حديث: استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧)﴾

عن أبي سعيد المعلى قال: مر بي النبي ﷺ، وأنا أصلي، فدعاني، فلم آته حتى صليت، ثم أتيت، فقال: «ما منعك أن تأتي؟». فقلت: كنت أصل. فقال: «ألم يقل الله ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ
بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤)﴾ «[الأنفال: ٢٤]. ثم قال: «ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد». فذهب النبي ﷺ ليخرج من المسجد، فذكرته، فقال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».

صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٧٠٣) عن محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى، قال: فذكره.

عن أبي سعيد المعلى قال: مر بي النبي ﷺ، وأنا أصلي، فدعاني، فلم آته حتى صليت، ثم أتيت، فقال: «ما منعك أن تأتي؟». فقلت: كنت أصل. فقال: «ألم يقل الله ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ
بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤)﴾ «[الأنفال: ٢٤]. ثم قال: «ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد». فذهب النبي ﷺ ليخرج من المسجد، فذكرته، فقال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)﴾ هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه أبو سعيد المعلى رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:


● مر بي النبي ﷺ: أي مرَّ رسول الله ﷺ بقربي.
● فدعاني: ناداني وطلب مني الإتيان إليه.
● فلم آته حتى صليت: لم أذهب إليه مباشرة، بل انتظرت حتى أكملت صلاتي.
● ما منعك أن تأتي؟: ما الذي حال بينك وبين المجيء إليَّ؟
● اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ: أجيبوا داعي الله والرسول وانقادوا لأمرهما.
● لِمَا يُحْيِيكُمْ: لما يحيي قلوبكم بالإيمان والحكمة.
● يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ: أي أن الله تعالى يمنع بين العبد وبين ما يريده قلبه إذا شاء.
● السبع المثاني: هي سورة الفاتحة، وسُميت بذلك لأنها تُثنى أي تُكرر في كل ركعة.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو سعيد المعلى رضي الله عنه أن النبي ﷺ مر به وهو يصلي، فناداه النبي ﷺ، فلم يذهب إليه مباشرة بل انتظر حتى أتم صلاته، فلما انتهى منها ذهب إلى النبي ﷺ، فسأله النبي: "ما منعك أن تأتي؟" فأجابه: "كنت أصلّي"، فأنبه النبي ﷺ إلى خطئه في تأخير الاستجابة لدعوته، واستشهد بالآية الكريمة من سورة الأنفال التي تأمر المؤمنين بالاستجابة لله والرسول عندما يدعوهم إلى ما يحييهم من الخير والهدى.
ثم أراد النبي ﷺ أن يعوضه عن هذا الموقف بتعليمه أعظم سورة في القرآن، وهي سورة الفاتحة، والتي سماها النبي ﷺ بالسبع المثاني والقرآن العظيم.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- وجوب الاستجابة لدعوة النبي ﷺ: فإن تأخير الاستجابة لندائه ﷺ بدون عذر شرعي أمرٌ غير جائز، لأن طاعته من طاعة الله تعالى.
2- فضل سورة الفاتحة: فهي أعظم سورة في القرآن كما صحَّ في هذا الحديث وغيره من الأحاديث.
3- التنبيه على خطأ الصحابي بلطف: حيث لم يعنف النبي ﷺ الصحابي، بل نبهه بالآية الكريمة ثم عوضه بفضل عظيم.
4- أن الصلاة لا تُقطع لنداء البشر: لكن نداء النبي ﷺ له خصوصية لأنه معصوم ولا يدعو إلا إلى خير.
5- عظمة القرآن الكريم: وأن سورة الفاتحة تجمع معاني القرآن العظيم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- سورة الفاتحة تسمى أيضاً: "أم القرآن"، "الشافية"، "الوافية".
- في هذا الحديث بيان لأهمية المسارعة في طاعة الله ورسوله، وعدم التلكؤ فيها.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٧٠٣) عن محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 759 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم

  • 📜 حديث: استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب