من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له

حديث: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «ينزل الله تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السّماء الدّنيا حين يبقى ثلثُ اللّيل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيبَ له، من يسألني فأُعطيه، من يستغفرني فأغفرَ له».

متفق عليه: رواه مالك في القرآن (٣٠) عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الأغرّ، وأبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «ينزل الله ﵎ كلّ ليلة إلى السّماء الدّنيا حين يبقى ثلثُ اللّيل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيبَ له، من يسألني فأُعطيه، من يستغفرني فأغفرَ له».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، يعد من أحاديث الرجاء والفضل العظيم الذي منَّ الله به على عباده.

أولاً. شرح المفردات:

● ينزل الله: النزول هنا يليق بجلال الله تعالى، من غير تشبيه ولا تمثيل، ولا تكييف ولا تعطيل، على ما يليق بجلاله وعظمته، فنؤمن به كما جاء من غير تحريف.
● إلى السماء الدنيا: وهي أقرب السماوات إلى الأرض.
● حين يبقى ثلث الليل الآخر: أي الوقت الذي يبقى من الليل ثلثه الأخير، فإذا كان الليل تسع ساعات مثلاً، فالثُلث الأخير يبدأ من الساعة السادسة إلى طلوع الفجر.
● من يدعوني فأستجيب له: أي من يطلب مني الحاجة فإني أقضيها له.
● من يسألني فأعطيه: من يطلب العطاء والرزق فإني أمنحه إياه.
● من يستغفرني فأغفر له: من يطلب المغفرة والتوبة فإني أغفر ذنبه.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الله تعالى ينزل في الثلث الأخير من كل ليلة إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله، فينادي عباده ويبشرهم بقربه ورحمته، فيقول: (من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له). وهذا النزول الإلهي هو نزول حقيقي يليق بالله تعالى، لا يشبه نزول المخلوقين، ولا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه.
وهذا الوقت (الثلث الأخير من الليل) هو وقت مبارك، وفيه من الأسرار والبركات ما يجعل الدعاء فيه مستجاباً، والطلب مقبولاً، والمغفرة متاحةً لكل من يطرق باب ربه بخشوع وإخلاص.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- سعة رحمة الله تعالى: حيث يتفضل الله على عباده بالنزول في هذا الوقت لينادي عليهم ويحثهم على سؤاله واستغفاره.
2- فضل قيام الليل: الحث على اغتنام هذا الوقت بالصلاة والدعاء والاستغفار، فإنه وقت تُفتح فيه أبواب السماء.
3- استجابة الدعاء: التأكيد على أن الدعاء في هذا الوقت مجاب، مما يشجع المسلم على الاجتهاد في الطلب والابتهال إلى الله.
4- التوبة والمغفرة: بيان أن باب التوبة مفتوح، وأن الله يقبل التوبة من عباده في كل وقت، خاصة في هذا الوقت المبارك.
5- حرص الله على عباده: حيث ينزل سبحانه وينادي على عباده، مما يدل على شدة رحمته وحبه لعباده.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدل على أن الله تعالى يتكلم بكلام حقيقي يليق بجلاله، وهو من صفات الله الذاتية.
- يستحب للمسلم أن يحرص على قيام الليل، ولو بركعتين، وأن يدعو ويستغفر في هذا الوقت.
- وقت الثلث الأخير من الليل يختلف حسب طول الليل وقصره، فيجب حساب الوقت بدقة لمعرفة بداية هذا الثلث.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لقيام الليل، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في القرآن (٣٠) عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الأغرّ، وأبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره. ورواه البخاريّ في التهجد (١١٤٥) ومسلم في صلاة المسافرين (٧٥٨) كلاهما من طريق مالك، به، مثله.
وقال الترمذي: وقد روي هذا الحديث من أوجه كثيرة عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، وروي عنه أنه قال: «ينزل الله عز وجل حين يبقى ثلث الليل الآخر» وهو أصح الروايات.
قال الأعظمي: وروي عن جمع من الصحابة والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 155 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له

📜 حديث: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية