حديث: ما من مسلم يدعو بدعوة إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب يستجاب دعاء المسلم ما لم يستعجل بالإجابة، أو يدعو بإثم، أو قطيعة رحم

عن أبي سعيد، أن النبي ﷺ قال: «ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها» قالوا: إذا نكثر، قال: «الله أكثر».

حسن: رواه أحمد (١١١٣٣)، والبخاري في الأدب المفرد (٧١٠)، والحاكم (١/ ٤٩٣) كلهم من طرق عن علي بن علي الرفاعي قال: سمعت أبا المتوكل الناجي قال: قال أبو سعيد الخدري، عن النبي ﷺ فذكره.

عن أبي سعيد، أن النبي ﷺ قال: «ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها» قالوا: إذا نكثر، قال: «الله أكثر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يجعلنا وإياك من الداعين المستجاب لهم.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يبين فضل الدعاء وكرم الله تعالى وعطائه لعباده. وهاك الشرح المفصل له:

الحديث بلفظه:


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا». قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ. قَالَ: «اللَّهُ أَكْثَرُ».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي).


1. شرح المفردات:


● يدعو بدعوة: يطلب من الله تعالى حاجة أو منفعة.
● ليس فيها إثم: أي أن الدعاء نفسه لا يكون طلباً لمحرم، كأن يدعو على مسلم بغير حق، أو يسأل معصية.
● ولا قطيعة رحم: أي أن لا يكون الدعاء متضمناً لقطع صلة الرحم، كأن يدعو على أقاربه أو يتمنى لهم الشر.
● تعجل له دعوته: أن يستجاب له في الدنيا فيحصل له ما سأل.
● يدخرها له في الآخرة: أن يثيبه الله عليها في الجنة بأجر عظيم، قد يكون خيراً مما دعا به في الدنيا.
● يصرف عنه من السوء مثلها: أن يدفع الله عنه بلاءً أو شراً بقدر ما سأل من الخير.
● إذًا نكثر: قالها الصحابة تعجباً من سعة عطاء الله، يعني "إذا كان الأمر كذلك، فسنكثر من الدعاء".
● الله أكثر: رد النبي صلى الله عليه وسلم مؤكداً أن عطاء الله وكرمه لا حد له، وهو أكثر مما نطلب وأوسع مما نتخيل.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن ضمان إلهي عظيم لكل مسلم يرفع يديه بالدعاء إلى ربه، بشرط أن يكون دعاؤه خالياً من أمرين:
1- الإثم: أي أن لا يكون مضمون الدعاء نفسها معصية أو طلباً لمحرم.
2- قطيعة الرحم: أي أن لا يتعارض مع بر الوالدين وصلة الأرحام.
فإذا توفر هذان الشرطان، فإن الله تعالى - بكرمه وجوده - لا يرد دعاء عبده أبداً، بل يستجيب له بطريقة من ثلاث طرق، كلها خير له:
● الطريقة الأولى: الاستجابة العاجلة في الدنيا: فيعطيه الله exactly ما سأل، فيفرح به في دنياه.
● الطريقة الثانية: الادخار للآخرة: قد لا يعطيه ما سأل في الدنيا، ولكن يدخره الله له في الآخرة، ويكون هذا الادخار من أعظم الدرجات والنعيم في الجنة، وهو خير له مما طلب.
● الطريقة الثالثة: دفع البلاء: قد لا يعطيه ما سأل، ولكن بدلاً من ذلك، يصرف الله عنه بلاءً أو مصيبة أو شراً كان سيصيبه، بقدر ما سأل من الخير. فكأنه استبدل طلبه الدنيوي بوقاية من شر أعظم.
فلما سمع الصحابة رضي الله عنهم هذا الكرم الإلهي المطلق، تعجبوا وقالوا: "إذًا نكثر" أي إذا كان الثمن بهذه السهولة والضمان بهذه القوة، فسنكثر من الدعاء. فرد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم رداً بليغاً مختصراً: «الله أكثر»، أي أن كرم الله وعطاءه وجوده أكثر وأعظم من أن نستطيع نحن الإكثار من الدعاء، فهو سبحانه لا يعجزه شيء، وخزائنه لا تنفد.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحث على الإكثار من الدعاء: فهو باب عظيم من أبواب الخير، ولا يخيب من قصده.
2- طمأنينة قلب المؤمن: أن يعلم أن لا دعاء يضيع عند الله، فليثق بربه ويستمر في السؤال.
3- حكمة الله في استجابة الدعاء: قد نطلب شيئاً نراه خيراً، ولكن الله يعلم أن فيه شراً لنا فيؤخره أو يعوضنا عنه بما هو خير، إما في الآخرة أو بدفع البلاء.
4- شروط استجابة الدعاء: أهمية اجتناب الدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، والحذر من الدعاء على الأهل والأقارب.
5- سعة كرم الله تعالى: فهو سبحانه أكرم الأكرمين، وعطاؤه لا يحده حد، وصدره رحب بجميع طلبات عباده.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأدلة على أن "لا" في الدعاء لا تستجاب، أي إذا قال العبد: "اللهم لا تجعلني فقيراً" فقد يستجاب له فيصرف عنه الفقر، أو يعطى غنى، أو يدخر له في الآخرة.
- من آداب الدعاء التي تساعد في استجابته: الإلحاح فيه، ورفع اليدين، والبدء بحمد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء في أوقات الإجابة (كأخر الليل، بين الأذان والإقامة، وفي السج
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١١١٣٣)، والبخاري في الأدب المفرد (٧١٠)، والحاكم (١/ ٤٩٣) كلهم من طرق عن علي بن علي الرفاعي قال: سمعت أبا المتوكل الناجي قال: قال أبو سعيد الخدري، عن النبي ﷺ فذكره.
وإسناده حسن من أجل علي بن علي الرفاعي فإنه حسن الحديث.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 151 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما من مسلم يدعو بدعوة إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث

  • 📜 حديث: ما من مسلم يدعو بدعوة إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما من مسلم يدعو بدعوة إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما من مسلم يدعو بدعوة إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما من مسلم يدعو بدعوة إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب