لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم

حديث: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: «لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل». قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: «قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء».

صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٧٣٥: ٩٢) عن أبي الطاهر، أخبرنا ابن وهب، أخبرني معاوية (وهو ابن صالح)، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

نص الحديث:

1. شرح المفردات:

● يستجاب: يُقبل دعاؤه ويُجاب إليه.
● بإثم: أن يسأل الله معصية أو أمرًا محرمًا.
● قطيعة رحم: أن يدعو على أحد أقاربه أو يسأل ما فيه قطع للصلة بينه وبين أرحامه.
● يستعجل: يطلب السرعة في الإجابة ويتعجلها.
● يستحسر: ييأس ويترك الدعاء ويستكسل عنه.

2. شرح الحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن دعاء العبد مُجابٌ من الله تعالى ما دام متجنبًا أمرين:
- الأول: أن لا يدعو بإثم أو بقطيعة رحم.
- الثاني: أن لا يستعجل الإجابة.
فإذا تحقق هذان الشرطان، فإن الله تعالى لا يزال يستجيب للعبد، إما بأن يعطيه سؤله، أو يصرف عنه سوءًا، أو يدخر له أجرًا في الآخرة.
ولما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى الاستعجال، بيَّن أنه أن يقول الداعي: "دعوتُ فلم أُستجب لي"، فيملُّ وييأس من الإجابة، فيترك الدعاء. وهذا من سوء الأدب مع الله تعالى، وعدم الثقة بحكمته ورحمته.

3. الدروس المستفادة:

● الدعاء مستجاب: ينبغي للعبد أن يثق بأن الله سيستجيب له إذا توفرت شروط الدعاء وآدابه.
● اجتناب الدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم: فلا يجوز للعبد أن يسأل الله معصية، أو يدعو على أحد من أقاربه أو يطلب ما يضر بهم.
● الصبر وعدم الاستعجال: يجب على الداعي أن يصبر ولا ييأس من رحمة الله، فالله يحب أن يُسأل، وقد يؤخر الإجابة لحكمة يعلمها.
● اليأس من رحمة الله مذموم: ترك الدعاء بسبب تأخر الإجابة يدل على ضعف اليقين، والله تعالى قد يؤخر الإجابة ليزيد العبد من الالتجاء والدعاء، أو ليكون الوقت المناسب للإجابة أفضل.
● استمرار الدعاء: لا ينبغي للعبد أن يملَّ من الدعاء، بل يداوم عليه في كل حال.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بآداب الدعاء.
- من آداب الدعاء الأخرى: الإخلاص، والبدء بالحمد والثناء على الله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، واليقين بالإجابة، واختيار أوقات الإجابة مثل السجود وأثناء الصلاة وبين الأذان والإقامة وفي آخر الليل.
- ينبغي للعبد أن يتفكر في حكمة الله إذا لم يُستجب له مباشرة، فقد يكون في التأخير خيرٌ له.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الداعين المستجاب لهم، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٧٣٥: ٩٢) عن أبي الطاهر، أخبرنا ابن وهب، أخبرني معاوية (وهو ابن صالح)، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 149 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم

📜 حديث: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية