حديث: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأدعية والأذكار في الصباح والمساء

عن رجل من أسلم قال: كنت جالسا عند رسول الله ﷺ، فجاء رجل من أصحابه، فقال: يا رسول الله! لدغت الليلة، فلم أنم حتى أصبحت. قال «ماذا؟». قال عقرب. قال: «أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك إن شاء الله».

صحيح: رواه أبو داود (٣٨٩٨) من طريق زهير (هو ابن معاوية) - وأحمد (١٥٧٠٩) من طريق شعبة -، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٥٩٣ - ٥٩٦) من طريق وهيب (هو ابن خالد)، وزهير، وسفيان (هو ابن عيينة)، وشعبة - كلهم عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن رجل من أسلم فذكره.

عن رجل من أسلم قال: كنت جالسا عند رسول الله ﷺ، فجاء رجل من أصحابه، فقال: يا رسول الله! لدغت الليلة، فلم أنم حتى أصبحت. قال «ماذا؟». قال عقرب. قال: «أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك إن شاء الله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله، معتمداً على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
### أولاً. نص الحديث ومصدره
الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه (برقم 2709) عن رجل من أسلم قال: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لُدِغْتُ اللَّيْلَةَ، فَلَمْ أَنَمْ حَتَّى أَصْبَحْتُ. قَالَ «مَاذَا؟». قَالَ عَقْرَبٌ. قَالَ: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرُّكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ».

### ثانياً. شرح المفردات
● لُدِغْتُ: أي لَسَعَتْني، من اللدغ وهو عضة ذوات السموم كالعقارب والحيات.
● لَمْ أَنَمْ حَتَّى أَصْبَحْتُ: دليل على شدة الألم والمعاناة التي منى بها الرجل طوال الليل.
● مَاذَا؟: استفهام للاستيضاح والتعرف على سبب اللدغ.
● عَقْرَبٌ: حشرة سامة معروفة.
● أَمَا إِنَّكَ: أداة تحضيض وتنبيه، أي: احفظ واعلم.
● حِينَ أَمْسَيْتَ: عند دخول وقت المساء.
● أَعُوذُ: ألتجئ وأعتصم وأتحصن.
● بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ: كلمات الله الكاملة الشاملة التي لا يعتريها نقص ولا عجز.
● مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ: من شر كل مخلوق شرير، سواء كان من الإنس أو الجن أو الحيوانات أو غيرها.
● لَمْ تَضُرُّكَ: لن تؤذيك أو تصيبك بسوء.
● إِنْ شَاءَ اللَّهُ: إضافة المشيئة لله تعالى هي أدب مع الله وإقرار بأن النفع والضر بيده وحده.

### ثالثاً. شرح الحديث
يصور لنا هذا الحديث المشهد النبوي الرحيم، حيث يجلس النبي ﷺ مع أصحابه، فيأتي رجل يشكو إليه ما أصابه من ألم لدغة العقرب التي منعته من النوم. فلم يوجهه النبي ﷺ إلى علاج طبي فحسب، بل أرشده إلى سبب وقائي أعظم، وهو التحصن بالله تعالى.
المعنى الإجمالي: أن النبي ﷺ علم الصحابي أن هناك وقايةً لو فعلها عند المساء لحمته بعون الله من شر كل مخلوق، بما في ذلك لدغة العقرب التي أصابته. وهذه الوقاية هي الالتجاء إلى الله والتحصن بكلماته التامات.
شرح العبارات المحورية:
1- "أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ":
● "كلمات الله": قيل إنها القرآن الكريم كله، فهو كلام الله. وقيل هي كلمات الله الكونية القديرة التي بها خلق الأشياء وأمرها، كقوله "كن فيكون". والجمع بين القولين هو الصواب. فهي تشمل كلامه الشرعي (القرآن) وكلامه الكوني (القدر).
● "التَّامَّاتِ": أي الكاملات التي لا يستطيع أحد ردها أو نقصها، فهي تامة في صدقها، وفي نفعها، وفي حكمتها، وفي قدرتها على الدفع والحماية. لا يعتريها نقص ولا عجز.
2- "مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ": هذه عامة شاملة، فهي تحصن من شر الإنس والجن، ومن شر الوحوش والهوام، ومن شر الأمراض والأوبئة، ومن شر النار والحريق، وغير ذلك من الشرور. وهي بذلك من أعظم أدعية التحصين.
3- "لَمْ تَضُرُّكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ": هذا وعد من النبي ﷺ بنجاعة هذا الدعاء وتحقيقه للسلامة، مقروناً بمشيئة الله تعالى، تعليماً للأمة الأدب مع الله وإظهاراً للتوكل الحقيقي عليه.

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- التعوذ بالله والتحصن به هو أعظم وقاية: يوجهنا النبي ﷺ إلى أن أول خط دفاع عن الشرور هو اللجوء إلى الله تعالى والاعتصام به، قبل البحث عن الأسباب المادية.
2- الوقاية خير من العلاج: الحديث يدل على أهمية الأخذ بأسباب الوقاية من الشرور قبل وقوعها، فالدعاء والتحصين سبب عظيم يدفع البلاء.
3- عموم رحمة النبي ﷺ وشفقته: حرصه على تعليم أصحابه ما ينفعهم حتى في أمورهم الدنيوية وصحتهم الشخصية.
4- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ لم ينه عن التداوي، بل بين أن هناك سبباً أعلى وهو التوكل على الله والتحصن به. فالأخذ بالأسباب المادية (كالعلاج) مع الاعتماد على الله هو الكمال.
5- فضل هذا الذكر جزءiculier: الحديث دليل على فضل هذا الدعاء العظيم، وسنة عن النبي ﷺ أن يقال عند المساء وعند الصباح، ليكون الإنسان في حرز وحماية من الله طوال يومه وليلته.
6- إضافة المشيئة لله: من الآداب العظيمة أن يقترن
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٨٩٨) من طريق زهير (هو ابن معاوية) - وأحمد (١٥٧٠٩) من طريق شعبة -، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٥٩٣ - ٥٩٦) من طريق وهيب (هو ابن خالد)، وزهير، وسفيان (هو ابن عيينة)، وشعبة - كلهم عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن رجل من أسلم فذكره. واللفظ لأبي داود.
وإسناده صحيح، فكان هذا الحديث عند سهيل على وجهين: عن أبي هريرة، وعن رجل من أسلم، وكلاهما صحيح.
وقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (٢/ ٣٦٠).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 435 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

  • 📜 حديث: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب