من الليل ساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه

حديث: من الليل ساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه

عن جابر قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة».

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٥٧: ١٦٦) عن عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ».
راوي الحديث:
جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما، أحد الصحابة الكرام، وهو من أكثر الصحابة رواية للحديث.
درجة الحديث:
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة)، مما يجعل الحديث صحيحاً باتفاق العلماء.

الشرح المفصل:

# 1. شرح المفردات:

● فِي اللَّيْلِ: يقصد به الوقت من بعد غروب الشمس إلى طلوع الفجر.
● لَسَاعَةً: فترة زمنية محددة ومخصوصة، وليس المقصود بالساعة 60 دقيقة بالضرورة، بل هي لحظة أو وقت معين.
● لَا يُوَافِقُهَا: لا يصادفها أو لا يدركها في وقتها المناسب.
● رَجُلٌ مُسْلِمٌ: يشمل الذكر والأنثى، فلفظ "رجل" قد يأتي بمعنى الشخص، والمراد به كل مسلم ومسلمة.
● يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا: يطلب من الله تعالى أموراً نافعة وحسنة.
● مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ: يشمل كل ما ينفع في الحياة الدنيا من صحة ورزق وعلم، وفي الآخرة من الجنة والنجاة من النار.
● إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ: إلا استجاب الله له وأعطاه ما سأل، وهذا وعد من الله تعالى على لسان نبيه ﷺ.
● وذلك كل ليلة: أي أن هذه الساعة تتكرر في كل ليلة، وليست خاصة بليلة معينة.

# 2. شرح الحديث:

يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث العظيم عن وقت مخصوص في الليل، تكون فيه استجابة الدعاء مؤكدة بإذن الله. فمن وفقه الله ليدعو في هذه الساعة بسؤال خيري الدنيا والآخرة، فإن الله تعالى سيعطيه ما سأل، وهذا من فضل الله وكرمه على عباده.
متى تكون هذه الساعة؟
ذهب العلماء في تحديدها إلى عدة آراء، وأرجح الأقوال – والله أعلم – أنها في الثلث الأخير من الليل، وهو وقت النزول الإلهي، كما في الحديث: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ...» (متفق عليه). وهذا الوقت يجمع فضيلتين: أنه وقت السحر، ووقت نزول الرب تعالى للاستجابة.
وهناك آراء أخرى، مثل أنها آخر الليل عامة، أو أنها ساعة نزول الله تعالى، أو أنها ساعة قيام الليل وصلاة التهجد. وجمع بعض العلماء بين هذه الأقوال بأن هذه الساعة تتنقل في الليل، فتارة تكون في أول الليل، وتارة في وسطه، وتارة في آخره، ليجتهد العبد في الليل كله طلباً لها.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:

● عظم فضل الله وكرمه: حيث جعل لعباده في كل ليلة فرصة عظيمة يستجيب فيها دعاءهم، مهما كثرت حاجاتهم.
● الحث على قيام الليل: لأن هذه الساعة الأكيدة تكون في الليل، مما يحفز المسلم على السهر للعبادة والدعاء والمناجاة.
● شمولية الدعاء: الحديث يشمل سؤال خير الدنيا والآخرة، فيدخل فيه كل ما ينفع العبد، مما يشرح صدر المسلم ويدعوه لعدم القنوط من رحمة الله.
● التنقل في أوقات الدعاء: لأن الساعة غير معروفة بالضبط، فينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء في جميع أوقات الليل، رجاء إصابة تلك الساعة.
● الأمل والتفاؤل: فمهما تكررت الليالي وتعددت الهموم، فلكل ليلة ساعة إجابة، ت renew الأمل وتذهب اليأس.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

● كيفية إدراك هذه الساعة: يكون بالاجتهاد في عبادة الليل، كصلاة التهجد، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، خاصة في الثلث الأخير من الليل.
● من لم يستجب له مباشرة: قد يتأخر إعطاء المسؤول لحكمة يعلمها الله، ولكن الوعد بالعطاء شامل، إما أن يعطى في الدنيا، أو يدخر له في الآخرة، أو يصرف عنه من البلاء ما هو أعظم.
● الاستعداد لها: ينبغي للمسلم أن يستعد لهذه الساعة بالإيمان والصالحات، وأن يتخير جوامع الدعاء، وأن يخلص النية لله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يبلغنا ساعات الإجابة، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٥٧: ١٦٦) عن عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر فذكره.
قوله: «إن في الليل لساعة» لعل المراد به هو ثلث الليل الأخير كما ورد في الحديث السابق.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 156 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من الليل ساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه

📜 حديث: من الليل ساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من الليل ساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من الليل ساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من الليل ساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية