حديث: هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أسماء المدينة

عن فاطمة بنت قيس أن النبي ﷺ قال: «هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة». يعني المدينة الحديث.

صحيح: رواه مسلم في الفتن (١١٩: ٢٩٤٢) من طرق، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عبد الوارث، عن الحسين بن ذكوان، حدثنا ابن بريدة، حدثني عامر بن شراحيل الشعبي، أنه سأل فاطمة بنت قيس فذكرته، في حديثها الطويل في قصة الجساسة.

عن فاطمة بنت قيس أن النبي ﷺ قال: «هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة». يعني المدينة الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الحج، باب فضل المدينة، عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها.


1. شرح المفردات:


* هذه: إشارة إلى المكان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف فيه وهو يذكر الحديث، وهو المدينة المنورة.
* طيبة: من الطِّيب، وهو النقاء والطهارة والحسن والرائحة الزكية. وهي من أسماء المدينة المنورة المشهورة.


2. شرح الحديث:


يقف النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، ويشير إليها بقوله: «هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة».
* التكرار ثلاث مرات: للتأكيد على عظم مكانتها وأهمية ما يذكره عنها، وللتنبيه على خطورة ما سيأتي بعدها من تحذير. فكأنه يقول: انتبهوا وافهموا جيداً، فهذه الأرض المباركة الطيبة لها حرمة عظيمة.
* وصف المدينة بـ "طيبة": هذا الوصف يحمل معانٍ عظيمة:
* طِيبةُ الهواء والتربة: فقد كانت أرضاً طيبة نقية، وهو ما أخبر به القرآن الكريم في قوله تعالى على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} [إبراهيم: 37]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِالْمَدِينَةِ ضِعْفَيْ مَا بِمَكَّةَ مِنَ الْبَرَكَةِ».
* طِيبةُ الإيمان والإسلام: فهي دار الهجرة، ومنبت الإيمان، وحاضنة الإسلام، ينشر منها نور الهدى إلى العالمين.
* طِيبةُ أهلها: أي الأنصار الذين استقبلوا رسول الله والمهاجرين بقلوب طيبة ونفوس كريمة، وهم خير الناس كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم.
* طهارتها من الشرك والريب: فهي حرم آمن، طهرها الله من الأوثان والأنجاس.
السياق الكامل للحديث:
من المهم أن نعلم أن هذا القول لم يأتِ منفصلاً، بل كان مقدمة لتحذير عظيم. ففي رواية الإمام مسلم، تروي فاطمة بنت قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام ثم قال: «ألا إني كنتُ أُحذِّركم هذه الفِتَنِ كقَدرِ هذه المنازل، فلا يَخرج منها أحدٌ فراراً منها».
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقرر حقيقة عظيمة وهي طيبة المدينة وبركتها، ثم يحذر من الفتن التي ستقع، ويأمر بالصبر والثبات فيها وعدم الخروج منها فراراً من الفتن، لأنها ستكون خيراً للمسلمين، وهي تحميهم وتطهرهم بحرمتها، كما أن الدجال لا يستطيع دخولها.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظم مكانة المدينة المنورة: فهي دار الهجرة، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وهي طيبة طاهرة مباركة، يجب على المسلمين تعظيمها وحبها.
2- وجوب الصبر عند نزول الفتن: الحديث يأمر بالثبات في المدينة وعدم الهروب منها عند وقوع الفتن، وهذا يعمم ليشمل الصبر على البلاء والفتن في كل مكان، وعدم الهروب الذي قد يزيد الأمر سوءاً.
3- التأكيد على فضائل الأماكن المقدسة: فكما أن لمكة حرمة، فللمدينة حرمة خاصة، وهي حرم آمن لا يسفك فيها دم، ولا يعضد فيها شجر، ولا يختلى خلاها.
4- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التربية: حيث قرن التذكير بالمنزلة والفضيلة (طيبة) بالتحذير من الفتن والأمر بالثبات، ليكون ذلك أدعى لقبول النصيحة والعمل بها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* من أسماء المدينة المنورة: طابة وطيبة، كما في الحديث الصحيح.
* للمدينة حرم، وهو ما بين عير إلى ثور (جبلان معروفان)، وداخل هذا الحرم تزداد الحرمة والبركة.
* يستحب للمسلم إذا دخل المدينة أن يقول الدعاء الوارد: «اللهم هذا حرم رسولك فاجعل فيه رزقي إلى يوم القيامة»، أو ما شابه ذلك من أدعية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفتن (١١٩: ٢٩٤٢) من طرق، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عبد الوارث، عن الحسين بن ذكوان، حدثنا ابن بريدة، حدثني عامر بن شراحيل الشعبي، أنه سأل فاطمة بنت قيس فذكرته، في حديثها الطويل في قصة الجساسة.
وبمعناه روي عن عبد الله بن جعفر أن النبي ﷺ سمى المدينة طيبة.
رواه البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ١٤٦) عن عمر بن عبد الوهاب، عن جويرية بن أسماء، عن بديح، عن عبد الله بن جعفر فذكره.
وبُديح مولى عبد الله بن جعفر روى عنه اثنان وذكره ابن حبان في الثقات فهو مقبول عند المتابعة والا فلين الحديث، ولم أجد له متابعا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 57 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة

  • 📜 حديث: هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب