حديث: من تأخذه النار إلى كعبيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٣) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (٤٤)﴾

عن سمرة بن جندب، أن النبي ﷺ قال: «منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته».

صحيح: رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٣٣: ٢٨٤٥) عن عمرو بن زرارة، أخبرنا عبد الوهاب - يعني ابن عطاء -، عن سعيد، عن قتادة، قال: سمعت أبا نضرة، يحدث عن سمرة بن جندب، فذكره.

عن سمرة بن جندب، أن النبي ﷺ قال: «منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فحديث سمرة بن جندب رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، يصف حال بعض العصاة من المسلمين في النار، وهو من الأحاديث التي تُبيّن عدل الله تعالى ورحمته بعباده.

شرح المفردات:


● تأخذه النار: أي تصيبه وتُلحق به العذاب.
● كعبيه: الكعبان هما العظمان الناتئان في أسفل الساق عند مفصل القدم.
● ركبتيه: مفصل ما بين الساق والفخذ.
● حجزته: الحجزة هي وسط الإنسان، أي منطقة الخصر والخاصرتين.
● ترقوته: الترقوة هي العظمة التي بين ثغرة النحر والكتف.

شرح الحديث:


هذا الحديث الشريف يصف درجات عذاب أهل المعاصي من المسلمين في النار، حيث أنهم يعذبون بقدر ذنوبهم، فمنهم من تبلغ النار كعبيه، ومنهم من تبلغ ركبتيه، ومنهم من تبلغ حجزته، ومنهم من تبلغ ترقوته.
وهذا العذاب ليس دائمًا كعذاب الكفار، بل هو مؤقت حتى يُطهَّرُوا من ذنوبهم، ثم يخرجون من النار بشفاعة النبي ﷺ أو برحمة الله تعالى، كما جاء في الأحاديث الصحيحة. وهذا من رحمة الله تعالى بالمسلمين، حيث أنهم لا يخلدون في النار وإن دخلوها بسبب ذنوبهم.

الدروس المستفادة:


1- عدل الله تعالى: حيث أن العذاب في النار يكون على قدر الذنوب، فصاحب الذنب الأكبر عذابه أشد.
2- خطر المعاصي: فإن المعاصي قد تؤدي بصاحبها إلى النار وإن كان مسلمًا، فالحذر الحذر من الذنوب.
3- رحمة الله تعالى: فلم يجعل الله تعالى العذاب دائمًا للمسلمين، بل يخرجون من النار بعد تطهيرهم.
4- التحذير من الاستهانة بالذنوب: فإن بعض الناس يستصغرون الذنوب ويقولون "سيغفر الله"، وهذا الحديث يبين أن الذنوب قد تودي بصاحبها إلى النار.
5- الأمل في رحمة الله: فالمسلم وإن دخل النار بسبب ذنوبه، فإنه يخرج منها ولا يخلد فيها.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "الوعيد" الذي يُراد به التحذير من المعاصي، وليس للتشديد فقط، بل لتحفيز المسلم على التوبة والاستقامة.
- ينبغي للمسلم أن يجمع بين الخوف من الله تعالى ورجاء رحمته، فلا يقنط من رحمة الله ولا يأمن مكره.
- مناسبة هذا الحديث: أن النبي ﷺ كان يريد أن يبين للمسلمين أن الذنوب ليست هينة، وأنها قد تؤدي إلى العذاب، لكن مع ذلك فإن رحمة الله واسعة.
نسأل الله تعالى أن يُعافينا من النار وأن يغفر لنا ذنوبنا إنه هو الغفور الرحيم.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٣٣: ٢٨٤٥) عن عمرو بن زرارة، أخبرنا عبد الوهاب - يعني ابن عطاء -، عن سعيد، عن قتادة، قال: سمعت أبا نضرة، يحدث عن سمرة بن جندب، فذكره.
وقوله تعالى: ﴿أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (٤٤) أي لكل طبقة لها سكانها من المجرمين، كل حسب إجرامهم، وأما ما ذكر أسماء هذه الطبقات، وسكان كل طبقة منها فمجرد تخرص لا دليل عليه من الكتاب والسنة الصحيحة؛ لأنها من الغيبيات لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، فصيانة كتب التفاسير من هذه الأقوال أولى من ذكرها. والله المستعان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 752 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من تأخذه النار إلى كعبيه

  • 📜 حديث: من تأخذه النار إلى كعبيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من تأخذه النار إلى كعبيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من تأخذه النار إلى كعبيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من تأخذه النار إلى كعبيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب