حديث: من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الدعاء عند الرخاء من أسباب إجابة الدعاء في الشدائد

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء».

حسن: رواه الترمذي (٣٣٨٢)، وأبو يعلى (٦٣٩٦)، والطبراني في الدعاء (٤٥) كلهم من طريق عبيد بن واقد، ثنا سعيد بن عطية الليثي، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، الذي أوتي الحكمة وفصل الخطاب. وإليك شرحه وبيانه:

الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالْكُرَبِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ».
(رواه الترمذي وحسنه، والطبراني، والحاكم وصححه)


1. شرح المفردات:


● سَرَّهُ: أي أحبّه وأفرحه.
● يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ: أي يقبل دعاءه ويجيب طلبته.
● عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالْكُرَبِ: في أوقات المصائب والهموم والأزمات التي تنزل بالإنسان.
● الرَّخَاءِ: حالة السعة واليسر والسلامة من الهموم والمشاق.


2. شرح الحديث:


يوجهنا النبي ﷺ في هذا الحديث إلى سلوكٍ حكيمٍ في تعاملنا مع الله تعالى. فالمقصود أن الإنسان إذا أراد أن يجد الله سريع الإجابة له عندما تنزل به مصيبة، أو يقع في شدة أو كرب، فعليه أن يكثر من الدعاء والمناجاة والابتهال إلى الله في أوقات رخائه وسعته وصحته.
فالدعاء في الرخاء هو بمثابة الاستعداد والتأهب للأزمات قبل وقوعها. وهو يدل على صدق العبد في تعلقه بربه، وأنه لا يلتجئ إليه فقط عند الشدة، بل يذكره في كل حال.
وهذا من حكمة الله تعالى ورحمته بعباده، حيث جعل الإجابة في الشدة مرتبطة بالإكثار من الدعاء في الرخاء، ليكون العبد دائم الصلة بربه، متذكرًا له في كل أحواله.


3. الدروس المستفادة منه:


● الدعاء عبادة عظيمة: فالدعاء ليس مجرد طلب للحاجات، بل هو عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه، وهي من أسهل العبادات وأعظمها أجرًا.
● الاستعداد للأزمات قبل وقوعها: فالحكيم هو من يستعد للشدائد قبل نزولها، والدعاء في الرخاء من أعظم أسباب نجاح الإنسان في الشدة.
● التعلق بالله في كل الأحوال: المسلم الحقيقي هو الذي لا ينسى ربه في الرخاء، فلا يكون من الذين {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ} [فصلت: 51].
● الجزاء من جنس العمل: فكما أنك تكثر من الدعاء في الرخاء، يكافئك الله بأن يجيب دعاءك في الشدة.
● التأكيد على أهمية الدعاء: فهو سلاح المؤمن، ومفتاح الخير، وأنه لا ينبغي للعبد أن يستحيي أو يتكاسل عن الدعاء في كل وقت.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "التأهب للبلاء قبل نزوله".
- من الأدعية المأثورة في الرخاء التي تعصم من الشدائد: "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك".
- ينبغي للعبد أن يدعو في رخائه بشكر النعم، والاستعاذة من زوالها، وبالدعاء لأخيه المسلم، وبما يحتاجه في دينه ودنياه.
- من فضل الله تعالى أن دعوة المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب مستجابة، فليحرص المسلم على هذه الخصلة العظيمة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين، المستجاب دعاؤهم في الرخاء والشدة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٣٨٢)، وأبو يعلى (٦٣٩٦)، والطبراني في الدعاء (٤٥) كلهم من طريق عبيد بن واقد، ثنا سعيد بن عطية الليثي، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه أبو نعيم في أخبار أصبهان من طريق عمرو بن علي الصيرفي، ثنا عبيد بن واقد به مثله.
ثم قال عمرو بن علي: «لا أعلمه رواه غير عبيد بن واقد وكان ثقة.
والحديث ضعّفه الترمذي بقوله: «حديث غريب».
وسبب ضعفه أنه مسلسل بالضعفاء فعبيد بن واقد هو القيسي مختلف فيه وثقه الصيرفي كما سبق، وضعفه أبو حاتم الرازي، وقال ابن عدي: «وعامة ما يرويه لا يتابع عليه».
والحافظ ابن حجر لم يقف على توثيق الصيرفي له - وهو أحد الرواة عنه - ولذلك أطلق القول بتضعيفه.
وأما شيخه سعيد بن عطية الليثي فلم يوثقه غير ابن حبان، ولذأ قال الحافظ: «مقبول» يعني حيث يتابع.
وقد توبع فرواه أبو يعلى (٦٣٩٧) عن عمرو الناقد، ثنا هشيم، ثنا أبو بشر جعفر بن إياس، عن
شهر بن حوشب به مثله.
وإسناده حسن من أجل شهر بن حوشب وفيه كلام معروف غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف، وقد توبع.
فقد رواه الطبراني في الدعاء (٤٤)، والحاكم (١/ ٥٤٤) كلاهما من طريق عبد الله بن صالح، ثنا معاوية بن صالح، عن أبي عامر الألهاني، عن أبي هريرة مثله.
وقال الحاكم: «حديث صحيح الإسناد احتج البخاري بأبي صالح، وأبو عامر الألهاني أظنه الهوزني وهو صدوق».
قال الأعظمي: وإسناده حسن من أجل عبد الله بن صالح هو أبو صالح، وأما أبو عامر الألهاني فاسمه عبد الله بن غابر حمصي. قال الدارقطني: «لا بأس به». ووثّقه العجلي وابن حبان وهو أحد شيوخ حريز بن عثمان ولذا أطلق الحافظ القول بتوثيقه.
فالحديث بمجموع طرقه حسن على أقل الأحوال.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 154 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء

  • 📜 حديث: من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب