إني أريت الجنة فتناولت منها عنقودا

حديث: إني أريت الجنة فتناولت منها عنقودا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (٣٥)﴾

عن عبد الله بن عباس قال: خسفت الشمس، فصلى رسول الله ﷺ ... وفيه: قالوا: يا رسول الله، رأيناك تناول شيئا في مقامك، ثم رأيناك تكعكعت. قال: «إني أريت الجنة، فتناولت منها عنقودا، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا» الحديث.

متفق عليه: رواه مالك في صلاة الخسوف (٤٤٥) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عباس، فذكره في حديث طويل.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُظهر معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم وفضلاً عظيماً لأمته. وإليك الشرح المفصل:
### أولاً. نص الحديث بسياقه
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ مَعَهُ... [وفي رواية:] فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ هَذَا، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ. فَقَالَ: «إِنِّي أُرِيتُ الْجَنَّةَ، فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا».

ثانياً. شرح المفردات:

● خَسَفَتِ الشَّمْسُ: أي حصل كسوف للشمس.
● تَنَاوَلْتَ: أي مددت يدك لأخذ شيء.
● تَكَعْكَعْتَ: معناه تراجعت وارتدعت عن الأخذ، أو توقفت وترددت. وأصل الكعكعة: الارتداع والتراجع.
● أُرِيتُ: أي أُظهرت لي وأنا في صلاتي، في منام أو رؤيا صادقة.
● عُنْقُودًا: هو ما اجتمع من الثمر كالعنقود من العنب أو التمر.

ثالثاً. شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن كسوفاً للشمس حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فصلى بالناس صلاة الكسوف التي هي من السنن المؤكدة.
وأثناء الصلاة، وهي صلاة طويلة فيها قيام طويل وركوع وسجود، رأى الصحابة حركة من النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث مد يده كما لو كان يتناول شيئاً، ثم رأوه يرجع ويتراجع عن ذلك (تكعكع).
فلما انتهت الصلاة، سألوه عن هذا المنظر العجيب، فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى أريه الجنة وهو في صلاته، فرأى فيها عنقوداً من ثمارها العظيمة، فمد يده لأخذه، ثم عدل عن ذلك. ولو أنه أخذه لنالته هذه الأمة كلها، لأكلوا منه ما دامت الدنيا ولشبعوا منه، وذلك لعظم بركته صلى الله عليه وسلم وبركة ما يمسه.

رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم: فهذا من دلائل نبوته، حيث أخبر عن شيء غيبي عظيم، وهو أن عنقوداً واحداً من ثمار الجنة يكفي الأمة إلى قيام الساعة.
2- عظم نعيم الجنة وخيراتها: فثمار الجنة ليست كثمار الدنيا، بل هي أعظم وأكبر وأطيب، وعنقود واحد منها فيه البركة العظيمة هذه.
3- شدة حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وخيره لهم: فقد امتنع عن أخذ هذا العنقود العظيم - مع رغبته فيه - لأنه يعلم أن أخذه سيكون خيراً لأمته، فكأنه فضل أن يدخر هذا الخير العظيم لأمته في الآخرة، حيث يكون النعيم دائمًا لا ينقطع،而不是 في الدنيا الفانية. وهذا من كمال شفقته ورحمته بأمته صلى الله عليه وسلم.
4- أن صلاة الكسوف من المواطن التي تفتح فيها أبواب السماء: ويكون فيها تجليات ربانية وعطاءات إلهية، مما يدل على عظم شأن هذه الصلاة ووجوب المحافظة عليها.
5- جواز الحركة اليسيرة في الصلاة لأمر ضروري أو معجزة: كحركة النبي صلى الله عليه وسلم هذه، وهي ليست من أفعال الصلاة المعتادة، ولكنها جرت لحكمة عظيمة.

خامساً:

معلومات إضافية:
- هذا الحديث جزء من حديث طويل عن صلاة الكسوف، يبين هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيها من إطالة القيام والركوع والسجود والخطبة afterwards.
- يستحب في صلاة الكسوف الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار والصدقة، لأن الكسوف آية من آيات الله يُخوِّف بها عباده.
- الحديث يدل على أن رؤيا الأنبياء حق وهي من الوحي، كما قال تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ}.
أسأل الله تعالى أن يبلغنا الجنة وأن يرزقنا فيها من ثمارها وأنواع نعيمها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في صلاة الخسوف (٤٤٥) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عباس، فذكره في حديث طويل.
ورواه البخاري في الكسوف (١٠٥٢) من طريق مالك به.
ورواه مسلم في الكسوف (٩٠٧) من وجه آخر عن زيد بن أسلم به.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 729 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إني أريت الجنة فتناولت منها عنقودا

📜 حديث: إني أريت الجنة فتناولت منها عنقودا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إني أريت الجنة فتناولت منها عنقودا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إني أريت الجنة فتناولت منها عنقودا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إني أريت الجنة فتناولت منها عنقودا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية