حديث: من أطاعني واتبع ما جئت به ومن عصاني وكذب بما جئت به
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (٨٨) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (٨٩)﴾
متفق عليه: رواه البخاري في الاعتصام (٧٢٨٣)، ومسلم في الفضائل (٢٢٨٣) كلاهما عن أبي كريب، حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، وهو في الصحيحين، يضرب فيه النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً رائعاً يوضح حقيقة رسالته وموقف الناس منها.
أولاً. شرح المفردات:
● مثلي ومثل ما بعثني الله به: تشبيه لشخص النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته التي جاء بها.
● النذير العريان: النذير هو المُحذِّر، و"العريان" هنا كناية عن شدة صدقه وإخلاصه في التحذير، كأنه قد تجرد من كل شيء إلا من مهمة الإنذار، أو أنه جاءهم بسرعة دون استعداد كاشفاً عن حقيقة الخطر.
● النجاء: يعني أسرعوا للنجاة بأنفسكم، اهربوا.
● أدلجوا: يعني ساروا ليلاً، دَلَجَ الليل: سار فيه.
● على مهلهم: يعني على راحتهم وأمنهم، لأنهم نجوا باكراً.
● صبّحهم الجيش: جاءهم الجيش في وقت الصباح.
● اجتاحهم: استأصلهم وأهلكهم بالكلية.
ثانياً. شرح الحديث:
يشبّه النبي صلى الله عليه وسلم نفسه برجل صادق يرى خطراً محدقاً بقومه (الجيش المعادي)، فيأتي إليهم مسرعاً مُحذِّراً بكل إخلاص وصدق، ينذرهم بالخطر ويحثهم على الفرار فوراً لإنقاذ أنفسهم.
فينقسم الناس تجاه هذا التحذير الصادق إلى فريقين:
1- الفريق الأول: طائفة صدقته وأطاعته. هم الذين استجابوا للإنذار، فتحركوا فوراً وساروا ليلاً (أدلجوا) مبتعدين عن مكان الخطر. فسلكوا طريق النجاة بأمان وطمأنينة (على مهلهم) ونجوا من الهلاك.
2- الفريق الثاني: طائفة كذبته وعصته. هم الذين استهانوا بتحذيره، واتهموه بالكذب أو المبالغة، فتهاونوا ولم يتحركوا من أماكنهم. ففاجأهم الجيش في الصباح (صبّحهم) فأهلكهم جميعاً واستأصلهم.
ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم تطبيق هذا المثل الواقعي على رسالته، فيقول:
● "فذلك مثل من أطاعني، فاتبع ما جئت به": فالفريق الناجي هو مثل المؤمنين الذين يصدقون برسالة النبي صلى الله عليه وسلم، ويتبعون القرآن والسنة، فينجون من عذاب الله وسخطه في الدنيا والآخرة، ويدخلون الجنة.
● "ومثل من عصاني، وكذّب بما جئت به من الحق": والفريق الهالك هو مثل الكافرين والمنافقين الذين يكذبون بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الحق الواضح (القرآن والإيمان)، فيعصون الله ورسوله، ويصيبهم الهلاك والخزي في الدنيا، والعذاب الأليم في الآخرة.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- بيان حقيقة الرسالة: رسالة النبي صلى الله عليه وسلم هي في جوهرها إنذار وتحذير من عذاب الله لمن كفر به وعصاه، وبشرى للطائعين.
2- صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأمانته: فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، ولم يكتم شيئاً من أمر ربه.
3- اختبار الناس وامتحانهم: الموقف من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم هو الفيصل بين الناجي والهالك، بين السعيد والشقي.
4- العاقبة للتقوى: النجاة هي في طاعة الله ورسوله واتباع الشرع، والهلاك في معصيتهما والتكذيب.
5- الحث على المسارعة إلى الطاعة: كما أن النجاة كانت للمسارعين المطيعين، فكذلك النجاة في الآخرة للمسارعين إلى فعل الخيرات واجتناب المحرمات.
6- تحذير شديد من التكذيب والتهاون: كما أن الهلاك كان مصير المكذبين المتهاونين، فكذلك هو مصير من كذب بحقائق الإيمان وتهاون بأوامر الله.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من أحاديث الأمثال النبوية، التي ضربها النبي صلى الله عليه وسلم لتقريب المعاني العظيمة وتوضيحها للناس.
- المثل يصور الاستجابة الفورية للخطر، وكذا ينبغي أن تكون استجابة المؤمن لأمر الله ورسوله، دون تردد أو تأخر.
- فيه إثبات عذاب الآخرة وعاقبة الكفر والضلال، بشكل واضح ومؤثر.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويطيعون الله ورسوله، ويثبتنا على الحق حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 761 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 736 شجرة تشبه المسلم لا يتحات ورقها
- 737 يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي عَذَابِ القَبْرِ
- 738 ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا
- 739 عن علي في تفسير قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ...
- 740 اللهم أمتي أمتي وبكى النبي لأمته
- 741 يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي
- 742 تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده
- 743 أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات؟
- 744 على الصراط
- 745 النياحة على الميت والنائحة إذا لم تتب قبل موتها
- 746 «فأشفع فيحد لي حدا ثم أخرجهم من النار وأدخلهم الجنة»
- 747 يخرج الله أناسا من النار بعد ما يأخذ نقمته منهم
- 748 فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض
- 749 فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من...
- 750 امرأة حسنة تصلي خلف رسول الله ﷺ
- 751 خلق الملائكة من النور
- 752 من تأخذه النار إلى كعبيه
- 753 يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار
- 754 بيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب
- 755 إن الله خلق الرحمة مائة رحمة فأمسك عنده تسعا وتسعين
- 756 لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين
- 757 لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين
- 758 لا تستقوا من بئر ثمود واهريقوا ما استقوتم منها
- 759 استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم
- 760 الفاتحة هي أم القرآن والسبع المثاني والقرآن العظيم
- 761 من أطاعني واتبع ما جئت به ومن عصاني وكذب بما...
- 762 آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها
- 763 أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار
- 764 أخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي
- 765 إني ممسك بحجزكم وتغلبوني تقاحمون فيها تقاحم الفراش والجنادب
- 766 آمنوا ببعض وكفروا ببعض اليهود والنصارى
- 767 الذين جعلوا القرآن عضين هم أهل الكتاب
- 768 كفى الله المستهزئين بالرسول وأراهم عقوباتهم
- 769 سكن عثمان بن مظعون عند الانصار بعد القرعة
- 770 من دعا إلى هدى فله أجر من اتبعه
- 771 اسقه عسلا
- 772 اللهم إني أعوذ بك من البخل والكسل وأرذل العمر
- 773 أتاني رسول الله آنفا وأنت جالس
- 774 من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر
- 775 إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان
- 776 قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه
- 777 طوبى لمن هدي للإسلام وعاش قانعا بالكفاف
- 778 الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا
- 779 أصحابنا هؤلاء مسلمون أخرجوهم مكرهين فاستغفروا لهم
- 780 هذا يومهم الذي فرض عليهم، فاختلفوا فيه، فهدانا الله، فالناس...
- 781 أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا
- 782 عنوان الحديث: نصبر ولا نعاقب
- 783 كان النبي لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر
- 784 من العتاق الأول: بنو إسرائيل والكهف ومريم
- 785 فَرَجَ سقف بيتي ونزل جبريل ففرج صدري
معلومات عن حديث: من أطاعني واتبع ما جئت به ومن عصاني وكذب بما جئت به
📜 حديث: من أطاعني واتبع ما جئت به ومن عصاني وكذب بما جئت به
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أطاعني واتبع ما جئت به ومن عصاني وكذب بما جئت به
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أطاعني واتبع ما جئت به ومن عصاني وكذب بما جئت به
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أطاعني واتبع ما جئت به ومن عصاني وكذب بما جئت به
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








