حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨)﴾
متفق عليه: رواه مسلم في الإيمان (٤٨) من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، أنه سمع نافع بن جبير، يخبر عن أبي شريح الخزاعي، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه. وهو حديث يشمل ثلاثة من أخلاق الإسلام العظيمة التي هي من علامات كمال الإيمان.
أولاً. شرح المفردات:
● يؤمن بالله واليوم الآخر: أي إيماناً كاملاً صادقاً يثمر العمل الصالح ويبعث على الخوف من الله ومراقبته.
● فليحسن إلى جاره: الإحسان هو فعل ما هو حسن وخير، وهو أبلغ من مجرد المعاملة الطيبة، ويشمل الإحسان بالقول والفعل والمعاملة.
● فليكرم ضيفه: الإكرام: التوقير والاحترام وحسن القيام بحق الضيافة من طعام وشراب وملاطفة.
● فليقل خيراً أو ليسكت: أي لينطق بالكلام الطيب النافع، أو ليصمت عن الكلام الذي لا خير فيه.
ثانياً. شرح الحديث:
جمع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بين ثلاثة أمور عظيمة، وربطها بكمال الإيمان، ليبين مكانتها وأهميتها:
1- الإحسان إلى الجار: لقد عظّم الإسلام حق الجار حتى ظن بعض الصحابة أنه سيورّثه! والإحسان إليه يشمل:
- عدم أذيته بأي شكل من الأشكال (بالمال، باللسان، بالنظر...).
- تحمل أذاه وصبره عليه.
- مشاركته في أفراحه وأتراحه.
- سد حاجته وإعانته إذا احتاج.
- ابتداؤه بالسلام، وتفقد أحواله، ونصيحته.
وهذا الحق يشمل الجار المسلم وغير المسلم.
2- إكرام الضيف: وهو من أخلاق العرب الكريمة التي أقرها الإسلام ورفع من شأنها وجعلها من علامات الإيمان. وإكرام الضيف يكون:
- بالترحيب به والبشاشة في وجهه.
- بتقديم ما تيسر من الطعام والشراب ولو كان قليلاً، والواجب فيه يوم وليلة، والفضل ثلاثة أيام.
- بحسن استقباله والإنصات إليه.
- وهو من الصدقة والإحسان الذي يؤجر عليه المسلم.
3- قول الخير أو السكوت: هذا أصل عظيم من أصول الأدب الإسلامي، وهو سياج للسان من الوقوع في المعاصي والآثام. واللسان هو ترجمان القلب، وسلامته من سلامة القلب. وقول الخير يشمل:
- ذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- الكلمة الطيبة، والنصيحة، والتعلم والتعليم.
- الدعوة إلى الله، وإصلاح ذات البين.
وأما السكوت عن غير الخير، فهو وقاية من الكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم والفحش واللغو، التي تهدم الحسنات وتورد الإنسان الموارد المهلكة.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- الربط بين الإيمان والعمل: الحديث يربط بين العقيدة القلبية (الإيمان) والسلوك العملي (الإحسان، الإكرام، حفظ اللسان)، مما يدل على أن الإيمان الصادق لابد أن يثمر عملاً صالحاً وأخلاقاً فاضلة.
2- شمولية الإسلام: الإسلام دين شامل ينظم علاقة الإنسان بربه، وبنفسه، وبمجتمعه من خلال هذه الحقوق المتعددة.
3- الترغيب في مكارم الأخلاق: الحديث يأمر بثلاث خصال هي من أكرم الخصال وأعظمها نفعاً للمجتمع، مما يجعل المجتمع متماسكاً متحاباً متعاوناً.
4- التحذير من آفات اللسان: التوجيه النبوي بالصمت عن غير الخير هو علاج ناجع لكثير من مشاكل المجتمع والفتن التي يتسبب فيها اللسان.
5- التأكيد على حق الجار: وهو حق عظيم often يُغفل عنه، وجعله النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب كمال الإيمان.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من "الجوامع"، أي الكلمات القليلة التي تحوي معاني كثيرة.
- بعض العلماء يستدل بهذا الحديث على أن إيذاء الجار أو بخس حق الضيف أو إطلاق اللسان في الشر من نواقص الإيمان التي تنقصه ولا تنقضه بالكلية.
- ينبغي للمسلم أن يجعل هذا الحديث منهج حياة، فيحرص على جيرانه، ويكرم ضيوفه، ويحاسب لسانه في كل كلمة ينطق بها.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الإيمان الكامل والعمل الصالح، وأن يجعلنا محسنين إلى جيراننا، مكرمين لضيوفنا، حافظين لألسنتنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه البخاري في الرقاق (٦٤٧٦) من وجه آخر عن أبي شريح نحوه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1512 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1487 ما يسرني أني حكيت رجلا، وأن لي كذا وكذا
- 1488 من يتَّبع عورات المسلمين يفضحه الله في بيته
- 1489 من تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته
- 1490 لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم
- 1491 هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين
- 1492 لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون...
- 1493 أبا بكر وعمر يستأديان النبي ﷺ فيقول: ائتدما بأكلكما لحم...
- 1494 الشعوب القبائل العظام والقبائل البطون
- 1495 تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم
- 1496 إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى...
- 1497 خيار الناس في الجاهلية والإسلام
- 1498 لا فضل لعربي على عجمي ولا لأحمر على أسود إلا...
- 1499 طف الصاع لم تملؤوه ليس لأحد على أحد فضل إلا...
- 1500 إعطاء الرجل خشية أن يكبه الله في النار
- 1501 إيتكلمون هكذا؟
- 1502 كان النبي يقرأ في الفجر بـ (ق والقرآن المجيد)
- 1503 صلى بنا رسول الله ﷺ فقرأ ق والقرآن المجيد
- 1504 ما أخذت ق والقرآن المجيد إلا عن لسان رسول الله...
- 1505 كان يقرأ بـ ق والقرآن المجيد واقتربت الساعة وانشق القمر
- 1506 فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني
- 1507 إن الله تجاوز عن أمتى ما حدث به أنفسها ما...
- 1508 إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفع الله بها...
- 1509 من يتكلم بكلمة رضوان الله يكتب له بها رضوانه إلى...
- 1510 ضمان الجنة بحفظ اللسان والفرج
- 1511 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره
- 1512 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره
- 1513 لا إله إلا الله إن للموت سكرات
- 1514 وُكِّلتُ اليوم بثلاثة
- 1515 «تحاجت الجنة والنار فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين»
- 1516 الجنة والنار تختصمان إلى ربهما
- 1517 حتى يضع فيها رب العزة قدمه فتقول قط قط
- 1518 الجنة رحمتي أرحم بها من أشاء والنار عذابي أعذب بها...
- 1519 سرعة حمل وولادة الولد في الجنة للمؤمن
- 1520 ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟
- 1521 إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر
- 1522 من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين وحمد...
- 1523 يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال...
- 1524 التسبيح في أدبار الصلوات
- 1525 أول شافع وأول مشفع
- 1526 قدم رسول الله ﷺ المدينة وأول شيء قاله أفشوا السلام
- 1527 فضل الدعاء في الثلث الاخير من الليل
- 1528 لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ
- 1529 نصر النبي بالصبا واهلاك عاد بالدبور
- 1530 تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك
- 1531 رخصة الطواف راكبة للمرأة المريضة
- 1532 سمعت رسول الله قرأ بالطور في المغرب.
- 1533 ثم عرج بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل
- 1534 البيت الذي في السماء يقال له: الضراح
- 1535 استغفار الولد للوالد يرفع الدرجات في الجنة
- 1536 نتتربص به ريب المنون
معلومات عن حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره
📜 حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








