إن الله خلق الرحمة مائة رحمة فأمسك عنده تسعا وتسعين

حديث: إن الله خلق الرحمة مائة رحمة فأمسك عنده تسعا وتسعين

عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييئس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار».

صحيح: رواه البخاري في الرقاق (٦٤٦٩) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:

● الرحمة: المراد بها هنا صفة الرحمة الإلهية التي وسعت كل شيء.
● أمسك عنده: احتفظ بها وأبقاها في كنفه سبحانه.
● لم ييئس من الجنة: لم يقنط من رحمة الله ودخول الجنة.
● لم يأمن من النار: لم يشعر بالأمان من عذاب النار.

ثانيًا. شرح الحديث:

يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث العظيم عن عظمة رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء، حيث قسم رحمته إلى مائة جزء، فجعل جزءًا واحدًا منها ينزل إلى الخلق جميعاً: مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، بهذه الرحمة الواحدة تتفاوت الأرزاق، وتتنزل الخيرات، وتمتد الأسباب، وترحم الأمهات أولادهن، وترأف البهائم بصغارها.
أما التسعة والتسعون جزءاً فقد أمسكها الله تعالى عنده ليعطيها عباده المؤمنين يوم القيامة، فهي رحمة خاصة بالمؤمنين في الآخرة، يتفضل بها عليهم عند دخول الجنان، ويرحمهم بها عند الحساب، ويكرمهم بها في الدرجات.
ثم بين ﷺ حكمتين عظيمتين:
الأولى: أن الكافر لو علم بما عند الله من رحمة واسعة لما قنط من رحمة الله، ولكن جهله بعظمة رحمة الله يجعله ييئس من رحمته.
الثانية: أن المؤمن لو علم بشدة عذاب الله وعظيم عقابه لما أمن من النار، ولكن رحمة الله تعالى اقتضت إخفاء ذلك عنه لئلا يقنط.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- سعة رحمة الله تعالى: فالله تعالى غني عن خلقه، ورحمته سبقت غضبه.
2- الفرق بين رحمة الدنيا والآخرة: رحمة الدنيا يعم بها البر والفاجر، أما رحمة الآخرة فهي خاصة بالمؤمنين.
3- التحذير من القنوط من رحمة الله: فلا ينبغي لأحد أن ييئس من رحمة الله مهما عظمت ذنوبه.
4- الخوف من عذاب الله: فلا ينبغي للمؤمن أن يأمن مكر الله وعذابه، بل يخاف أن يحرم من رحمة الله.
5- الحكمة من إخفاء بعض الأمور: فلو علم الناس حقائق الأمور لاختلت الموازين.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الأحاديث التي تبين التوازن في حياة المسلم بين الخوف والرجاء.
- ينبغي للمسلم أن يجمع بين الخوف من عذاب الله والرجاء في رحمته.
- الرحمة التي في الدنيا هي سبب استمرار الحياة وتنعم الخلق، أما رحمة الآخرة فهي سبب النجاة والسعادة الأبدية.
نسأل الله تعالى أن يتفضل علينا من رحمته الواسعة، وأن يجعلنا من الذين يرجون رحمته ويخافون عذابه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الرقاق (٦٤٦٩) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 755 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله خلق الرحمة مائة رحمة فأمسك عنده تسعا وتسعين

📜 حديث: إن الله خلق الرحمة مائة رحمة فأمسك عنده تسعا وتسعين

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن الله خلق الرحمة مائة رحمة فأمسك عنده تسعا وتسعين

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن الله خلق الرحمة مائة رحمة فأمسك عنده تسعا وتسعين

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن الله خلق الرحمة مائة رحمة فأمسك عنده تسعا وتسعين

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية