حديث: أخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (٨٨) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (٨٩)﴾

عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: «مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا، فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها، وهو يذبهن عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تفلتون من يدي».

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٢٨٥) عن محمد بن حاتم، حدثنا ابن مهدي، حدثنا سليم، عن سعيد بن ميناء، عن جابر، قال: فذكره.

عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: «مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا، فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها، وهو يذبهن عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تفلتون من يدي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ الذي يصور لنا مدى شفقته ورحمته بأمته، وحرصه على هدايتهم وإنقاذهم من عذاب النار.
الحديث: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَوْقَدَ نَارًا، فَجَعَلَ الْجَنَادِبُ وَالْفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهَا، وَهُوَ يَذُبُّهُنَّ عَنْهَا، وَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وَأَنْتُمْ تَفْلِتُونَ مِنْ يَدِي».
رواه الإمام مسلم في صحيحه.


1. شرح المفردات:


* أوقد نارًا: أشعل نارًا للحاجة إليها، للإنارة أو التدفئة.
* الجنادب والفراش: (الجنادب): جمع جندب، وهو نوع من الحشرات الطائرة. (الفراش): جمع فراشة، وهي المعروفة. وكلا النوعين يجذبها الضوء والنار فتسقط فيها وتهلك.
* يَذُبُّهُنَّ عَنْهَا: يدفعها ويصرفها عنها حتى لا تقع فيها وتحترق. (الذَّبُّ) يعني الحماية والدفع.
* بِحُجَزِكُمْ: (الحُجْزَة) جمعها (حُجَز)، وهي معقد الإزار أو المنطقة، أي آخذ بأوساطكم وأحزمتكم بقوة لأمنعكم من السقوط.
* تَفْلِتُونَ: تَهْرُبون وتنفلتون وتخرجون من قبضتي.


2. شرح الحديث:


يشبّه النبي ﷺ نفسه بأعظم تشبيه يصور مدى حرصه على أمته. فيقول:
* «مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ»: تشبيه تمثيلي، يوضح العلاقة بين دوره كرسول وبين استجابة الناس له.
* «كَمَثَلِ رَجُلٍ أَوْقَدَ نَارًا»: هذا الرجل هو النبي ﷺ نفسه، والنار التي أوقدها هي دين الإسلام الذي جاء به، وهو نور وهدى وحرارة بالإيمان، لكنه أيضًا يكون نارًا وعذابًا لمن أعرض عنه وكفر به.
* «فَجَعَلَ الْجَنَادِبُ وَالْفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهَا»: الجنادب والفراش هنا ترمز إلى بعض الناس الذين يندفعون بجهلهم أو شهواتهم أو غفلتهم نحو المعاصي والكبائر والكفر، وهي الأفعال التي تقودهم إلى نار جهنم، كما تندفع تلك الحشرات نحو النار الحقيقية بغريزة عمياء لا تدري أنها تهلك نفسها.
* «وَهُوَ يَذُبُّهُنَّ عَنْهَا»: هذا هو موقف النبي ﷺ، فهو لا يريد لهذه الأمة أن تهلك، بل يبذل كل جهده في تحذيرها، ويرشدها إلى طريق النجاة، ويبين لها الحلال والحرام، ويدعوها إلى الخير، وينهاها عن الشر. كل هذا من باب الذَّبِّ عنها ومنعها من الهلاك.
* «وَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ»: هذه صورة أخرى لأقصى درجات الحرص والإنقاذ. فليس مجرد تحذير عن بُعد، بل هو إمساك قوي بأوساطهم (كمن يمسك بشخص ليمنعه من السقوط في هاوية) ليجذبهم بعيدًا عن طريق الهلاك والنار.
* «وَأَنْتُمْ تَفْلِتُونَ مِنْ يَدِي»: هنا مكمن الأسف والحسرة. فبالرغم من كل هذا الجهد النبوي في الهداية والإنقاذ، إلا أن بعض الناس يُصرُّون على معصية الله ومخالفة أوامره، فينفلتون من هذا التوجيه النبوي الرحيم، ويرتكبون ما يغضب الله ويقودهم إلى النار، مختارين ذلك بأنفسهم.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عظم رحمة النبي ﷺ وشفقته على أمته: فقد بلغ الغاية في نصحهم وتحذيرهم، ولم يدخر وسعًا في هدايتهم، وكأنه يحميهم من أنفسهم.
2- بيان السبب الحقيقي للهلاك: الهلاك ليس بسبب تقصير من النبي ﷺ في البلاغ، بل بسبب إصرار العبد نفسه ومعصيته وانهماكه في الشهوات المحرمة التي تهوي به في النار.
3- تحذير شديد من الانسياق وراء الشهوات والغفلة: فمن يتبع هواه بغير هدى من الله، فهو كتلك الحشرة التي تهوي إلى نارها.
4- حرية الاختيار للإنسان: فالإنسان مخير، والنبي ﷺ يهدي وينقذ، لكنه لا يجبر أحدًا على الإيمان. فمن يفلت من يد الهداية يتحمل وحده عاقبة اختياره.
5- حث الأمة على التمسك بتعاليم النبي ﷺ: لأن التفلت منها هو سبب الهلاك. فطاعته ﷺ هي سبب النجاة.
6- بيان دور الدعاة وورثة الأنبياء: الذي يجب أن يكون قائمًا على الشفقة والنصح والحرص على هداية الناس، والذَّبِّ عنهم وسائل الضلال، تمامًا كموقف النبي ﷺ في هذا الحديث.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث من الأحاديث التي تخوِّف من النار وتحذر من أسباب دخولها، مما يبعث في
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفضائل (٢٢٨٥) عن محمد بن حاتم، حدثنا ابن مهدي، حدثنا سليم، عن سعيد بن ميناء، عن جابر، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 764 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي

  • 📜 حديث: أخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب