حديث: من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (٩١)﴾

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ: «أربع خلال من كن فيه كان منافقا خالصا: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها».

متفق عليه: رواه البخاري في الجزية والموادعة (٣١٧٨)، ومسلم في الإيمان (٥٨) كلاهما من طريق الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: فذكره.

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ: «أربع خلال من كن فيه كان منافقا خالصا: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا: مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا».
هذا حديث عظيم، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.


1. شرح المفردات:


● خِلال: صفات وأخلاق.
● مُنَافِقًا خَالِصًا: أي صاحب نفاق اعتقادي كامل، وهو الذي يبطن الكفر ويظهر الإسلام.
● حَدَّثَ: تكلم وأخبر عن شيء.
● أَخْلَفَ: لم يفِ بوعده، بل خالف ما التزم به.
● عَاهَدَ: أبرم عهدًا أو ميثاقًا مع الله أو مع الناس.
● غَدَرَ: نقض العهد وخان.
● خَاصَمَ: تحاجَّ وجادل في خصومة أو نزاع.
● فَجَرَ: أي انحرف عن الحق وتجاوز حدّه، بالكذب والظلم والعدوان.
● خَصْلَة: صفة وسجية.
● حَتَّى يَدَعَهَا: حتى يترك هذه الخصلة الذميمة ويتوب منها.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث أربع صفات ذميمة هي من أبرز علامات النفاق العملي، الذي قد يكون وسيلة إلى النفاق الاعتقادي، وهو أعظم الذنوب بعد الكفر.
● "مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ": أي أن يكون الكذب ديدنه وعادته في حديثه مع الناس، فيختلق الأخبار، أو يزّور الحقائق، أو ينقل ما لم يحدث. والكذب من أبشع الصفات وهو محرم إلا في موارد استثنائية ضيقة كالإصلاح بين الناس.
● "وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ": وهو أن يعِد الناس بالخير أو بفعل شيء ثم لا يفي بوعده من غير عذر شرعي. إخلاف الوعد من علامات ضعف الإيمان ونقص المروءة، وهو خلق ذميم يورث عدم الثقة بين الناس.
● "وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ": العهد يشمل عهود الله تعالى (كالتزام أوامره واجتناب نواهيه) والعهود مع الناس (كالاتفاقيات والمواثيق والعقود). والغدر هو نقض هذا العهد والخيانة فيه، وهو من صفات المنافقين.
● "وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ": أي إذا دخل في خصومة أو جدال، ترك طريق الحق والإنصاف، وتجاوز الحد بالكذب والسب والشتم والافتراء والظلم، فقط لينتصر لنفسه ولو كان على باطل.
ثم بين النبي ﷺ أن من اتصف بصفة واحدة من هذه الصفات الأربع، فإن فيه نَفَقاً (أي خصلة) من النفاق العملي، وتلك خصلة سيئة تلصق به وتشين دينه وأخلاقه حتى يتوب إلى الله ويتركها وينزع عنها.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطورة هذه الصفات: الحديث يربط بين هذه الأخلاق الذميمة وبين صفة النفاق، مما يدل على عظم خطرها وسوء عاقبتها، فهي من أعمال المنافقين.
2- النفاق العملي والاعتقادي: النفاق نوعان:
● نفاق اعتقادي (أكبر): وهو إبطان الكفر وإظهار الإسلام، وهو الذي يخلد صاحبه في النار.
● نفاق عملي (أصغر): وهو فعل بعض أعمال المنافقين مع بقاء الإيمان في القلب. وجود صفة واحدة من الصفات الأربع يعني وجود نفاق عملي، وهو ذنب عظيم يجب التوبة منه.
3- ضرورة محاسبة النفس: على المسلم أن يحاسب نفسه ويتفحص أخلاقه، فإن وجد فيها شيئًا من هذه الخلال، بادر إلى التوبة والإنابة قبل أن تترسخ في نفسه فتهوي به.
4- بناء المجتمع على الصدق والأمانة: المجتمع المسلم قائم على الثقة والصدق والوفاء. هذه الصفات الأربع تهدم كيان المجتمع وتفكك عراه.
5- التدرج في التخلق: الحديث يشير إلى أن ترك هذه الخصال يكون تدريجيًّا ("حتى يدعها")، مما يدل على أن تغيير النفس يحتاج إلى مجاهدة وصبر ومصابرة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- ينبغي التفريق بين من يتصف بهذه الصفات كعادة له، وبين من يقع فيها أحيانًا ثم يتوب. فالمذموم هو التمادي والإصرار.
- هناك حديث آخر يوضح علامات المنافق، وهو قوله ﷺ: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ». فجمع بين الخيانة وإخلاف الوعد والكذب.
- العلاج يكون بالاستعانة بالله والدعاء، ومصاحبة الصالحين، وتذكر عواقب
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجزية والموادعة (٣١٧٨)، ومسلم في الإيمان (٥٨) كلاهما من طريق الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 774 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر

  • 📜 حديث: من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب