حديث: طوبى لمن هدي للإسلام وعاش قانعا بالكفاف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٧)﴾

عن فضالة بن عبيد، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «طوبى لمن هدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافا وقنع».

حسن: رواه الترمذي (٢٣٤٩)، وأحمد (٢٣٩٤٤)، وصححه ابن حبان (٧٠٥)، والحاكم (١/ ٣٤ - ٣٥) كلهم من حديث أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، أخبرنا حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ الخولاني، أن أبا علي عمرو بن مالك الجَنْبِيّ، أخبره عن فضالة بن عبيد، فذكره.

عن فضالة بن عبيد، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «طوبى لمن هدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافا وقنع».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع العظيم:

الحديث:


عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا وَقَنِعَ».

1. شرح المفردات:


* طُوبَى: كلمة تدل على الفرح والسرور والحسنى، وهي تعني السعادة العظيمة والخير الكثير والمنزلة الطيبة في الدنيا والآخرة. وقيل: هي شجرة في الجنة.
* هُدِيَ إِلَى الْإِسْلَامِ: أي وفقه الله تعالى لقبول الإسلام والدخول فيه، وثبته عليه حتى الممات.
* عَيْشُهُ كَفَافًا: "الكفاف" هو ما يكفي الإنسان ويقوم بأوده، لا يزيد فيشغله عن الطاعة، ولا ينقص فيضعفه عن العبادة. فهو القوت الذي يسد الحاجة دون فضول أو إسراف.
* وَقَنِعَ: أي رضي بما قسمه الله له وقبله بصدر رحب، ولم تطمح نفسه إلى المزيد من الدنيا وزينتها، فلم يسعَ لها سعياً يشتت قلبه أو يشغله عن الله.

2. شرح الحديث:


يُبشر النبي ﷺ في هذا الحديث ببشرى عظيمة لفئة سعيدة محظوظة، جمعت بين نعمتين عظيمتين: نعمة الدين، ونعمة القناعة.
* النعمة الأولى: الهداية إلى الإسلام: هذه هي أعظم نعمة على الإطلاق، فهي الأساس الذي تُبنى عليه كل السعادة في الدنيا والآخرة. فمن هداه الله للإسلام فقد منَّ عليه بأعظم هبة، وهي الإيمان والانتماء إلى دين الحق. وهذه الهداية تشمل هداية الدخول في الإسلام وهداية الثبات عليه حتى الموت.
* النعمة الثانية: القناعة بالكفاف: هنا يربط النبي ﷺ بين سعادة القلب وسعادة العيش. فليس الغنى بكثرة المال، ولكن غنى النفس. فالإنسان الذي يرزقه الله قوت يومه، ويكون قلبه قانعاً راضياً، هو الإنسان الغني حقاً، كما قال ﷺ: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ» (رواه مسلم). فالكفاف يُريح البدن من عناء السعي المحموم، والقناعة تُريح القلب من هم الحسد والطمع والحسد.
فالجمع بين هاتين الصفتين (الهداية للإسلام + القناعة بالكفاف) هو عنوان السعادة الحقيقية والطمأنينة، لأنه يجمع بين صلاح الظاهر (بالإسلام) وصلاح الباطن (بالقناعة).

3. الدروس المستفادة منه:


1- عظم نعمة الإسلام: يجب على المسلم أن يشكر الله تعالى دائماً على نعمة الهداية للإيمان، فهي الأساس الذي لا قيمة لأي نعمة دنيوية بدونه.
2- فضل القناعة: الحديث يحث على التخلق بخلق القناعة والرضا بقسمة الله، فهي كنز لا يفنى وسبب للراحة النفسية والبعد عن الهموم.
3- ذم التكالب على الدنيا: ليس المطلود من المسلم أن يجمع الأموال الطائلة، بل المطلوب أن يكون عيشه سديداً يكفيه ويقيمه، ليتفرغ لما هو أهم من طاعة الله وعبادته.
4- السعادة الحقيقية: السعادة ليست في كثرة الممتلكات، بل في سلامة القلب، وقوة الإيمان، والرضا عن الله تعالى في كل حال.
5- التوازن في الحياة: الإسلام يدعو إلى التوازن؛ فلا رهبانية تمنع الطيبات، ولا انغماس كامل في الدنيا ينسي الآخرة. فالكفاف هو الوسطية والاعتدال.

4. معلومات إضافية مفيدة:


* الراوي: هو فضالة بن عبيد الأنصاري رضي الله عنه، صحابي جليل، كان من الأمراء والقادة.
* مصدر الحديث: رواه الإمام الترمذي في جامعه، وقال: "حديث حسن"، ورواه الإمام أحمد في مسنده، وغيرهما.
* العلاقة مع الأحاديث الأخرى: هذا الحديث يشرح معنى قوله ﷺ: «ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس». فالقناعة هي من أعلى درجات الزهد.
* التطبيق العملي: يسعى المسلم لأن يكون قلبه قانعاً، فيحمد الله على ما أعطاه، ولا ينظر إلى ما عند الآخرين، ويجعل همه الأكبر هو إرضاء الله تعالى والدار الآخرة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين هدوا إلى الإسلام، ورزقوا الكفاف، وقنعوا بما آتاهم، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٣٤٩)، وأحمد (٢٣٩٤٤)، وصححه ابن حبان (٧٠٥)، والحاكم (١/ ٣٤ - ٣٥) كلهم من حديث أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، أخبرنا حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ الخولاني، أن أبا علي عمرو بن مالك الجَنْبِيّ، أخبره عن فضالة بن عبيد، فذكره.
قال الترمذي: «حسن صحيح». وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل أبي هانئ - وهو حميد بن هانئ -، فإنه حسن الحديث.
وقوله: ﴿وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 777 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: طوبى لمن هدي للإسلام وعاش قانعا بالكفاف

  • 📜 حديث: طوبى لمن هدي للإسلام وعاش قانعا بالكفاف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: طوبى لمن هدي للإسلام وعاش قانعا بالكفاف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: طوبى لمن هدي للإسلام وعاش قانعا بالكفاف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: طوبى لمن هدي للإسلام وعاش قانعا بالكفاف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب