حديث: أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضائل أهل بدر

عن ابن عباس: أن النبي ﷺ قال وهو في قبّة له يوم بدر: «أنشدك عهدك ووعدك، اللَّهم! إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا». فأخذ أبو بكر بيده وقال: حسبك يا رسول الله، فقد ألحَحْت على ربك، وهو في الدرع، فخرج وهو يقول: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ﴾ [القمر: ٤٥ - ٤٦].

صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٨٧٧) عن إسحاق، ثنا خالد، عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس: أن النبي ﷺ قال وهو في قبّة له يوم بدر: «أنشدك عهدك ووعدك، اللَّهم! إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا». فأخذ أبو بكر بيده وقال: حسبك يا رسول الله، فقد ألحَحْت على ربك، وهو في الدرع، فخرج وهو يقول: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ﴾ [القمر: ٤٥ - ٤٦].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي ذكرته من الأحاديث العظيمة التي تُظهر صدق توكل النبي ﷺ على ربه، وشدّة لجوئه إليه في ساعات الشدة والكرب، وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه.

شرح الحديث:


الوقائع والخلفية:
حدث هذا الموقف العظيم في غزوة بدر الكبرى، التي وقعت في السنة الثانية من الهجرة، وكان المسلمون فيها قلة مستضعفين (حوالي 313 مقاتلاً)، بينما كان جيش المشركين يفوقهم عدداً وعدة (حوالي 1000 مقاتل). وكان النبي ﷺ في قبة (خيمة صغيرة) يدعو الله ويستنصره، ويظهر منه أقصى درجات الالتجاء إلى الله تعالى.
شرح المفردات:
● "أنشدك عهدك ووعدك": أي أسألك وأستحلفك بما أعطيتني من عهد ووعد بالنصر والتأييد. والعهد: هو ما عاهد الله عليه أنبياءه من النصر، والوعد: ما وعدهم به من التمكين.
● "اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبداً": أي إن شئت أن لا تُعبد في الأرض بعد هذا اليوم؛ لأن المسلمين سيهزمون ويُستأصلون، وبالتالي لا يبقى من يعبد الله حقاً. وهذا من باب التوسل إلى الله تعالى بهذه الصيغة التي تُظهر شدة الخوف على دين الله.
● "فأخذ أبو بكر بيده وقال: حسبك يا رسول الله، فقد ألححت على ربك": أي أن أبا بكر رضي الله عنه ـ وكان مع النبي في القبة ـ رأى شدة احتياج النبي ﷺ في الدعاء، وخاف أن يبلغ الجهد منه، فطمأنه وقال: "كفى يا رسول الله، فقد بالغت في الدعاء والالتجاء إلى الله".
● "وهو في الدرع": أي أن النبي ﷺ كان لابساً الدرع (الزرد) استعداداً للقتال.
● "فخرج وهو يقول: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾": أي أن الله تعالى استجاب دعاء نبيه، فأنزل عليه السكينة والطمأنينة، فخرج من القبة وهو يقرأ هذه الآية الكريمة من سورة القمر، مبشراً بنصر الله المؤزر.
شرح الحديث إجمالاً:
يصور هذا الحديث موقفاً من أحرج المواقف التي مرت بالدعوة الإسلامية، حيث كان المصطفى ﷺ في أمس الحاجة إلى نصر الله تعالى، فلم يعتمد على العدد أو العدة، بل لجأ إلى ربه بقلب خاشع متضرع، مستذكراً عهد الله ووعده لنبيه وللمؤمنين.
وقوله: "إن شئت لم تعبد بعد اليوم" ليس شكاً في نصر الله، بل هو من باب الالتجاء والافتقار، وإظهار الضعف البشري أمام عظمة الله وقدرته.
الدروس المستفادة:
1- صدق التوكل على الله: فالنبي ﷺ لم يتكل على عدته أو عدد أصحابه، بل لجأ إلى الله بكل جوارحه.
2- الجمع بين الأسباب والتوكل: فمع أنه كان يدعو ويستنصر ربه، إلا أنه كان مستعداً للقتال لابساً الدرع.
3- فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه: حيث كان مع النبي في أحلك الظروف، وكان رفيقاً به في شدته، يخفف عنه ويسليه.
4- استجابة الله للدعاء: فبعد هذا الدعاء الخاشع، نزلت الطمأنينة على قلب النبي ﷺ، وخرج وهو يبشر بالنصر.
5- العبرة في نصر الله للمؤمنين: فالنصر ليس بالكثرة ولا بالعدة، بل بتأييد الله تعالى لمن كان الحق معه.
خاتمة:
فهذا الحديث يذكرنا بقوة الإيمان، وصدق اللجوء إلى الله، وأنه لا ملجأ من الله إلا إليه، وأن نصر الله قريب للمؤمنين الصادقين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨٧٧) عن إسحاق، ثنا خالد، عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 276 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا

  • 📜 حديث: أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب