حديث: ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب يستجاب دعاء المسلم ما لم يستعجل بالإجابة، أو يدعو بإثم، أو قطيعة رحم

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا
استجيب له، فإما أن يُعجل له في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل» قالوا: يا رسول الله! وكيف يستعجل؟ قال: «يقول دعوت ربي فما استجاب لي».

حسن: رواه الترمذي (٣٤٠٦/ ٣) عن يحيى بن موسى قال: أخبرنا أبو معاوية، أخبرنا الليث هو ابن أبي سليم، عن زياد، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا
استجيب له، فإما أن يُعجل له في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل» قالوا: يا رسول الله! وكيف يستعجل؟ قال: «يقول دعوت ربي فما استجاب لي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يجعلنا وإياك من الداعين المستجاب لهم.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وصححه الألباني، يضع بين أيدينا قاعدة ربانية عظيمة وأمراً مطمئناً لكل مؤمن يرفع يديه إلى ربه.

أولاً. شرح المفردات:


● يدعو الله بدعاء: يطلب من الله تعالى حاجة أو منفعة.
● إلا استجيب له: إلا قُبل دعاؤه وأجيب طلبه، ولكن بحكمة الله تعالى.
● يُعجل له في الدنيا: يعطيه الله ما سأله في الدنيا عاجلاً.
● يدخر له في الآخرة: يؤخر ثواب دعوته ليكون أعظم وأجل في الآخرة.
● يكفر عنه من ذنوبه: يمحو الله بهذا الدعاء شيئاً من سيئاته.
● بإثم: أن يسأل الله معصية أو أمراً محرماً.
● قطيعة رحم: أن يكون الداعي قاطعاً لرحمه أو يدعو على ذلك.
● يستعجل: أن ييأس من الإجابة ويستبطئها.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن كل دعاء يدعو به المسلم ربه فهو مستجاب لا محالة، ولكن استجابة الله تعالى لحكمة يعلمها، وهي على ثلاث حالات:
1- إما أن يعجل له في الدنيا: فيعطيه الله ما سأله مباشرة في الدنيا، كمن يدعو بالشفاء فيشفى، أو بالرزق فيوسع عليه.
2- وإما أن يدخر له في الآخرة: فيصرف الله عنه سوءاً كان سيصيبه، أو يؤخر ثواب هذا الدعاء ليكون أعظم وأكمل في الآخرة، حيث لا ينقطع ولا يفنى.
3- وإما أن يكفر عنه من ذنوبه: فبدلاً من أن يعطيه ما سأل، يغفر الله له ذنوباً بقدر ذلك الدعاء، وهذه من أعظم المنن.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الاستجابة مشروطة بعدم وجود موانع ثلاثة:
● أن لا يدعو بإثم: كأن يسأل الله معصية أو ضراً لأحد.
● أو قطيعة رحم: كأن يكون قاطعاً لرحمه أو يدعو على أقاربه.
● أو يستعجل: بأن ييأس من الإجابة ويترك الدعاء.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- اليقين بالإجابة: على المسلم أن يدعو ربه وهو موقن بالإجابة، فهذا من أعظم أسباب القبول.
2- الحكمة الإلهية: الله تعالى حكيم في تدبيره، فقد تكون الاستجابة المؤجلة خيراً للمسلم من العاجلة.
3- الدعاء عبادة: حتى لو لم يُعطَ المسلم ما سأل، فمجرد الدعاء فيه أجر عظيم وتكفير للذنوب.
4- اجتناب الموانع: يجب على الداعي أن يتجنب أسباب رد الدعاء من أكل الحرام، وقطيعة الرحم، والاستعجال.

رابعاً. معلومات إضافية:


- من أسباب استجابة الدعاء: الإخلاص، وحضور القلب، والبدء بحمد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
- الاستعجال من lack of patience (ضعف الصبر) وهو من سوء الأدب مع الله، فالله تعالى يحب الملحين في الدعاء.
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في الدعاء في أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود.
نسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٤٠٦/ ٣) عن يحيى بن موسى قال: أخبرنا أبو معاوية، أخبرنا الليث هو ابن أبي سليم، عن زياد، عن أبي هريرة فذكره.
وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
قال الأعظمي: وهو كما قال فإن ليث بن أبي سليم ضعيف، وشيخه زياد ترجم له المزي في تهذيب الكمال (٣/ ٦٢) فقال: زياد غير منسوب عن أبي هريرة ... وذكر له الحديث المذكور ثم قال: يحتمل أن يكون الطائي اهـ.
وزياد الطائي مجهول أرسل عن أبي هريرة كما في التقريب.
وقال الذهبي في الميزان: لا يُعرف.
ولكن رواه البخاري في الأدب المفرد (٧١١)، وأحمد (٩٧٨٥)، والحاكم (١/ ٤٩٧) كلهم من طريق عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن عمه عبيد الله، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «ما من مؤمن ينصب وجهه إلى الله يسأله مسألة إلا أعطاه إياها، إما عجلها له في الدنيا، وإما دخرها له في الآخرة ما لم يعجل. قال: يا رسول الله وما عجلته؟ قال: يقول: دعوت ودعوت ولا أراه يستجاب لي». واللفظ للبخاري، وسياق أحمد والحاكم مختصر. وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: في إسناده عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب هو حسن الحديث لكن عمه هو عبيد الله بن عبد الله بن موهب لا يعرف حاله.
وبمجموع الإسنادين يصير الحديث حسنا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 150 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له

  • 📜 حديث: ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب