حديث: لا تستقوا من بئر ثمود واهريقوا ما استقوتم منها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (٨٠) وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (٨١) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ (٨٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (٨٣) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٨٤)﴾

عن عبد الله بن عمر: أن الناس نزلوا مع رسول الله ﷺ أرض ثمود، الحجر، واستقوا من بئرها، واعتجنوا به، فأمرهم رسول الله ﷺ أن يهريقوا ما استقوا من بئرها، وأن يعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كان تردها الناقة.

متفق عليه: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٧٩)، ومسلم في الزهد والرقائق (٢٩٨١) كلاهما من طريق أنس بن عياض، عن عبيد الله، عن نافع، أن عبد الله بن عمر، أخبره: فذكره.

عن عبد الله بن عمر: أن الناس نزلوا مع رسول الله ﷺ أرض ثمود، الحجر، واستقوا من بئرها، واعتجنوا به، فأمرهم رسول الله ﷺ أن يهريقوا ما استقوا من بئرها، وأن يعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كان تردها الناقة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

الحديث:


عن عبد الله بن عمر: أن الناس نزلوا مع رسول الله ﷺ أرض ثمود، الحجر، واستقوا من بئرها، واعتجنوا به، فأمرهم رسول الله ﷺ أن يهريقوا ما استقوا من بئرها، وأن يعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كان تردها الناقة.

1. شرح المفردات:


● أرض ثمود: هي المنطقة التي سكنها قوم ثمود الذين أرسل الله إليهم النبي صالحًا عليه السلام.
● الحجر: اسم للمنطقة التي كانت تسكنها ثمود، وتقع بين المدينة المنورة وتبوك.
● استقوا: استخدموا الدلو أو الوسيلة لسحب الماء من البئر.
● اعتجنوا: عجنوا الدقيق بالماء لصنع الخبز أو الطعام.
● يهريقوا: يصبوا الماء ويُتلفوه.
● يعلفوا الإبل العجين: يطعموا الإبل العجين المصنوع من ذلك الماء.
● الناقة: ناقة النبي صالح عليه السلام، التي كانت معجزة من الله لقوم ثمود.

2. شرح الحديث:


في هذا الحديث، يروي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن الصحابة رضوان الله عليهم نزلوا مع النبي ﷺ في أرض قوم ثمود (الحجر) أثناء غزوة تبوك. وهناك، استقى بعض الصحابة الماء من بئر كانت تستخدمها ثمود، واستخدموه في الشرب والطبخ والعجن. فلما علم النبي ﷺ بذلك، أمرهم بأمرين:
- أولاً: أن يهريقوا الماء الذي استقوه من البئر، ويطعمُوا الإبلَ العجينَ المصنوع منه بدلاً من أكله.
- ثانياً: أن يستقوا الماء من البئر الأخرى التي كانت تردها ناقة صالح عليه السلام، وهي البئر التي باركها الله ولم تلوث بذنوب القوم.

3. الدروس المستفادة منه:


● تحذير من التلوث المعنوي: الأرض والبئر كانتا مرتبطتين بقومٍ كفارٍ عُصاةٍ، قد لعنهم الله بسبب كفرهم وقتلهم للناقة، فالماء قد يكون متأثراً بطبيعة المكان المُلعون، فحذر النبي ﷺ من استخدامه مباشرةً للشرب أو الأكل.
● البركة في الطيبات: البئر التي كانت تردها ناقة صالح عليه السلام هي بئر مباركة، لأن الناقة كانت معجزة من الله، فالأفضل للمسلم أن يطلب البركة في طعامه وشرابه.
● الطاعة المطلقة للنبي ﷺ: الصحابة رضوان الله عليهم امتثلوا لأمر النبي ﷺ فوراً دون تردد، وهذا درس في وجوب طاعة النبي في كل ما يأمر به.
● التنزه عن أماكن الظالمين: يستفاد من الحديث أن المسلم يتجنب الأماكن التي حلّ بها غضب الله، أو كانت مسرحاً للكفر والظلم.
● الرفق بالحيوان: أمر النبي ﷺ بإطعام العجين للإبل، مما يدل على أن الحيوان لا يتأثر بالآثار المعنوية كما يتأثر الإنسان، وفيه أيضاً رفق بالحيوان وإطعامه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- قوم ثمود هم من الأمم البائدة، وقد أهلكهم الله بسبب كفرهم وقتلهم لناقة صالح عليه السلام، وجعلتهم عبرةً للأمم اللاحقة.
- الغزوة التي حدث فيها هذا الواقعة هي غزوة تبوك، والتي كانت في السنة التاسعة للهجرة.
- هذا الحديث يدل على علم النبي ﷺ بالغيب الذي أطلعه الله عليه، حيث عرف تفاصيل أرض ثمود والتي لم يكن يعرفها الصحابة من قبل.
- يستفاد من الحديث أهمية السؤال عن طعامنا وشرابنا ومصدره، والتأكد من حله وطيب مصدره.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفهم في الدين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٧٩)، ومسلم في الزهد والرقائق (٢٩٨١) كلاهما من طريق أنس بن عياض، عن عبيد الله، عن نافع، أن عبد الله بن عمر، أخبره: فذكره.
واللفظ للبخاري، ولم يذكر مسلم لفظه بهذا الإسناد. وإنما أحال على لفظ إسناد قبله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 758 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تستقوا من بئر ثمود واهريقوا ما استقوتم منها

  • 📜 حديث: لا تستقوا من بئر ثمود واهريقوا ما استقوتم منها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تستقوا من بئر ثمود واهريقوا ما استقوتم منها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تستقوا من بئر ثمود واهريقوا ما استقوتم منها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تستقوا من بئر ثمود واهريقوا ما استقوتم منها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب