حديث: يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (٤٧)﴾

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيُقَصّ لبعضهم من بعض، مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبوا، ونُقُّوا، أُذِن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده! لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا».

صحيح: رواه البخاري في الرقاق (٦٥٣٥) عن الصلت بن محمد، حدثنا يزيد بن زريع، قال:
حدثنا سعيد بن أبي عروبة، قال: حدثنا قتادة، أن أبا المتوكل الناجي، حدثهم أن أبا سعيد الخدري، حدثهم قال: فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيُقَصّ لبعضهم من بعض، مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبوا، ونُقُّوا، أُذِن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده! لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، يوضح مصير المؤمنين الذين دخلوا النار بذنوبهم ثم أخرجهم الله منها برحمته، وفيه بيان لعظمة العدل الإلهي.

أولاً. شرح المفردات:


● يخلص المؤمنون من النار: أي ينجو ويخرج من كان في النار من المؤمنين بسبب شفاعة النبي ﷺ أو برحمة الله تعالى.
● يُحبسون على قنطرة: القنطرة هي الجسر أو المعبر بين الجنة والنار، وهو ما يعرف بالصراط.
● يُقَصّ لبعضهم من بعض: أي يُقتص ويُؤخذ الحق لصاحبه من الظالم الذي اعتدى عليه في الدنيا.
● مظالم كانت بينهم في الدنيا: أي الحقوق والاعتداءات التي حصلت بينهم في الحياة الدنيا ولم يُحللوها.
● هُذِّبوا، ونُقُّوا: التهذيب هو التنقية والتطهير من الذنوب، والتنقية هي إزالة كل أثر للظلم والإثم.
● أُذِن لهم في دخول الجنة: أي أُعطوا الإذن والسماح بدخول الجنة بعد أن تطهروا من المظالم.
● أهدى بمنزله في الجنة: أي أعرف وأدري بمكانه في الجنة من داره التي كان يسكنها في الدنيا.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ أن المؤمنين الذين دخلوا النار بذنوبهم سيخرجون منها برحمة الله وشفاعة النبي ﷺ، فيوقفون على الصراط الذي بين الجنة والنار. هناك يُحاسبون على المظالم التي كانت بينهم في الدنيا، فيُقتص للمظلوم من الظالم حتى تستوفي جميع الحقوق.
بعد أن يتطهر كل منهم من آثار الظلم والذنوب، ويصبحوا نقيين طاهرين، يُسمح لهم بدخول الجنة. ويؤكد النبي ﷺ بقسمه "فوالذي نفس محمد بيده" على عظمة هذا المشهد، حيث يصبح المؤمن أعرف بمكانه في الجنة - التي هي دار الخلود والنعيم - من داره في الدنيا التي عاش فيها سنين طويلة.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- عدل الله تعالى: فالله لا يظلم مثقال ذرة، وسيقتص للمظلوم من الظالم حتى لو كانا من المؤمنين.
2- خطورة المظالم: الحديث تحذير شديد من التهاون في حقوق العباد، فالله سيستوفيها يوم القيامة.
3- رحمة الله الواسعة: فالمؤمن وإن دخل النار بذنوبه فإنه لا يخلد فيها، بل يخرج منها برحمة الله.
4- عظمة نعيم الجنة: حيث يصبح المؤمن فيها أكثر ألفة واستقراراً منه في دار الدنيا التي عاش فيها.
5- أهمية المسارعة في التوبة: وضرورة إرجاع الحقوق إلى أصحابها في الدنيا قبل أن يُؤخذ للظالم من حسناته أو يُؤخذ من سيئات المظلوم فتُطرح على الظالم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن المؤمن قد يعذب في النار على ذنوبه ثم يخرج منها، وهذا من رحمة الله تعالى.
- القنطرة المذكورة في الحديث هي غير الصراط، فهي موقف للحساب والقصاص بعد الخروج من النار وقبل دخول الجنة.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على تحلل إخوانه من المظالم في الدنيا، وأن يرد الحقوق إلى أصحابها.
نسأل الله تعالى أن ينجينا من النار، وأن يدخلنا الجنة بغير حساب، وأن يطهّرنا من الذنوب والخطايا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الرقاق (٦٥٣٥) عن الصلت بن محمد، حدثنا يزيد بن زريع، قال:
حدثنا سعيد بن أبي عروبة، قال: حدثنا قتادة، أن أبا المتوكل الناجي، حدثهم أن أبا سعيد الخدري، حدثهم قال: فذكره.
ورواه أحمد (١١٧٠٦) عن عفان، حدثنا يزيد بن زريع به نحوه، وزاد في آخره، فقال: قال قتادة: وقال بعضهم: ما يشبه لهم إلا أهل جمعة حين انصرفوا من جمعتهم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 753 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

  • 📜 حديث: يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب