أنا دار الحكمة وعلي بابها

حديث: أنا دار الحكمة وعلي بابها

روي عن علي قال: قال رسول الله ﷺ: «أنا دار الحكمة، وعلي بابها».

ضعيف: رواه الترمذي (٣٧٢٣) عن إسماعيل بن موسى، حدثنا محمد بن عمر بن الرومي، حدثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، عن الصنابحي، عن علي فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

روي عن علي قال: قال رسول الله ﷺ: «أنا دار الحكمة، وعلي بابها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فحديث «أنا دار الحكمة، وعلي بابها» هو حديث شريف ورد في فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وسأقوم بشرحه وافياً إن شاء الله وفق الخطوات المطلوبة.
### أولاً. شرح المفردات
● دار الحكمة: الدار هي البيت أو المكان، والحكمة هي وضع الشيء في موضعه، وهي العلم النافع والعمل الصالح، وفهم أسرار الشرع وحكمه. فـ"دار الحكمة" تعني المصدر أو المنبع الذي تنبع منه الحكمة والعلم النافع.
● بابها: الباب هو المدخل، وهو الوسيلة للوصول إلى ما داخل الدار. فكأنه الطريق الموصل إلى تلك الحكمة.
### ثانياً. شرح الحديث
معنى الحديث النبوي الشريف يتضح بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو مصدر الحكمة والعلم والهداية، فهو الدار الذي يحتوي على كنوز المعرفة والإيمان. وأما سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهو الباب الذي يدخل منه طالب العلم إلى هذه الدار، أي أنه الطريق الموصل إلى علم النبي صلى الله عليه وسلم وفهم شريعته.
وهذا لا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم محتاج إلى علي، حاش لله، بل هو تشريف لعلي وإعلاء لشأنه، وإشارة إلى أنه من أكثر الناس علماً بكتاب الله وسنة رسوله، وأقدرهم على نقل هذا العلم وتبليغه للأمة. فهو الباب الذي من خلاله تؤخذ الحكمة من منبعها الأصلي وهو النبي صلى الله عليه وسلم.
### ثالثاً. الدروس المستفادة منه
1- عظيم منزلة العلم والعلماء: الحديث يرفع من شأن العلم والحكمة، ويبين أن الوصول إليهما له طرق ووسائل.
2- مكانة علي بن أبي طالب: الحديث من فضائل علي رضي الله عنه، وهو دليل على سعة علمه وفقهه، وأنه أحد أهم الرواة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3- ضرورة التلقي عن الأكفاء: الحديث يحث على أخذ العلم من أهله المؤهلين، الذين هم أبواب للوصول إلى العلم الصحيح.
4- التواضع في طلب العلم: حتى لو كان الإنسان ذكياً، فهو بحاجة إلى معلم يوصله إلى العلم، كما أن الباب ضروري للدخول إلى الدار.
### رابعاً. معلومات إضافية
● درجة الحديث: اختلف العلماء في درجة هذا الحديث، فمنهم من صححه، ومنهم من ضعفه، ولكنه مشهور ومعروف ضمن أهل العلم، ومتلقى بالقبول من حيث المعنى.
● رواية الحديث: رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"، وغيرهم.
● معنى آخر: بعض العلماء يفسر "الحكمة" هنا بالفقه في الدين، وعلي رضي الله عنه كان من أعلم الصحابة بالفتوى والقضاء.
● تنبيه مهم: هذا الحديث لا يعني غلوًا في علي رضي الله عنه، بل هو بيان فضله وعلمه، وأهل السنة والجماعة يوقرون الصحابة جميعاً ولا يفضلون أحداً على أحد إلا بما فضله الله به.
وفي الختام، هذا الحديث يعلمنا أهمية العلم وطرق تحصيله، ويذكرنا بفضل الصحابة الكرام الذين كانوا جسوراً نقلوا لنا علم النبوة وحكمة الشريعة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٧٢٣) عن إسماعيل بن موسى، حدثنا محمد بن عمر بن الرومي، حدثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، عن الصنابحي، عن علي فذكره.
وقال: «هذا حديث غريب منكر، وروى بعضهم هذا الحديث من شريك، ولم يذكروا فيه عن الصنابحي، ولا نعرف هذا الحديث عن أحد من الثقات غير شريك».
ومحمد بن عمر الرومي قال فيه أبو زرعة: شيخ فيه لين.
وشريك سيء الحفظ، وقد اختلف عليه كما قال الترمذي. وإسماعيل بن موسى رمي بالرفض، وكان يشتم السلف.
قال ابن حبان: هذا خبر لا أصل له عن النبي ﷺ.
وللحديث طرق أخرى عن علي وكلها واهية.
وروي أيضا عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه».
رواه الطبراني في الكبير (١١/ ٥٥) من طرق، عن عبد السلام بن صالح الهروي، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس فذكره.
وعبد السلام بن صالح الهروي له مناكير في فضل أهل البيت، وهو متهم فيها، قاله ابن عدي. وبه أعله الهيثمي في المجمع (٩/ ١١٤).
قال ابن معين وأحمد وأبو حاتم: إنه كذب لا أصل له. الجرح والتعديل (٦/ ٩٩).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٤/ ٤١٠): «وأما حديث: «أنا مدينة العلم«فأضعف وأوهى، ولهذا إنما يعد في الموضوعات المكذوبات، وإن كان الترمذي قد رواه، ولهذا ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وبيَّن أنه موضوع من سائر طرقه.
والكذب يعرف من نفس متنه؛ لا يحتاج إلى النظر في إسناده: فإن النبي ﷺ إذا كان «مدينة العلم» لم يكن لهذه المدينة إلا باب واحد، ولا يجوز أن يكون المبلغ عنه واحدا؛ بل يجب أن يكون المبلغ عنه أهل التواتر الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب، ورواية الواحد لا تفيد العلم إلا مع قرائن، وتلك القرائن إما أن تكون منتفية؛ وإما أن تكون خفية عن كثير من الناس، أو أكثرهم فلا يحصل لهم العلم بالقرآن والسنة المتواترة؛ بخلاف النقل المتواتر: الذي يحصل به العلم
للخاص والعام. وهذا الحديث إنما افتراه زنديق أو جاهل: ظنه مدحا؛ وهو مطرق الزنادقة إلى القدح في علم الدين؛ إذ لم يبلغه إلا واحد من الصحابة».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 135 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنا دار الحكمة وعلي بابها

📜 حديث: أنا دار الحكمة وعلي بابها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أنا دار الحكمة وعلي بابها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أنا دار الحكمة وعلي بابها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أنا دار الحكمة وعلي بابها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية