حديث: يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (٨)﴾

عن أبي ذر، عن النبي ﷺ فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: »... يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري، فتضروني، ولن تبلغوا نفعي، فتنفعوني، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ...». الحديث.

صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٧٧) عن عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي، حدثنا مروان بن محمد الدمشقي، حدثنا سعيد بن العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر، فذكره.

عن أبي ذر، عن النبي ﷺ فيما روى عن الله ﵎ أنه قال: »... يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري، فتضروني، ولن تبلغوا نفعي، فتنفعوني، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ...». الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فحديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى، من الأحاديث القدسية العظيمة التي تحوي معاني جليلة تتعلق بتوحيد الربوبية والألوهية، وتظهر عظمة الله تعالى وغنىه المطلق، وحاجة العبد المطلقة إليه. وهذا شرحه مبينًا ما فيه من المعاني والدروس:

أولاً. شرح المفردات:


● ضري: أذاي، من الضرر.
● نفعي: منفعة تعود عليَّ.
● أتقى قلب: أكثر القلوب تقوى وخشية لله.
● أفجر قلب: أكثر القلوب فجورًا ومعصية.
● صعيد واحد: أرض واحدة أو مكان واحد.
● المخيط: الإبرة.
● أدخل البحر: غُمِس في البحر.

ثانيًا. شرح الحديث:


هذا الحديث القدسي العظيم ينقسم إلى عدة أقسام، كل قسم يبين جانبًا من جوانب عظمة الله تعالى وتوحيده:
1- »يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري، فتضروني، ولن تبلغوا نفعي، فتنفعوني«:
- هذا تأكيد على كمال قدرة الله تعالى واستغنائه المطلق عن خلقه. فالله عز وجل لا يتأثر بمعصية العاصي، ولا ينفعه طاعة المطيع من حيث ذاته تعالى، فهو الغني عن العالمين. فالمعصية تضر العاصي فقط، والطاعة تنفعه فقط.
2- »يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا«:
- هذا بيان لكمال ملك الله تعالى وعظمته. فلو اجتمع كل الخلق من الأولين والآخرين، والإنس والجن، وكانوا جميعًا في قمة التقوى والصلاح، فإن هذا لا يزيد في ملك الله شيئًا، لأن ملكه تعالى كامل لا نقص فيه، وهو الغني الحميد.
3- »يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا«:
- المقابل للجزء السابق، فلو أن جميع الخلق كانوا في قمة الفجور والشر، فإن هذا لا ينقص من ملك الله شيئًا، لأنه تعالى هو الغني عن خلقه، ولا يؤثر فيه معصية العاصين.
4- »يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر«:
- هذا إظهار لسعة عطاء الله تعالى وكرمه. فلو أن كل الخلق سألوا الله تعالى حاجاتهم، وأعطاهم الله كل ما سألوا، فإن هذا لا ينقص من خزائنه شيئًا، إلا كما تنقص الإبرة إذا غُمست في البحر ثم أخرجت، فما تخرج منها إلا قطرة ماء ضئيلة لا تؤثر في بحر زاخر.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- توحيد الربوبية: التأكيد على أن الله تعالى هو الغني المطلق، وأن الخلق فقراء إليه.
2- توحيد الألوهية: أن العبادة يجب أن تكون خالصة لله، لا لغيره، لأنه المستحق للعبادة، وهو الذي ينفع ويضر.
3- الحث على الدعاء: بيان سعة كرم الله وعطائه، وأنه لا يتعاظمه شيء أعطاه، فيحث العبد على الإكثار من سؤال الله.
4- الاستغناء عن الخلق: أن العبد يجب أن يعلم أن الله هو الغني، وأن الخلق لا يملكون له ضرًا ولا نفعًا، فيتوجه بقلبه إلى الله فقط.
5- عدم التأثر بمعصية العاصين: أن معصية العصاة لا تضر الله شيئًا، بل تضرهم هم، فليحذر العبد من المعصية.
6- التقوى لا تنفع الله ولكن تنفع العبد: فالعبد يتقي الله لينال رضاه وجنته، لا لأن الله يحتاج إلى طاعته.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث القدسية، التي يرويها النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى.
- فيه بيان أن الله تعالى هو الغني الحميد، وأن الخلق كلهم فقراء إليه.
- الحديث يحث على الإكثار من الدعاء، والاستغناء عن الخلق، والتوجه إلى الله في جميع الحاجات.
- ينبغي للعبد أن يعظم ربه تعالى، ويعلم أنه لا يستغني عنه طرفة عين.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المتقين، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٧٧) عن عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي، حدثنا مروان بن محمد الدمشقي، حدثنا سعيد بن العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 735 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني

  • 📜 حديث: يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب