حديث: كفى الله المستهزئين بالرسول وأراهم عقوباتهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥)﴾

عن عبد الله بن عباس في قوله: ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ قال: ﴿الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾: الوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب أبو زمعة من بني أسد بن عبد العزى، والحارث بن غيطل السهمي، والعاص بن وائل السهمي، فأتاه جبريل عليه السلام، فشكاهم إليه رسول الله ﷺ، فأراه أبا عمرو الوليد بن المغيرة، فأومأ جبريل إلى أكحله، فقال: «ما صنعت شيئا». فقال: كفيتكه. ثم أراه الحارث
ابن غيطل السهمي، فأوما إلى بطنه، فقال: «ما صنعت شيئا». فقال: كفيتكه. ثم أراه العاص بن وائل السهمي، فأوما إلى أخمصه، فقال: «ما صنعت شيئا». فقال: كفيتكه.
فأما الوليد بن المغيرة فمر برجل من خزاعة، وهو يريش نبلا له، فأصاب أكحله، فقطعها.
وأما الأسود بن المطلب، فعمي فمنهم من يقول عمي كذا، ومنهم من يقول: نزل تحت شجرة، فجعل يقول: يا بُنَيّ، ألا تدفعون عني، قد هلكت أطعن بشوك في عيني، فجعلوا يقولون: ما نرى شيئا، فلم يزل كذلك حتى عميت عيناه. وأما الأسود بن عبد يغوث؛ فخرج في رأسه قروح، فمات منها. وأما الحارث بن غيطل، فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه، فمات منها. وأما العاص بن وائل، فبينما هو كذلك يوما حتى دخل في رجله شبرقة حتى امتلأت منها، فمات».

حسن: رواه الطبراني في الأوسط (٥/ ٥١٥ - ٥١٧)، والبيهقي في الدلائل (٢/ ٣١٦ - ٣١٨)، والمقدسي في المختارة (١٠/ ٩٦ - ٩٨) كلهم من حديث سفيان بن حسين، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن عبد الله بن عباس في قوله: ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ قال: ﴿الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾: الوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب أبو زمعة من بني أسد بن عبد العزى، والحارث بن غيطل السهمي، والعاص بن وائل السهمي، فأتاه جبريل ﵇، فشكاهم إليه رسول الله ﷺ، فأراه أبا عمرو الوليد بن المغيرة، فأومأ جبريل إلى أكحله، فقال: «ما صنعت شيئا». فقال: كفيتكه. ثم أراه الحارث
ابن غيطل السهمي، فأوما إلى بطنه، فقال: «ما صنعت شيئا». فقال: كفيتكه. ثم أراه العاص بن وائل السهمي، فأوما إلى أخمصه، فقال: «ما صنعت شيئا». فقال: كفيتكه.
فأما الوليد بن المغيرة فمر برجل من خزاعة، وهو يريش نبلا له، فأصاب أكحله، فقطعها.
وأما الأسود بن المطلب، فعمي فمنهم من يقول عمي كذا، ومنهم من يقول: نزل تحت شجرة، فجعل يقول: يا بُنَيّ، ألا تدفعون عني، قد هلكت أطعن بشوك في عيني، فجعلوا يقولون: ما نرى شيئا، فلم يزل كذلك حتى عميت عيناه. وأما الأسود بن عبد يغوث؛ فخرج في رأسه قروح، فمات منها. وأما الحارث بن غيطل، فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه، فمات منها. وأما العاص بن وائل، فبينما هو كذلك يوما حتى دخل في رجله شبرقة حتى امتلأت منها، فمات».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الوارد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ [الحجر: 95]، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

1. شرح المفردات:


● كفيناك: حمايناك ودفعنا عنك.
● المستهزئين: الساخرين بالدين والرسول.
● أكحله: عرق في الذراع (مكان النبض).
● أخمصه: باطن القدم أو ما لا يلتصق بالأرض منها.
● يريش نبلاً: يضع الريش على السهام ليستقيم طيرانها.
● قروح: جروح متقرحة.
● الماء الأصفر: مرض الاستسقاء أو مرض في البطن.
● خرؤه: غائطه.
● شبرقة: شوكة أو داء يصيب الرجل.

2. شرح الحديث:


يذكر ابن عباس رضي الله عنهما أن المستهزئين الذين كفى الله تعالى نبيهم شرهم هم ستة من أشراف قريش، وكانوا يسخرون من رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤذونه. فشكا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم إلى جبريل عليه السلام، فأراه جبريل صور عقوباتهم في الدنيا قبل الآخرة:
● الوليد بن المغيرة: أومأ جبريل إلى أكحله (ذراعه) indicating أن عقوبته ستكون في ذراعه. وقد تحقق ذلك حينما أصابه سهم قطع أكحله فمات.
● الحارث بن غيطل السهمي: أومأ إلى بطنه، فأصابه استسقاء البطن (الماء الأصفر) حتى خرج الغائط من فمه ومات.
● العاص بن وائل السهمي: أومأ إلى أخمص قدمه، فأصابته شبرقة (شوكة أو داء) في رجله فقتلته.
● الأسود بن المطلب: عمي وأصيب بآلام في عينيه حتى فقد بصره.
● الأسود بن عبد يغوث: أصابته قروح في رأسه فتقرح ومات.
فكانت نهاياتهم جميعًا بشعة ومذلة في الدنيا قبل عذاب الآخرة، تحقيقًا لوعد الله تعالى لنبيه بالكفاية والحماية.

3. الدروس المستفادة:


● عناية الله تعالى بنبيه صلى الله عليه وسلم: حيث كفاه أذى المستهزئين وحماه من شرهم.
● انتصار الحق على الباطل: وأن الله يمهل ولا يهمل، وأن عقوبة المستهزئين بالدين لا بد أن تحل بهم في الدنيا والآخرة.
● الصبر على الأذى: ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم للصبر واللجوء إلى الله في الشدائد، كما في شكواه لجبريل.
● أن الله يعاقب المعاندين في الدنيا قبل الآخرة: كما حدث لهؤلاء، فكل منهم مات موتة شنيعة تناسب استهزاءه.
● العبرة في مصير المعاندين: ليتعظ المسلمون ويقووا إيمانهم، وليعلم الكفار والمستهزئون أن مصيرهم الهلاك.

4. معلومات إضافية:


- الحديث رواه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم وغيرهم في تفاسيرهم، وهو من روايات التفسير بالمأثور.
- هذه الوقائع كانت في مكة قبل الهجرة، مما يدل على أن الله قد نصر نبيه حتى في أحلك الظروف.
- ينبغي للمسلم أن يتعظ بمصير هؤلاء، ويحذر من السخرية بالدين أو أهله، فإن عاقبة ذلك وخيمة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الأوسط (٥/ ٥١٥ - ٥١٧)، والبيهقي في الدلائل (٢/ ٣١٦ - ٣١٨)، والمقدسي في المختارة (١٠/ ٩٦ - ٩٨) كلهم من حديث سفيان بن حسين، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سفيان بن حسين؛ فإنه يُحَسّن في غير الزهري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 768 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كفى الله المستهزئين بالرسول وأراهم عقوباتهم

  • 📜 حديث: كفى الله المستهزئين بالرسول وأراهم عقوباتهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كفى الله المستهزئين بالرسول وأراهم عقوباتهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كفى الله المستهزئين بالرسول وأراهم عقوباتهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كفى الله المستهزئين بالرسول وأراهم عقوباتهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب