حديث: أتاني رسول الله آنفا وأنت جالس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠)﴾

عن عبد الله بن عباس قال: بينما رسول الله ﷺ بفناء بيته بمكة جالس، إذ مر به عثمان بن مظعون، فكشر إلى رسول الله ﷺ، فقال له رسول الله ﷺ: «ألا تجلس؟» قال: بلى. قال: فجلس رسول الله ﷺ مستقبله، فبينما هو يحدّثه، إذ شخص رسول الله ﷺ ببصره إلى السماء، فنظر ساعة إلى السماء، فأخذ يضع بصره حتى وضعه على يمينه في الأرض، فتحرف رسول الله ﷺ عن جليسه عثمان إلى حيث وضع بصره، وأخذ ينغض رأسه، كأنه يستفقه ما يقال له، وابن مظعون ينظر، فلما قضى حاجته، واستفقه ما يقال له، شخص بصر رسول الله ﷺ إلى السماء كما شخص أول مرة، فأتبعه بصره حتى توارى في السماء، فأقبل إلى عثمان بجلسته الأولى، قال: يا محمد! فيم كنت أجالسك وآتيك، ما رأيتك تفعل كفعلك الغداة؟ قال: «وما رأيتني، فعلت؟» قال: رأيتك تشخص ببصرك إلى السماء، ثم وضعته حيث وضعته على يمينك، فتحرفت إليه وتركتني، فأخذت تنغض رأسك، كأنك تستفقه شيئا يقال لك. قال: «وفطنت لذاك؟». قال عثمان: نعم. قال رسول الله ﷺ: «أتاني رسول الله آنفا، وأنت جالس». قال: رسول الله؟ قال: «نعم». قال: فما قال لك؟ قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠) قال عثمان: فذلك حين استقر الإيمان في قلبي، وأحببت محمدا.

حسن: رواه أحمد (٢٩١٩)، والبخاري في الأدب المفرد (٨٩٣)، والطبراني في الكبير (٩/ ٢٧ - ٢٨) كلهم من حديث عبد الحميد بن بهرام، حدثنا شهر بن حوشب، حدثنا عبد الله بن عباس قال: فذكره.

عن عبد الله بن عباس قال: بينما رسول الله ﷺ بفناء بيته بمكة جالس، إذ مر به عثمان بن مظعون، فكشر إلى رسول الله ﷺ، فقال له رسول الله ﷺ: «ألا تجلس؟» قال: بلى. قال: فجلس رسول الله ﷺ مستقبله، فبينما هو يحدّثه، إذ شخص رسول الله ﷺ ببصره إلى السماء، فنظر ساعة إلى السماء، فأخذ يضع بصره حتى وضعه على يمينه في الأرض، فتحرف رسول الله ﷺ عن جليسه عثمان إلى حيث وضع بصره، وأخذ ينغض رأسه، كأنه يستفقه ما يقال له، وابن مظعون ينظر، فلما قضى حاجته، واستفقه ما يقال له، شخص بصر رسول الله ﷺ إلى السماء كما شخص أول مرة، فأتبعه بصره حتى توارى في السماء، فأقبل إلى عثمان بجلسته الأولى، قال: يا محمد! فيم كنت أجالسك وآتيك، ما رأيتك تفعل كفعلك الغداة؟ قال: «وما رأيتني، فعلت؟» قال: رأيتك تشخص ببصرك إلى السماء، ثم وضعته حيث وضعته على يمينك، فتحرفت إليه وتركتني، فأخذت تنغض رأسك، كأنك تستفقه شيئا يقال لك. قال: «وفطنت لذاك؟». قال عثمان: نعم. قال رسول الله ﷺ: «أتاني رسول الله آنفا، وأنت جالس». قال: رسول الله؟ قال: «نعم». قال: فما قال لك؟ قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠)﴾ قال عثمان: فذلك حين استقر الإيمان في قلبي، وأحببت محمدا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسعد بشرح هذا الحديث النبيل الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، والذي يروي لنا قصة مؤثرة في إسلام عثمان بن مظعون رضي الله عنه.

شرح المفردات:


● فناء بيته: ساحة بيته أو باحته.
● كشر: ابتسم وأظهر أسنانه.
● شخص ببصره: رفع بصره ونظر بتحديق.
● ينغض رأسه: يحرك رأسه تحريكًا خفيفًا.
● يستفقه: يستفهم ويستوضح ويفهم ما يقال له.
● فطنت لذاك: انتبهت لذلك.

شرح الحديث:


يحدثنا ابن عباس أن النبي ﷺ كان جالسًا في فناء بيته في مكة قبل الهجرة، فمر به عثمان بن مظعون - وكان من سادة قريش وأتقيائهم في الجاهلية - فابتسم له النبي ﷺ ودعاه للجلوس، فجلس وكان النبي ﷺ يحدثه، ففجأة رفع النبي ﷺ بصره إلى السماء ينظر إليها، ثم خفض بصره إلى الأرض على يمينه، وتحول من جلوسه تجاه عثمان إلى الجهة التي ينظر إليها، وأخذ يحرك رأسه كمن يستمع إلى شيء يفهمه، وعثمان ينظر إليه متعجبًا.
بعد أن انتهى النبي ﷺ من هذا الحال، عاد إلى جلسته الأولى مع عثمان، فسأله عثمان عن هذا الفعل الغريب، فأخبره النبي ﷺ أن رسول الله - أي المَلَك - جاءه وهو جالس، فتعجب عثمان وسأله ماذا قال له، فأخبره النبي ﷺ أن الملك تل عليه الآية الكريمة: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
فكان هذا الموقف سببًا في تثبيت الإيمان في قلب عثمان بن مظعون وحبه للنبي ﷺ.

الدروس المستفادة:


1- رحمة النبي ﷺ وحرصه على هداية الناس: حيث كان دائم البشاشة والترحيب بمن يقبل عليه.
2- حقيقة الوحي وكيفية نزوله: فالوحي كان ينزل على النبي ﷺ بأشكال مختلفة، ومنها مجيء الملك إليه.
3- قوة تأثير القرآن: فقد كانت هذه الآية الكافية لتثبيت إيمان عثمان بن مظعون رضي الله عنه.
4- الأخلاق الإسلامية العظيمة: التي جمعتها الآية في أمرين: الأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي.
5- صدق النبي ﷺ: حيث لم يتردد في إخبار عثمان بالحقيقة رغم غرابتها.

معلومات إضافية:


- عثمان بن مظعون هو أول من توفي من المهاجرين في المدينة، وكان من السابقين إلى الإسلام.
- هذه الآية من سورة النحل تعتبر من جوامع الكلم في القرآن، حيث جمعت أسس الأخلاق الإسلامية.
- الحديث يدل على أن النبي ﷺ كان يرى الملك ويتلقى الوحي أمام أصحابه أحيانًا.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه، ويتأثرون بكتابه كما تأثر سلفنا الصالح. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٩١٩)، والبخاري في الأدب المفرد (٨٩٣)، والطبراني في الكبير (٩/ ٢٧ - ٢٨) كلهم من حديث عبد الحميد بن بهرام، حدثنا شهر بن حوشب، حدثنا عبد الله بن عباس قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل شهر بن حوشب؛ فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، إذا لم يأت بما ينكر عليه.
وقال ابن كثير في تفسيره (٤/ ٥٩٧): «إسناده جيد متصل حسن».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 773 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أتاني رسول الله آنفا وأنت جالس

  • 📜 حديث: أتاني رسول الله آنفا وأنت جالس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أتاني رسول الله آنفا وأنت جالس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أتاني رسول الله آنفا وأنت جالس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أتاني رسول الله آنفا وأنت جالس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب