حديث: من أطاعني واتبع ما جئت به ومن عصاني وكذب بما جئت به

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (٨٨) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (٨٩)﴾

عن أبي موسى، عن النبي ﷺ قال: «إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال: يا قوم! إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان، فالنجاء! فأطاعه طائفة من قومه، فأدلجوا، فانطلقوا على مهلهم، فنجوا، وكذبت طائفة منهم، فأصبحوا مكانهم، فصبّحهم الجيش، فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني، فاتبع ما جئت به، ومثل من عصاني، وكذّب بما جئت به من الحق».

متفق عليه: رواه البخاري في الاعتصام (٧٢٨٣)، ومسلم في الفضائل (٢٢٨٣) كلاهما عن أبي كريب، حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، فذكره.

عن أبي موسى، عن النبي ﷺ قال: «إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال: يا قوم! إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان، فالنجاء! فأطاعه طائفة من قومه، فأدلجوا، فانطلقوا على مهلهم، فنجوا، وكذبت طائفة منهم، فأصبحوا مكانهم، فصبّحهم الجيش، فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني، فاتبع ما جئت به، ومثل من عصاني، وكذّب بما جئت به من الحق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، وهو في الصحيحين، يضرب فيه النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً رائعاً يوضح حقيقة رسالته وموقف الناس منها.

أولاً. شرح المفردات:


● مثلي ومثل ما بعثني الله به: تشبيه لشخص النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته التي جاء بها.
● النذير العريان: النذير هو المُحذِّر، و"العريان" هنا كناية عن شدة صدقه وإخلاصه في التحذير، كأنه قد تجرد من كل شيء إلا من مهمة الإنذار، أو أنه جاءهم بسرعة دون استعداد كاشفاً عن حقيقة الخطر.
● النجاء: يعني أسرعوا للنجاة بأنفسكم، اهربوا.
● أدلجوا: يعني ساروا ليلاً، دَلَجَ الليل: سار فيه.
● على مهلهم: يعني على راحتهم وأمنهم، لأنهم نجوا باكراً.
● صبّحهم الجيش: جاءهم الجيش في وقت الصباح.
● اجتاحهم: استأصلهم وأهلكهم بالكلية.

ثانياً. شرح الحديث:


يشبّه النبي صلى الله عليه وسلم نفسه برجل صادق يرى خطراً محدقاً بقومه (الجيش المعادي)، فيأتي إليهم مسرعاً مُحذِّراً بكل إخلاص وصدق، ينذرهم بالخطر ويحثهم على الفرار فوراً لإنقاذ أنفسهم.
فينقسم الناس تجاه هذا التحذير الصادق إلى فريقين:
1- الفريق الأول: طائفة صدقته وأطاعته. هم الذين استجابوا للإنذار، فتحركوا فوراً وساروا ليلاً (أدلجوا) مبتعدين عن مكان الخطر. فسلكوا طريق النجاة بأمان وطمأنينة (على مهلهم) ونجوا من الهلاك.
2- الفريق الثاني: طائفة كذبته وعصته. هم الذين استهانوا بتحذيره، واتهموه بالكذب أو المبالغة، فتهاونوا ولم يتحركوا من أماكنهم. ففاجأهم الجيش في الصباح (صبّحهم) فأهلكهم جميعاً واستأصلهم.
ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم تطبيق هذا المثل الواقعي على رسالته، فيقول:
● "فذلك مثل من أطاعني، فاتبع ما جئت به": فالفريق الناجي هو مثل المؤمنين الذين يصدقون برسالة النبي صلى الله عليه وسلم، ويتبعون القرآن والسنة، فينجون من عذاب الله وسخطه في الدنيا والآخرة، ويدخلون الجنة.
● "ومثل من عصاني، وكذّب بما جئت به من الحق": والفريق الهالك هو مثل الكافرين والمنافقين الذين يكذبون بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الحق الواضح (القرآن والإيمان)، فيعصون الله ورسوله، ويصيبهم الهلاك والخزي في الدنيا، والعذاب الأليم في الآخرة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان حقيقة الرسالة: رسالة النبي صلى الله عليه وسلم هي في جوهرها إنذار وتحذير من عذاب الله لمن كفر به وعصاه، وبشرى للطائعين.
2- صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأمانته: فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، ولم يكتم شيئاً من أمر ربه.
3- اختبار الناس وامتحانهم: الموقف من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم هو الفيصل بين الناجي والهالك، بين السعيد والشقي.
4- العاقبة للتقوى: النجاة هي في طاعة الله ورسوله واتباع الشرع، والهلاك في معصيتهما والتكذيب.
5- الحث على المسارعة إلى الطاعة: كما أن النجاة كانت للمسارعين المطيعين، فكذلك النجاة في الآخرة للمسارعين إلى فعل الخيرات واجتناب المحرمات.
6- تحذير شديد من التكذيب والتهاون: كما أن الهلاك كان مصير المكذبين المتهاونين، فكذلك هو مصير من كذب بحقائق الإيمان وتهاون بأوامر الله.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أحاديث الأمثال النبوية، التي ضربها النبي صلى الله عليه وسلم لتقريب المعاني العظيمة وتوضيحها للناس.
- المثل يصور الاستجابة الفورية للخطر، وكذا ينبغي أن تكون استجابة المؤمن لأمر الله ورسوله، دون تردد أو تأخر.
- فيه إثبات عذاب الآخرة وعاقبة الكفر والضلال، بشكل واضح ومؤثر.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويطيعون الله ورسوله، ويثبتنا على الحق حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الاعتصام (٧٢٨٣)، ومسلم في الفضائل (٢٢٨٣) كلاهما عن أبي كريب، حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 761 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أطاعني واتبع ما جئت به ومن عصاني وكذب بما جئت به

  • 📜 حديث: من أطاعني واتبع ما جئت به ومن عصاني وكذب بما جئت به

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أطاعني واتبع ما جئت به ومن عصاني وكذب بما جئت به

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أطاعني واتبع ما جئت به ومن عصاني وكذب بما جئت به

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أطاعني واتبع ما جئت به ومن عصاني وكذب بما جئت به

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب