إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض

حديث: إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض

عن عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله ﷺ إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله القبلة، ثم مد يديه فجعل يهتف بربه: «اللهم! أنجز لي ما وعدتني، اللهم! آت ما وعدتني، اللهم! إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض ... فأمده الله بالملائكة». الحديث.

صحيح: رواه مسلم في الجهاد (١٧٦٣) عن هنّاد بن السري، ثنا ابن المبارك، عن عكرمة بن عمار، ثني سماك الحنفي قال: سمعت ابن عباس يقول: حدثني عمر بن الخطاب قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي ذكرته من الأحاديث العظيمة التي تُبيّن صدق توكل النبي ﷺ على ربه، وثقته بنصره، مع بذله للأسباب. وهذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه.

شرح المفردات:

● يوم بدر: أول معركة فاصلة بين المسلمين والمشركين، وقعت في السنة الثانية للهجرة.
● استقبل نبي الله القبلة: توجه نحو الكعبة للدعاء.
● مد يديه: بسطهما للدعاء والتضرع.
● يهتف بربه: يرفع صوته بالدعاء والمناجاة.
● العصابة: الجماعة أو الطائفة.
● أمده الله بالملائكة: أرسل إليه الملائكة تقاتل مع المؤمنين.

شرح الحديث:

يصف عمر بن الخطاب رضي الله عنه الموقف العظيم يوم غزوة بدر، حيث كان عدد المشركين حوالي ألف مقاتل، بينما كان المسلمون ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً فقط، وكان الفارق العددي كبيراً. هنا توجه النبي ﷺ إلى القبلة، ورفع يديه إلى السماء، ودعا الله بهذا الدعاء العظيم الذي يجسد معنى التوحيد والتفويض لله تعالى.
في هذا الدعاة نلاحظ:
1- التذكير بالوعد الإلهي: فقد طلب النبي ﷺ من الله أن ينجز له ما وعده، وذلك إشارة إلى الوعد الرباني بالنصر كما في قوله تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ} [الأنفال: 7].
2- التضرع والابتهال: بذكر ضعف قوة المسلمين وقلة عددهم.
3- الخوف على دين الله: حيث قال: "إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض"، وهذا من حرصه على استمرار دعوة الإسلام.
فاستجاب الله دعاءه، وأيده بالملائكة تقاتل مع المؤمنين، قال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9].

الدروس المستفادة:

1- الثقة بوعد الله: مع قلة العدد والعدة، لكن النصر من عند الله.
2- الدعاء وسيلة للنصر: فالنبي ﷺ لم يعتمد على القوة المادية فقط، بل لجأ إلى الله بالدعاء.
3- الإخلاص في الدعاء: بذكر الحاجة والضعف، والاعتراف بالافتقار إلى الله.
4- الاهتمام بمصير الدين: فالنبي ﷺ كان يخشى على الإسلام لا على نفسه.
5- فضل الله تعالى: حيث ينصر المؤمنين حتى وهم قلة، تأييداً لدينه.

معلومات إضافية:

- نزلت الملائكة يوم بدر وكانت علامتهم عمائم بيضاء قد أرخوها على ظهورهم إلا جبريل عليه السلام فإن كانت له علامة خاصة.
- كان نصر بدر تأييداً إلهياً للمسلمين، وبداية لظهور قوة الإسلام في الجزيرة العربية.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يتوكلون عليه حق التوكل، ويلجؤون إليه في الشدائد، ويوقنون بنصره وتأييده.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد (١٧٦٣) عن هنّاد بن السري، ثنا ابن المبارك، عن عكرمة بن عمار، ثني سماك الحنفي قال: سمعت ابن عباس يقول: حدثني عمر بن الخطاب قال: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 277 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض

📜 حديث: إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية