حديث: شجرة تشبه المسلم لا يتحات ورقها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٥)﴾

عن ابن عمر، قال: كنا عند رسول الله ﷺ، فقال: «أخبروني بشجرة تشبه - أو كالرجل المسلم - لا يتحات ورقها، ولا، ولا، ولا، تؤتي أكلها كل حين». قال ابن عمر: فوقع في نفسي أنها النخلة، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان، فكرهت أن
أتكلم، فلما لم يقولوا شيئا. قال رسول الله ﷺ: «هي النخلة». فلما قمنا قلت لعمر: يا أبتاه! والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة، فقال: ما منعك أن تكلم. قال: لم أركم تكلمون، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا. قال عمر: لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٦٩٨)، ومسلم في صفة القيامة (٦٤: ٢٨١١) كلاهما من طريق أبي أسامة، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: فذكره.

عن ابن عمر، قال: كنا عند رسول الله ﷺ، فقال: «أخبروني بشجرة تشبه - أو كالرجل المسلم - لا يتحات ورقها، ولا، ولا، ولا، تؤتي أكلها كل حين». قال ابن عمر: فوقع في نفسي أنها النخلة، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان، فكرهت أن
أتكلم، فلما لم يقولوا شيئا. قال رسول الله ﷺ: «هي النخلة». فلما قمنا قلت لعمر: يا أبتاه! والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة، فقال: ما منعك أن تكلم. قال: لم أركم تكلمون، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا. قال عمر: لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا.

شرح الحديث:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه دروس وعبر جليلة. سأقوم بشرحه وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● «تَحَات»: تسقط. فقوله «لا يتحات ورقها» يعني لا يسقط ورقها باستمرار، بل هو دائم الخضرة.
● «تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ»: تعطي ثمرها في كل وقت، أو على مدار السنة، وهو من خصائص النخلة التي قد تثمر في أوقات متفرقة.
● «وَقَعَ فِي نَفْسِي»: خطر ببالي، واتضح لي.
● «مَا مَنَعَكَ»: ما الذي منعك أو حال بينك وبين الكلام.
● «لأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا»: لَو أنك قلتها.

2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنهم كانوا في مجلس النبي ﷺ، فسألهم سؤالاً يعمل العقل ويحرك الفكر، عن شجرة تشبه المؤمن في صفاته، فهي:
- لا يسقط ورقها باستمرار (أي دائمة الخضرة والبهاء، كالمسلم الذي لا ينقطع عمله الصالح).
- تؤتي ثمرها كل حين (أي تعطي نفعها باستمرار، كالمسلم الذي لا ينقطع نفعه وخيره للناس).
وقد فهم ابن عمر رضي الله عنهما من سياق الصفات أنها النخلة، لكنه تأدب مع كبار الصحابة وأمهات المؤمنين، فلم يتكلم حين رأى أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ساكتين، فلما لم يجب أحد، بين النبي ﷺ أنها النخلة.
وبعد انقضاء المجلس، أخبر ابن عمر أباه عمر بما كان في نفسه، فعاتبه عمر على عدم الجواب، معبرًا عن أن قول الحق والجواب الصحيح أحب إليه من أشياء عظيمة (كذا وكذا) وهي كناية عن أمور عظيمة يحبها.

3. الدروس المستفادة منه:


● تشبيه المؤمن بالنخلة: فالمؤمن كالنخلة في عطائها المستمر، وثباتها، ونفعها المتجدد، وظلها الوارف، وجذورها الثابتة في الأرض.
● أدب المتعلم مع العلماء وكبار الصحابة: فقد امتنع ابن عمر عن الكلب تأدبًا مع وجود من هو أعلم منه وأكبر.
● الحث على التفكير والإجابة في المجالس العلمية: إذا عرف الإنسان الجواب فلا يسكت، بل يجيب لينتفع الجميع.
● حرص عمر رضي الله عليه على قول الحق: ولو كان من الصغير، فهو يحث ابنه على المشاركة بالعلم.
● النخلة شجرة مباركة: وقد وردت في القرآن وفي السنة بأوصاف عظيمة، وهي من أفضل الأشجار.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تحث على التشبيه بالطبيعة لاستخراج الدروس.
- النخلة تصلح كتمثيل للمؤمن في صبره وعطائه وارتفاع همته.
- في روايات أخرى: أن النبي ﷺ قال: «أخبروني بشجرة مثلها مثل المؤمن» مما يؤكد المعنى.
فالحديث يحثنا على أن نكون كالنخلة، نعطي بلا انقطاع، ونثبت في وجه الشدائد، ونكون دائمًا مصدر خير ونفع لمن حولنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٦٩٨)، ومسلم في صفة القيامة (٦٤: ٢٨١١) كلاهما من طريق أبي أسامة، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: فذكره. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.
قوله: ﴿أَصْلُهَا ثَابِتٌ﴾ أي أصل الشجرة ثابت في الأرض. ﴿وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾ أي أغصانها منتشرة في السماء أي في العلو، فكذلك أصل الإيمان راسخ في قلب المؤمن وهو قوله: لا إله إلا الله، وأعماله الصالحة تصعد إلى السماء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 736 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شجرة تشبه المسلم لا يتحات ورقها

  • 📜 حديث: شجرة تشبه المسلم لا يتحات ورقها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: شجرة تشبه المسلم لا يتحات ورقها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: شجرة تشبه المسلم لا يتحات ورقها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: شجرة تشبه المسلم لا يتحات ورقها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب