حديث: من يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل يسأل الله خيرا من الدنيا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأوقات والأحوال التي تُرجى فيها الإجابة

عن معاذ بن جبل أن رسول الله ﷺ قال: ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل يسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطيه.

حسن: رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (٨٠٦) عن إبراهيم بن يعقوب قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد قال: كنت أنا وعاصم وثابت فحدث عاصم عن شهر، عن أبي ظبية، عن معاذ بن جبل فذكره.

عن معاذ بن جبل أن رسول الله ﷺ قال: ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل يسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطيه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يبين فضل الذكر والاستيقاظ من الليل للدعاء. وها هو الشرح المفصل له:

الحديث بلفظه:


عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِرًا، فَيَتَعَارُّ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني).


1. شرح المفردات:


● يَبِيتُ عَلَى ذِكْرٍ: أي ينام وهو ذاكر لله تعالى، بأن يختم يومه بذكر الله، كأن يقرأ أذكار النوم، أو ينام على طهارة وقلبه معمور بذكر الله.
● طَاهِرًا: هذه الطهارة تحتمل معنيين:
● طهارة الظاهر: وهي طهارة البدن من الحدث والخبث، بأن يكون على وضوء.
● طهارة الباطن: وهي طهارة القلب من الشرك والنفاق والحقد والحسد.
● فَيَتَعَارُّ: التعار هو الاستيقاظ من النوم ليلاً، ولو لفترة قصيرة، من غير قصد أو تخطيط سابق (أي بشكل طبيعي وتلقائي).
● يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ: يدعو الله تعالى بما يشاء من أمور الخير في دينه ودنياه وآخرته.
● إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ: إلا أعطاه الله تعالى ما سأله، وهذا وعد من النبي صلى الله عليه وسلم لا يتخلف.


2. شرح الحديث الإجمالي:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن منزلة عظيمة وأجر كبير، يحظى به المسلم الذي يجمع بين عدة أمور:
1- أن يبيت على ذكر الله: أي ينام وقلبه متصل بالله، لسانه رطب بذكره، فهذا يجعل نومه عبادة.
2- أن يكون طاهرًا: وذلك بإسباغ الوضوء قبل النوم، مما يزيد في فضل هذا العمل.
3- أن يستيقظ من نومه ليلاً ولو ل片刻 (والتعار هو الاستيقاظ الخفيف)، فيغتنم هذه الصحوة وهذا الوقت المبارك.
4- أن يرفع يديه ويدعو الله بسؤال خيري الدنيا والآخرة.
فمن جمع هذه الخصال الأربع، فإن الله تعالى - بفضله وكرمه - يعطيه ما سأله، تحقيقًا لوعد نبيه صلى الله عليه وسلم.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل الذكر عند النوم: ليس الذكر مقصورًا على أوقات اليقظة فحسب، بل إن النوم على ذكر الله له أجر عظيم، ويجعل المسلم في حفظ الله ورعايته.
2- الحرص على الطهارة والنوم على وضوء: فهي سنّة مؤكدة، وهي من أسباب استجابة الدعاء وإجابة الدعوة في الليل.
3- اغتنام أوقات الإجابة: وقت الاستيقاظ من الليل، ولو كان عارضًا، هو من الأوقات التي يغفل عنها很多人، وهو من مواطن إجابة الدعاء، كما في حديث: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا...» (متفق عليه).
4- سعة عطاء الله وكرمه: الحديث يبين سعة عطاء الله تعالى وكرمه، حيث وعد بإعطاء الداعي ما سأل من خير الدنيا والآخرة إذا تحققت هذه الشروط.
5- الترغيب في قيام الليل ولو بقليل: حتى لو لم يقم المسلم للصلاة، فمجرد استيقاظه ودعاؤه له فضل عظيم وأجر كبير.
6- شمولية الدعاء: ينبغي للمسلم أن يدعو بخيري الدنيا والآخرة معًا، فلا يقتصر على أحدهما، فالدعاء لله بالعافية والرزق الحلال والذرية الصالحة من خير الدنيا، والدعاء بالمغفرة والجنة والنجاة من النار من خير الآخرة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأدلة على فضل أذكار النوم المأثورة، مثل: قراءة آية الكرسي، وسورتي الإخلاص والمعوذتين، وغيرها من الأذكار.
- يستحب للمسلم إذا استيقظ من الليل أن يدعو بما شاء، وأن يبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو، فهذا أدعى للإجابة.
● إعطاء الله تعالى للداعي قد يكون بإعطائه exactly ما سأله، أو بصرف شيء من الشر عنه، أو بدخوله له في ميزان حسناته يوم القيامة، فليس كل ما يطلبه العبد يكون خيرًا له فيعلم الله تعالى ويصرف عنه الضر.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين، وأن يوفقنا لاغتنام أوقات فضله، وأن يتقبل منا الدعاء والصالحات.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (٨٠٦) عن إبراهيم بن يعقوب قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد قال: كنت أنا وعاصم وثابت فحدث عاصم عن شهر، عن أبي ظبية، عن معاذ بن جبل فذكره.
ورواه أبو داود (٥٠٤٢)، وابن ماجه (٣٨٨١)، وأحمد (٢٢٠٤٨) كلهم من طرق، عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة به.
قال ثابت البناني: قدم علينا أبو ظبية، فحدثنا بهذا الحديث عن معاذ بن جبل، عن النبي ﷺ.
وهذا إسناد حسن من أجل أبي ظبية وهو الكلائي فإنه حسن الحديث، فقد وثقه ابن معين وقال الدارقطني: «لا بأس به».
وللحديث طرق أخرى لا تخلو من مقال، والذي ذكرتها أصحها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 157 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل يسأل الله خيرا من الدنيا

  • 📜 حديث: من يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل يسأل الله خيرا من الدنيا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل يسأل الله خيرا من الدنيا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل يسأل الله خيرا من الدنيا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل يسأل الله خيرا من الدنيا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب