أتاني جبريل فبشرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة

حديث: أتاني جبريل فبشرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة

عن أبي ذر، عن النبيّ ﷺ قال: «أتاني جبريلُ فبشّرني أنه من مات لا يشرك
باللَّه شيئًا دخل الجنة» قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: «وإن سرق وإن زنى».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٨٧)، ومسلم في الإيمان (٩٤) كلاهما عن محمد ابن بشار، حدثنا غُندر (محمد بن جعفر)، حدثنا شعبة، عن واصل الأحدب، عن المعرور بن سويد، قال: سمع أبا ذر يحدّث عن النبي ﷺ، فذكر الحديث ولفظهما سواء.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث البشارة والأمل، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه.

شرح الحديث:

1. شرح المفردات:
● أتاني جبريل: أي جاءني المَلَك جبريل عليه السلام موحياً من قِبَل الله تعالى.
● فبشرني: أي أخبرني بخبر سارٍّ يسر النفس ويشرح الصدر.
● لا يشرك بالله شيئاً: أي يموت على التوحيد الخالص لله، لا يصرف شيئاً من العبادة لغير الله.
● وإن سرق وإن زنى: (الواو) هنا للتأكيد والمعنى: حتى لو كان قد فعل هذه الذنوب العظيمة.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المَلَك جبريل جاءه بوحي من الله تعالى يبشره بأن أي إنسان يموت وهو موحِّد لله، غير مشرك به، فإن مصيره النهائي هو الجنة، حتى لو ارتكب في حياته ذنوباً كبرى مثل السرقة والزنا، بشرط ألا يموت على الإشراك بالله.
3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:
● عظمة التوحيد: الحديث يظهر المكانة السامية للتوحيد، فهو الأساس الذي يُغفر معه كل ذنب إلا الشرك. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48].
● سعة رحمة الله تعالى: الحديث من أعظم البشائر للمسلمين، فهو يبعث الأمل ويجنِّب اليأس من رحمة الله، حتى لمن اقترف ذنوباً عظيمة.
● الذنوب لا تُخرج من الملة: الذنوب المعينة (كبيرة أو صغيرة) لا تُخرج المسلم من دائرة الإسلام ما دام لم يستحلّها أو يموت على الشرك. الإيمان والتوحيد يبقيان في القلب حتى مع وجود المعاصي.
● ليس الحديث ترخيصاً في المعاصي: يجب فهم هذا الحديث في سياقه الصحيح. فهو بشرى للمُذْنِب التائب، أو لمن غلبت عليه معصية ولم يستحلّها. أما من اتخذ المعصية ديدناً واستهان بأمر الله، فهذا دليل على ضعف إيمانه وخطر على عقيدته.
● مصير صاحب الكبائر: أهل السنة والجماعة يؤمنون أن صاحب الكبيرة لا يخلد في النار إن دخلها، فهو تحت مشيئة الله. إن شاء غفر له وأدخله الجنة ابتداء، وإن شاء عذبه بقدر ذنبه ثم يُخرج من النار ويدخل الجنة بفضل رحمة الله وتوحيده.
● الحكاية من النبي صلى الله عليه وسلم: استفسار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «وإن سرق وإن زنى؟» هو لأجل بيان الأمر وتوكيده للأمة، ودفعاً للاستبعاد الذي قد يخطر في النفوس من دخول من فعل مثل هذه الأفعال الجنة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة في مسألة أصحاب الكبائر.
- يجب الجمع بين هذا الحديث والأحاديث التي تتوعد مرتكب الكبائر بالنار، كحديث: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن...». فالمعنى: أنه لا يكمل إيمانه حين فعل المعصية، لكن أصل الإيمان (التوحيد) لا يزول.
- البشارة في الحديث مشروطة بعدم اليأس من رحمة الله والتوبة النصوح. فالتوبة تجب ما قبلها.
- هذا الفضل العظيم هو محض فضل من الله ومنّة، وليس بحقٍّ لأحد على الله تعالى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٨٧)، ومسلم في الإيمان (٩٤) كلاهما عن محمد ابن بشار، حدثنا غُندر (محمد بن جعفر)، حدثنا شعبة، عن واصل الأحدب، عن المعرور بن سويد، قال: سمع أبا ذر يحدّث عن النبي ﷺ، فذكر الحديث ولفظهما سواء.
وعندهما -البخاريّ (٥٨٢٧)، ومسلم- من وجه آخر عن عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن يحيى بن يعمر حدّثه، أنّ أبا الأسود الديلي حدّثه، أن أبا ذر حدّثه قال: أتيتُ النّبيَّ ﷺ وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته قد استيقظ فقال: «ما من عبد قال: لا إله إلا اللَّه ثم مات على ذلك إلّا دخل الجنة» قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق». قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق». قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق علي رغم أنف أبي ذر». وكان أبو ذر إذا حدّث بهذا قال: «وإن رغم أنفُ أبي ذر».
قال أبو عبد اللَّه (البخاريّ): «هذا عند الموت أو قبله إذا تاب وندم وقال: لا إله إلا اللَّه، غُفر له».
وقوله: «إذا تاب«يعني من الكفر.
وقوله: «وندم«أي عن الذنوب والمعاصي.
ومعنى الحديث: من مات على التوحيد وتاب عن الذنوب يدخل الجنة ابتداءً. ويقول الحافظ ابن حجر: «وأما من تلبّس بالذنوب المذكورة، ومات من غير توبة فظاهر الحديث أنه أيضًا داخل في ذلك، لكن مذهب أهل السنة أنه في مشيئة اللَّه، ويدل عليه حديث عبادة بن الصامت: «ومن أتى شيئًا من ذلك فلم يعاقب به فأمره إلى اللَّه تعالى إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه». وهذا المفسّر مقدم على المبهم، وكل منهما يرد على المبتدعة من الخوارج ومن المعتزلة الذين يدعون وجوب خلود من مات من مرتكبي الكبائر من غير توبة في النار» انتهى.
ثم نقل ابن التين عن الداودي أن كلام البخاريّ خلاف ظاهر الحديث، فإنه لو كانت التوبة مشترطة لم يقل: «وإن زنى وإن سرق«قال: إنما المراد أنه يدخل الجنة إما ابتداء (أي وإن زنى وإن سرق)، وإما بعد ذلك» انتهى.
وإلى هذا المعنى يشير ابن حبان في صحيحه (١/ ٤٤٦) وهو أن من لم يشرك باللَّه شيئًا، ومات دخل الجنة لا محالة وإن عُذِّب قبل دخوله إياها مدة معلومة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 59 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أتاني جبريل فبشرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة

📜 حديث: أتاني جبريل فبشرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أتاني جبريل فبشرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أتاني جبريل فبشرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أتاني جبريل فبشرني أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية