حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا

حديث: حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا

عن يعلى بن مُرَّة أنهم خرجوا مع النبي ﷺ إلى طعام دُعوا له. فإذا حسين يلعب في السكة. قال: فتقدم النبي ﷺ أمام القوم وبسط يديه. فجعل الغلام يفر ههنا وههنا. ويضاحكه النبي ﷺ حتى أخذه. فجعل إحدى يديه تحت ذقنه، والأخرى في فأس رأسه فقبَّله. وقال: «حسين مني وأنا من حسين. أحبَّ الله من أحبَّ حسينا. حسين سبط من الأسباط».

حسن: رواه الترمذي (٣٧٧٥)، وابن ماجه (١٤٤) - والسياق له -، وأحمد (١٧٥٦١)، وصحّحه ابن حبان (٦٩٧١)، والحاكم (٣/ ١٧٧) كلهم من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد، عن يعلى بن مرة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وابن ماجه، وغيرهم، عن الصحابي الجليل يعلى بن مرة رضي الله عنه. وهو حديث صحيح بشواهده ومتونه المتعددة.

شرح الحديث:

1. شرح المفردات:
● خَرَجُوا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ إِلَى طَعَامٍ دُعُوا لَهُ: أي خرج الصحابة رضي الله عنهم مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى وليمة أو طعام دُعي إليه.
● حُسَيْنٌ يَلْعَبُ فِي السِّكَّة: السِّكَّة هي الطريق أو الزقاق، وكان الحسين رضي الله عنه صغيرًا يلعب في الطريق.
● بَسَطَ يَدَيْهِ: مدَّ يديه ليأخذه.
● يَفِرُّ ههُنَا وَههُنَا: يهرب هنا وهناك.
● يُضَاحِكُهُ: يلاعبه ويداعبه ليضحكه.
● تَحْتَ ذَقْنِهِ: تحت ذقنه، أي تحت لحيته الصغيرة.
● فَأْسِ رَأْسِهِ: أي قفاه أو مؤخرة رأسه.
● سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاط: السبط هو الحفيد، والأسباط جمع سبط، وهم أولاد البنات.
2. شرح الحديث:
يصور لنا هذا الحديث المشهد العاطفي الجميل بين النبي صلى الله عليه وسلم وحفيده الحسين بن علي رضي الله عنهما. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ذاهبًا مع أصحابه إلى طعام دُعي إليه، فإذا بالحسين رضي الله عنه يلعب في الطريق. فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم، وبسط يديه ليأخذه، لكن الطفل الصغير كان يهرب هنا وهناك، يلعب ويمرح، فما كان من جده صلى الله عليه وسلم إلا أن يضاحكه ويداعبه حتى استطاع أن يأخذه.
ثم احتضنه وقبله، ووضعه في حجر واحد تحت ذقنه، والآخر على قفاه، وهي وضعية الحضن والمودة. ثم قال عليه الصلاة والسلام: «حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ» أي أن الحسين جزء منه، وهو جزء من الحسين، لشدة القربى والمحبة والارتباط الروحي والنسبي.
ثم قال: «أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا» أي أن الله تعالى يحب من يحب الحسين، لحب النبي له، فمحبة الحسين تدل على محبة النبي، ومحبة النبي تقرب إلى محبة الله.
ثم قال: «حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ» أي أنه حفيد من أحفاد النبي، والأسباط هم أولاد البنات، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكنى بأبي الأسباط لحبه لأحفاده.
3. الدروس المستفادة:
- جواز مداعبة الأطفال وإظهار المحبة لهم، وهذا من كمال خلقه صلى الله عليه وسلم.
- فضل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ومكانتهم العظيمة في الإسلام.
- الحث على محبة آل البيت، ومحبة الحسين رضي الله عنه خاصة.
- بيان رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته على الصغار.
- أن محبة آل البين من محبة النبي، ومحبة النبي من أعظم القربات.
4. معلومات إضافية:
- الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما هو سبط النبي صلى الله عليه وسلم، وابن ابنته فاطمة الزهراء، وهو سيد شباب أهل الجنة كما في الحديث الصحيح.
- هذا الحديث يدل على عظم منزلة الحسين عند الله ورسوله، وأن محبته من محبة النبي صلى الله عليه وسلم.
- ينبغي للمسلم أن يحب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ويترضى عنهم، ويعرف فضلهم، دون غلو أو تفريط.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٧٧٥)، وابن ماجه (١٤٤) - والسياق له -، وأحمد (١٧٥٦١)، وصحّحه ابن حبان (٦٩٧١)، والحاكم (٣/ ١٧٧) كلهم من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد، عن يعلى بن مرة فذكره.
وسعيد بن أبي راشد لم يرو عنه غير عبد الله بن عثمان بن خُثيم، ولم يوثّقه غير ابن حبان، ولذا قال فيه ابن حجر: «مقبول» يعني حيث يتابع، وقد توبع.
رواه البخاري في الأدب المفرد (٣٦٤)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (١/ ٣٠٨)، والطبراني في الكبير (٣/ ٢٠) كلهم من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، حدثنا معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن يعلى بن مرة قال: كنا مع رسول الله ﷺ فدعينا إلى طعام، فإذا الحسين يلعب في الطريق، فأسرع النبي ﷺ أمام القوم، ثم بسط يديه، فجعل الحسين يمر مرة هاهنا ومرة هاهنا، يضاحكه حتى أخذه، فجعل إحدى يديه في ذقنه، والأخرى بين رأسه وأذنيه، ثم اعتنقه فقبَّله، ثم قال رسول الله ﷺ: «حسين مني وأنا منه، أحبَّ الله من أحبَّه، الحسن والحسين سبطان من الأسباط».
وعبد الله بن صالح هو أبو صالح المصري كاتب الليث مختلف فيه إلا أنه حسن الحديث عند المتابعة، وكذا شيخه معاوية بن صالح (هو ابن حدير الحمصي).
وبهذه المتابعة يرتقي الحديث إلى درجة الحسن إن شاء الله.
وقد حسَّنه الترمذي فقال: «هذا حديث حسن».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 377 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا

📜 حديث: حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية