بعثتُ إلى رسول اللَّه أني أحبُّ أن تأتيني فتصلي في منزلي

حديث: بعثتُ إلى رسول اللَّه أني أحبُّ أن تأتيني فتصلي في منزلي

عن عتبان بن مالك قال: بعثتُ إلى رسول اللَّه ﷺ أني أحبُّ أن تأتيني فتصلي في منزلي فأتخذه مصلّي، قال: فأتى النّبيُّ ﷺ ومن شاء اللَّه من أصحابه فدخل وهو
يصلي في منزلي، وأصحابه يتحدّثون بينهم ثم أسندوا عظم ذلك وكبره إلى مالك بن دُخْشُم قالوا: ودُّوا أنه دعا عليه فهلك، وودُّوا أنه أصابه شرٌّ، فقضى رسول اللَّه ﷺ الصّلاة، وقال: «أليس يشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأني رسول اللَّه؟» قالوا: إنّه يقول ذلك وما هو في قلبه! قال: «لا يشهد أحدٌ أن لا إله إلا اللَّه وأني رسول اللَّه فيدخل النّار أو تطعمه».

متفق عليه: رواه مسلم في الإيمان (٣٣) عن شيبان بن فرّوخ، حدّثنا سليمان -يعني ابن المغيرة-، قال: حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك، قال: حدثني محمود بن الرّبيع، عن عتبان بن مالك، قال: قدمت المدينة فلقيت عتبان، فقلت: حديث بلغني عنك؟ قال: أصابني في بصري بعض الشيء فبعثت.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل عتبان بن مالك رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:

● عتبان بن مالك: صحابي من الأنصار، كان ممن شهد بيعة العقبة وبدرًا.
● أتخذه مصلى: أي أجعله مكانًا للصلاة يتبرك به.
● أسندوا عظم ذلك وكبره: نسبوا تعظيمهم للأمر وتكبيرهم له.
● مالك بن دخشم: من المنافقين المعروفين في زمن النبي ﷺ.
● ودُّوا: تمنوا.
● يطعمه: أي تأكله النار، وهو كناية عن دخول النار والعذاب.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر عتبان بن مالك رضي الله عنه أنه دعا النبي ﷺ ليصلي في بيته ليتخذه مكانًا للصلاة يتبرك به، فاستجاب النبي ﷺ لدعوته وأتى مع بعض أصحابه. وبعد أن صلى النبي ﷺ، دار حديث بين الصحابة حول مالك بن دخشم المنافق، وتمنوا لو دعا عليه النبي ﷺ بهلاكه أو إصابته بشر. فبيّن النبي ﷺ أن من نطق بالشهادتين معتقدًا معناهما فإنه لا يدخل النار، حتى وإن كان في ظاهره ما يدعو للريبة.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:

1- جواز اتخاذ المصلى في البيت للتبرك: وذلك بصلاة النبي ﷺ في بيت عتبان وإقراره على ذلك.
2- استحباب إجابة الدعوة: حيث أجاب النبي ﷺ دعوة عتبان وقصده بزيارته.
3- التحذير من سوء الظن بالمسلمين: فقد أنكر النبي ﷺ على الصحابة تمني الهلاك لمالك بن دخشم لمجرد ظنهم نفاقه.
4- عصمة دم المسلم وقوله "لا إله إلا الله": فلا يحكم على أحد بالنفاق أو الكفر بمجرد الظنون.
5- أن الإيمان قول وعمل: لكن النطق بالشهادتين مع الاعتقاد يمنع الخلود في النار ولو دخلها بعصيانه.
6- الفرق بين المنافق والمسلم العاصي: فالأول لا ينفعه قول الشهادة لأنه غير معتقد بقلبه، والثاني تنفعه وإن كان مقصرًا.

رابعًا. فوائد إضافية:

- الحديث من أصول الإسلام في حفظ حقوق المسلمين ودمائهم.
- فيه بيان لرحمة النبي ﷺ وحكمته في تعليم أصحابه.
- подтверждение لمبدأ أن الله لا يعذب من شهد بوحدانيته ورسالة نبيه ﷺ عذابًا دائمًا.
- التحذير من الغلو في الدين والتشديد بما لم يأذن به الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (٣٣) عن شيبان بن فرّوخ، حدّثنا سليمان -يعني ابن المغيرة-، قال: حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك، قال: حدثني محمود بن الرّبيع، عن عتبان بن مالك، قال: قدمت المدينة فلقيت عتبان، فقلت: حديث بلغني عنك؟ قال: أصابني في بصري بعض الشيء فبعثت. فذكر الحديث. قال أنس: فأعجبني هذا الحديث، فقلت لابني: اكتبه، فكتبه.
ورواه أيضًا من وجه آخر عن حماد قال: حدثنا ثابت، عن أنس، قال: حدثني عِتْبان بن مالك أنه عمي، فأرسل إلى رسول اللَّه ﷺ فقال: تعالَ فخط لي مسجدًا، فجاء رسولُ اللَّه ﷺ: وجاء قومُه، ونُعت رجل فيهم يقال له: مالك بن الدخشم ثم ذكر نحو حديث سليمان بن المغيرة. انتهى.
ورواه البخاريّ في الصلاة (٤٣٥) من وجه آخر عن عُقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني محمود بن الربيع الأنصاريّ، عن عتبان بن مالك، فذكر الحديث نحوه. وفيه: قال قائل منهم: أين مالك بن الدُّخيشن -أو ابن الدُّخْشن- فقال بعضهم: ذاك منافق لا يحبُّ اللَّه ورسولَه. فقال رسول اللَّه ﷺ: «لا تقلْ ذلك ألا تراه قد قال: لا إله إلا اللَّه يريد بذلك وجه اللَّه؟». قال: اللَّه ورسوله أعلم. قال: فإنّا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين. قال رسول اللَّه ﷺ: «فإن اللَّه قد حرّم على النار من قال: لا إله إلا اللَّه يبتغي بذلك وجه اللَّه».
قال ابن شهاب: ثم سألتُ الحصين بن محمد الأنصاريّ -وهو أحد بني سالم، وهو من سراتهم- عن حديث محمود بن الرّبيع، فصدّقه بذلك. انتهى.
ورواه مسلم في المساجد (٣٣: ٢٦٣) من طريق يونس، عن ابن شهاب به نحوه، وفيه بعض الزيادات في أصل القصة، وأما الجزء المرفوع فهو سواء.
وقوله: «مالك بن الدُّخيشن أو ابن الدّخشن» الشّك من الرّاوي هل هو مصغر أو مكبّر. وفي رواية: «ابن الدّخشم».
وقوله: «وهو من سَراتهم» بفتح المهملة أي: خيارهم، وهو جمع سري، قال أبو عبيد: هو المرتفع القدر من سرو الرجل يسرو إذا كان رفيع القدر، وأصله من السراة: وهو أرفع المواضع من ظهر الدابة، وقيل: هو رأسها. فتح الباري (١/ ٥٢٢).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 51 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعثتُ إلى رسول اللَّه أني أحبُّ أن تأتيني فتصلي في منزلي

📜 حديث: بعثتُ إلى رسول اللَّه أني أحبُّ أن تأتيني فتصلي في منزلي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بعثتُ إلى رسول اللَّه أني أحبُّ أن تأتيني فتصلي في منزلي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بعثتُ إلى رسول اللَّه أني أحبُّ أن تأتيني فتصلي في منزلي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بعثتُ إلى رسول اللَّه أني أحبُّ أن تأتيني فتصلي في منزلي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية