كلمة لا يقولها عبد حقًا من قلبه إلا حرم على النار

حديث: كلمة لا يقولها عبد حقًا من قلبه إلا حرم على النار

عن عثمان بن عفّان قال: سمعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقول: «إنّي لأعلمُ كلمةً لا
يقولها عبد حقًّا من قلبه، إلا حرَّم على النَّار». فقال له عمر بن الخطاب: أنا أحدّثك ما هي؟ هي كلمة الإخلاص التي ألزمها اللَّه تبارك وتعالى محمدًا وأصحابه، وهي كلمة التقوى التي ألاص عليها نبيُّ اللَّه ﷺ عمَّه أبا طالب عند الموت: شهادة أن لا إله إلا اللَّه.

حسن: رواه الإمام أحمد (٤٤٧)، وصحّحه ابن حبان (٢٠٤)، والحاكم (١/ ٣٥١) كلهم من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن حُمران بن أبان، أنّ عثمان بن عفّان، قال (فذكر الحديث)، واللّفظ لأحمد.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عثمان بن عفّان قال: سمعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقول: «إنّي لأعلمُ كلمةً لا
يقولها عبد حقًّا من قلبه، إلا حرَّم على النَّار». فقال له عمر بن الخطاب: أنا أحدّثك ما هي؟ هي كلمة الإخلاص التي ألزمها اللَّه ﵎ محمدًا وأصحابه، وهي كلمة التقوى التي ألاص عليها نبيُّ اللَّه ﷺ عمَّه أبا طالب عند الموت: شهادة أن لا إله إلا اللَّه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ، يرويه الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويشير إلى فضل كلمة التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث وفقًا للمنهج المطلوب:

1. شرح المفردات:

● "أعلم كلمة": أي أعلم يقينًا كلمة معينة.
● "حقًا من قلبه": أي بإخلاص ويقين تام، دون شك أو رياء.
● "إلا حرّم على النار": أي منع من دخول النار وحُرم عليه عذابها.
● "كلمة الإخلاص": هي شهادة أن لا إله إلا الله، لأنها تخلص العبد من الشرك.
● "كلمة التقوى": هي التي يتقى بها عذاب الله، وهي التوحيد.
● "ألاص عليها": أي ألحّ عليها وكررها عند الموت.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي ﷺ أنه يعلم كلمة عظيمة (وهي "لا إله إلا الله") إذا نطق بها العبد مؤمنًا بها إيمانًا صادقًا من قلبه، بدون شك أو نفاق، فإنها تكون سببًا في تحريم جسده على النار، أي أن النار لا تحرقه ولا يعذب فيها. وهذا يدل على أن النطق بالشهادة مع الإخلاص واليقين من أعظم أسباب النجاة من عذاب الآخرة.
ثم يبين عمر بن الخطاب رضي الله عنه – وهو من كبار الصحابة وأعلمهم – أن هذه الكلمة هي "شهادة أن لا إله إلا الله"، وهي الكلمة التي ألزم الله بها نبيه محمدًا ﷺ وأصحابه، وهي كلمة التقوى التي أوصى بها النبي ﷺ عمه أبا طالب عند موته لعلها تنفعه.

3. الدروس المستفادة منه:

● عظم شأن كلمة التوحيد: فهي مفتاح الجنة وسبب النجاة من النار، كما في الحديث الصحيح: "من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة".
● شرط الإخلاص واليقين: لا يكفي النطق باللسان فقط، بل يجب أن يقترن بالإيمان القلبي والتصديق الجازم، وإلا لم ينفع صاحبه.
● أهمية التذكير بالتوحيد عند الموت: كما فعل النبي ﷺ مع عمه أبي طالب، لعل الله أن يهدي المحتضر في آخر لحظات حياته.
● فضل الصحابة وعلمهم: حيث فهم عمر رضي الله عنه مراد النبي ﷺ دون أن يصرح به، مما يدل على فقههم العميق ونفاذ بصيرتهم.
● التحذير من الغرور: فالنطق بالشهادة لا يغني بدون إخلاص وعمل صالح، كما قال تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} [الزمر: 2].

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- شهادة أن لا إله إلا الله هي أول أركان الإسلام، وأساس قبول الأعمال، كما قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5].
- يجب على المسلم أن يجدد إيمانه بهذه الكلمة دائمًا، ويحذر من نواقضها كالشرك الأكبر والأصغر، والبدع، والمعاصي التي تقدح في الإخلاص.
- قصة أبي طالب مع النبي ﷺ عند الموت مذكورة في الصحيحين، حيث ظل النبي ﷺ يعرض عليه الإسلام حتى قال أبو طالب آخر ما قال: "هو على ملة عبد المطلب"، فلم ينفعه ذلك لأنه لم يقلها بإيمان.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الموحدين المخلصين، وأن يحرم أجسادنا على النار، وأن يتوفانا على كلمة التوحيد. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٤٤٧)، وصحّحه ابن حبان (٢٠٤)، والحاكم (١/ ٣٥١) كلهم من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن حُمران بن أبان، أنّ عثمان بن عفّان، قال (فذكر الحديث)، واللّفظ لأحمد.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل عبد الوهاب بن عطاء الخفاف؛ فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وسعيد هو ابن أبي عروبة اختلط إلّا أنّ عبد الوهاب بن عطاء سمع منه قبل الاختلاط، وسعيد ابن أبي عروبة يعتبر من أوثق الناس في قتادة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 61 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كلمة لا يقولها عبد حقًا من قلبه إلا حرم على النار

📜 حديث: كلمة لا يقولها عبد حقًا من قلبه إلا حرم على النار

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كلمة لا يقولها عبد حقًا من قلبه إلا حرم على النار

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كلمة لا يقولها عبد حقًا من قلبه إلا حرم على النار

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كلمة لا يقولها عبد حقًا من قلبه إلا حرم على النار

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية