ قوم فَرَطًا، وإنّي فرطُكم على الحوض، فمن ورد عليَّ الحوض فشرب لم يظمأ، ومن لم يظما دخل الجنّة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن سهل بن سعد، أنّ النّبيّ ﷺ قال: «إنّ لكلّ قوم فَرَطًا، وإنّي فرطُكم على الحوض، فمن ورد عليَّ الحوض فشرب لم يظمأ، ومن لم يظما دخل الجنّة».


1. شرح المفردات:


● فَرَطًا: الفَرَط في اللغة: السابق المتقدم، وهو الذي يسبق القوم ليجهز لهم المنزل والماء. وجمعها: فُرَطاء.
● الحوض: هو حوض النبي ﷺ في يوم القيامة، وهو مورد عظيم لأمته، يشرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة.
● وَرَدَ: معناه وصل إلى الحوض وقدم عليه.
● لم يَظْمَأ: لم يعطش أبدًا بعد شربه من الحوض.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن لكل قوم سابقًا يتقدمهم ليهيئ لهم ما يحتاجون إليه، ويبين أنّه هو السابق لأمته إلى الحوض في يوم القيامة، فينتظرهم عليه ليرِدوه ويشربوا منه. فمن شرب من هذا الحوض شربة واحدة فإنه لن يعطش بعدها أبدًا، بل سيدخل الجنة من غير عطش ولا نصب.


3. الدروس المستفادة والعبر:


● مكانة النبي ﷺ وشفقته على أمته: فقد بيّن ﷺ أنه سيكون أول الواصلين إلى الحوض ليتولى بنفسه سقاية أمته وخدمتهم، وهذا من كمال شفقته ورحمته بهم.
● الحوض حقيقة لا مجاز: فهو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها كما جاءت في النصوص، وهو من خصائص النبي ﷺ وأمته.
● الترغيب في اتباع السنة والتمسك بها: لأن الورود على الحوض والشرب منه خاص بأمة محمد ﷺ، ولكن لا يناله إلا من كان على هديه وسنته، وسَلِمَ من البدع والضلالات.
● البشارة بدخول الجنة: فمن شرب من الحوض دخل الجنة بلا عذاب ولا حساب، وهذا يدل على عظيم فضل الله تعالى على هذه الأمة.
● الحث على العمل الصالح: لأن نيل هذه المنزلة العالية يتطلب الإيمان والعمل الصالح واجتناب الكبائر.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث المتعلقة بأشراط الساعة وعلامات القيامة، وهو من أحاديث الحوض التي تواترت عن النبي ﷺ.
- الحوض موجود في عرصات القيامة قبل الصراط، وهو أوسع من البحر، وماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل، وآنيته كنجوم السماء عددًا وكبرًا.
- وردت أحاديث أخرى تحذر من الارتداد عن الدين والبدع التي تمنع الشرب من الحوض، كما في قوله ﷺ: «لَيُرْفَعَنَّ رجال من أمتي على الحوض فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
- هذا الحديث يبعث الأمل والطمأنينة في قلوب المؤمنين، ويجدد الرغبة في اللحاق برسول الله ﷺ والوفاء بعهد الإيمان.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يردون حوض النبي ﷺ ويشربون منه شربة لا يظمؤون بعدها أبدًا، ويدخلون الجنة من غير عذاب ولا حساب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبرانيّ في الكبير (٦/ ١٦٨) عن عبدان بن أحمد، ثنا دُحيم، ثنا ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في موسى بن يعقوب، فقد ضعفه النسائيّ، وابن المدينيّ، ووثّقه ابن معين. وقال أبو داود: صالح، وذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٧٥٨)، ووثّقه ابن القطّان، وذكره ابن عدي في «الكامل» (٦/ ٢٣٤١)، وأخرج له عدّة أحاديث ليس منها الحديث المذكور، وقال: «ولموسى بن يعقوب غير ما ذكرت من الأحاديث أحاديث حسان، يروي عنه ابن أبي فديك، وخالد بن مخلد، وهو عندي لا بأس به وبرواياته».
أي أنّ ابن عدي لم يجد له حديثًا منكرًا، بل الأحاديث التي ذكرها وما لم يذكرها حكم عليها بالحسان، وأرجو أن يكون الحديث المذكور أيضًا من الحسان إلّا قوله: «ومن لم يظمأْ دخل الجنّة» فإني لم أجد له شاهدًا.
ورُوي عن سمرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ لكلّ نبيٍّ حوضًا، وإنّهم يتباهون أيُّهم أكثر واردةً، وإنّي أرجو أن أكون أكثرهم واردةً».
رواه الترمذيّ (٢٤٤٣) عن أحمد بن محمد بن علي بن نَيْزك، حدّثنا محمد بن بكّار الدّمشقيّ،
حدّثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، فذكره.
قال الترمذيّ: هذا حديث غريب، وقد روى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن، عن النبيّ ﷺ مُرسلًا، ولم يذكر فيه: عن سمرة وهو أصح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، وفيه من العلل:
الأولى: الإرسال، وهو الصحيح.
والثانية: عنعنة الحسن البصريّ وهو مدلّس، وسماعه من سمرة مختلف فيه، والرّاجح عندي أنه سمع منه مطلقًا.
والثالثة: فيه سعيد بن بشير وهو الأزدي، ضعيف عند جمهور أهل العلم.
وقد رُوي عن سمرة من وجه آخر أضعف من هذا، وهو ما رواه الطبراني في «الكبير» (٧/ ٣١٢) عن موسى بن هارون، ثنا مروان بن جعفر السمري، ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا جعفر بن سعد، خُبيب بن سليمان، عن أبيه، عن سمرة بن جندب، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «إنّ الأنبياء يتباهون أيّهم أكثر أصحابًا من أمته، فأرجو أن أكون يومئذ أكثرهم كلّهم واردة، فإنّه كل رجل منهم يومئذ قائم على حوض ملآن معه عصا يدعو من عرف من أمّته، ولكل أمّة سيما يعرفهم بها نبيُّهم».
وفيه سلسلة من الضّعفاء، جعفر بن سعد ضعيف، خبيب بن سليمان مجهول، وأبوه سليمان بن سمرة لم يوثقه غير ابن حبان فهو «مقبول» إذا توبع وإلّا فلين الحديث.
ولذا قال الحافظ ابن حجر بعد أنّ نقل قول الترمذيّ: «والمرسل أخرجه ابن أبي الدّنيا بسند صحيح عن الحسن، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ لكل نبيّ حوضًا وهو قائم على حوضه، بيده عصا يدعو من عرف من أمّته، ألا إنهم يتباهون أيّهم أكثر تبعًا، وإنّي لأرجو أنّ أكون أكثرهم تبعًا».
وأخرجه الطبرانيّ من وجه آخر عن سمرة موصولًا مرفوعًا، مثله، وفي سنده لين». انظر: «الفتح» (١١/ ٤٦٧).
وأمّا قول الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٣٦٣): «رواه الطبراني وفيه مروان بن جعفر السمريّ وثقه ابن أبي حاتم، وقال الأزديّ: يتكلّمون فيه، وبقية رجاله ثقات». فهو ليس كما قال، بل فيه من هو أضعفُ من السمري، والتّعليل بهم أولى.
وفي الباب عن أبي سعيد، وابن عباس وغيرهما، وفي أسانيدهم مَنْ لا يُحمدون إلّا أنّها بمجموعها تشهد لحديث سهل بن سعد، فيكون اختصاص نبيّنا ﷺ بالكوثر الذي يَصُب على الحوض، وهو خاص بالنبيّ ﷺ لا يشاركه فيه غيره، وبه امتنّ اللَّه تبارك وتعالى في قوله: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر﴾.
وأمّا ما ذكره أبو محمد البربهاريّ في «شرح السنة» (١٩): «ولكلّ نبيّ حوض إلّا صالح النبيّ فإنّ حوضه ضرع ناقته». فهو موضوع.
رواه العقيليّ في الضعفاء الكبير (٣/ ٦٤)، وعنه ابن الجوزيّ في «الموضوعات» (٣/ ٥٦٤) من طريق عبد الكريم بن كيسان، عن سويد بن عُمير، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «حوضي أشرب منه يوم القيامة ومن اتبعني من الأنبياء، ويبعث اللَّه ناقة ثمود لصالح فيحلبها فيشربها، والذين آمنوا معه حتى يوافوا بها الموقف معه، ولها رُغاء». فذكر الحديث بطوله.
قال العقيليّ: عبد الكريم بن كيسان مجهول بالنّقل، حديثه غير محفوظ.
وقال ابن الجوزيّ: هذا حديث موضوع لا أصل له.
وقال الذهبيّ في «الميزان» (٢/ ٦٤٥) بعد ما أورد الحديث: «إنّه موضوع».
قلتُ: وللحديث طرق أخرى لا تخلو من ضعيف أو مبهم أو مجهول.
وسويد بن عمير وقد سُمّي أبوه عامرًا، مختلف في صحبته، ذكره الحافظ ابن حجر في «الإصابة» في الفصل الرّابع، وأنه تابعي صغير، وأنه لا صحبة له، وحديثه مرسل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 836 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ورد علي الحوض فشرب لم يظمأ

  • 📜 حديث: من ورد علي الحوض فشرب لم يظمأ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من ورد علي الحوض فشرب لم يظمأ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من ورد علي الحوض فشرب لم يظمأ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من ورد علي الحوض فشرب لم يظمأ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب