حديث: من يتكلم بكلمة رضوان الله يكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨)﴾
قال علقمة: فانظر، ويحك ماذا تقول؟ وماذا تكلم به، فرب كلام قد منعني أن أتكلم به ما سمعت من بلال بن الحارث.
حسن: رواه الترمذي (٢٣١٩) وابن ماجه (٣٦٦٩) وأحمد (١٥٨٥٢) وابن حبان (٢٨٠) والحاكم (١/ ٤٥) كلهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، قال: حدثني أبي، عن أبيه علممة بن وقاص الليثي، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع العظيم:
الحديث بصيغته:
يُروى عن علقمة بن وقاص الليثي -رضي الله عنه- أنه قال: مر به رجل له منزلة وشرف، فقال له علقمة: "إن لك رحما، وإن لك حقا، وإني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء، وتتكلم عندهم بما شاء الله أن تتكلم به، وإني سمعت بلال بن الحارث المزني صاحب رسول الله ﷺ يقول: قال رسول الله ﷺ: «إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه». قال علقمة: فانظر، ويحك ماذا تقول؟ وماذا تكلم به، فرب كلام قد منعني أن أتكلم به ما سمعت من بلال بن الحارث."
1. شرح المفردات:
● علقمة بن وقاص: صحابي جليل، من التابعين الذين أدركوا الصحابة ورووا عنهم.
● له شرف: أي له مكانة ورفعة في قومه.
● رحما: أي قرابة وصول رحم.
● بلال بن الحارث المزني: صحابي من الأنصار، شهد بيعة العقبة وبدرًا، وهو غير بلال بن رباح المؤذن.
● الكلمة من رضوان الله: الكلمة الطيبة التي ترضي الله تعالى، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذكر، والنصيحة.
● الكلمة من سخط الله: الكلمة السيئة التي تسخط الله، كالغيبة، والنميمة، والكذب، والسب.
● ما يظن أن تبلغ ما بلغت: أي لا يتوقع أن يكون لكلامه هذا الأثر العظيم والوصول إلى ما وصل.
● رضوانه إلى يوم القيامة: ثوابًا ودخولًا في رضوان الله مستمرًا إلى يوم القيامة.
● سخطه إلى يوم يلقاه: عقابًا وغضبًا من الله يستمر حتى يوم القيامة.
2. شرح الحديث:
يُحذر النبي ﷺ في هذا الحديث من خطر اللسان، ويبين عاقبة الكلام سواء كان خيرًا أو شرًا. فالإنسان قد يتكلم بكلمة يظنها صغيرة أو بسيطة، لا يعيرها أهمية، ولكنها قد تكون سببًا في رضوان الله ودخول الجنة، أو سببًا في سخطه ودخول النار.
والحديث يذكر حالتين:
● الحالة الأولى: أن يتكلم المسلم بكلمة طيبة، مثل: ذكر الله، أو الدعوة إلى الخير، أو النصيحة، أو الأمر بالمعروف، أو كلمة تثبيت لإخوانه، ولا يظن أن هذه الكلمة سيكون لها هذا الأثر العظيم، فيكتب الله له بسببها الأجر والثواب إلى يوم القيامة.
● الحالة الثانية: أن يتكلم بكلمة سيئة، مثل: الغيبة، أو النميمة، أو الكذب، أو السب، أو الاستهزاء، ولا يخطر بباله أن هذه الكلمة ستصل إلى ما وصلت وتؤثر هذا التأثير، فيكتب الله عليه بسببها الإثم والغضب إلى يوم القيامة.
وقول علقمة للرجل: "إن لك رحما، وإن لك حقا" يعني: أن بيني وبينك قرابة وحقًا يوجب عليّ نصحك، ثم بين له سبب نصحه وهو ما سمعه من الحديث، وحذره من الكلام عند الأمراء لأنه موطن خطر، حيث قد يقع الإنسان في المداهنة أو قول الزور أو السكوت عن المنكر.
3. الدروس المستفادة:
1- عظم خطر اللسان: فاللسان قد يكون سببًا في النجاة أو الهلاك، وقد قال النبي ﷺ: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب» (رواه البخاري ومسلم).
2- ضرورة حفظ اللسان: على المسلم أن يفكر قبل أن يتكلم، فإن كانت الكلمة خيرًا تكلم بها، وإلا فليصمت.
3- النصيحة للأقارب والمعارف: فالنصيحة حق للمسلم على أخيه، خاصة ذوي القرابة.
4- الحذر من مجالسة الأمراء والسلاطين: لأنها قد تقود إلى المداهنة أو قول ما يغضب الله، إلا إذا كان دخوله لأمرٍ يرضي الله كالنصيحة أو الأمر بالمعروف.
5- أن الكلمة الطيبة صدقة: وقد تكون سببًا في هداية شخص أو نفع أمة.
6- أن الكلمة السيئة قد تكون سببًا في هلاك الإنسان: ولو كان لا يقصد سوءًا.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه الإمام مالك في "الموطأ"، والترمذي في "جامعه"، وابن ماجة، وأحمد في "مسنده"، وصححه الألباني.
- يدخل في الكلمة من رضوان الله: الدعوة إلى الله، الذكر، التعليم، النصيحة، الكلمة الطيبة التي تسعد الآخرين.
- يدخل في الكلمة من سخط الله: الغيبة، النميمة، الكذب، السب، الشتم، السخرية، القذف، وغيرها.
- ينبغي للمسلم أن يستحضر هذا الحديث دائمًا، خاصة في المجالس التي يكثُر فيها الكلام، كمجالس الأمراء والمسؤولين، أو في وسائل التواصل الاجتماعي.
خاتمة:
فاحذر -أخي المسلم- لسانك، واحرص على أن يكون كلامك كله خيرًا، وتذكر قول النبي ﷺ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت» (متفق عليه). واجعل كلامك ذاكرًا لله، داعيًا إلى الخير، ناهيًا عن المنكر
تخريج الحديث
وفي الإسناد عمرو بن علقمة الليثي، وهو مجهول. لم يرو عنه إلا ابنه، ولكنه توبع، تابعه عدد كما ساقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (١٠/ ٢٧٩، ٢٨٦) عن علقمة الليثي، وعلقمة بن وقاص الليثي ثقة، وأخطأ من زعم أن له الصحبة، إلا أن الواقدي ذكر أنه وُلِدَ في عهد النبي ﷺ.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1509 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1484 بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم
- 1485 لا يحل لمسلم أن يهاجر أخاه فوق ثلاث ليال
- 1486 الغيبة: ذكرك أخاك بما يكره
- 1487 ما يسرني أني حكيت رجلا، وأن لي كذا وكذا
- 1488 من يتَّبع عورات المسلمين يفضحه الله في بيته
- 1489 من تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته
- 1490 لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم
- 1491 هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين
- 1492 لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون...
- 1493 أبا بكر وعمر يستأديان النبي ﷺ فيقول: ائتدما بأكلكما لحم...
- 1494 الشعوب القبائل العظام والقبائل البطون
- 1495 تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم
- 1496 إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى...
- 1497 خيار الناس في الجاهلية والإسلام
- 1498 لا فضل لعربي على عجمي ولا لأحمر على أسود إلا...
- 1499 طف الصاع لم تملؤوه ليس لأحد على أحد فضل إلا...
- 1500 إعطاء الرجل خشية أن يكبه الله في النار
- 1501 إيتكلمون هكذا؟
- 1502 كان النبي يقرأ في الفجر بـ (ق والقرآن المجيد)
- 1503 صلى بنا رسول الله ﷺ فقرأ ق والقرآن المجيد
- 1504 ما أخذت ق والقرآن المجيد إلا عن لسان رسول الله...
- 1505 كان يقرأ بـ ق والقرآن المجيد واقتربت الساعة وانشق القمر
- 1506 فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني
- 1507 إن الله تجاوز عن أمتى ما حدث به أنفسها ما...
- 1508 إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفع الله بها...
- 1509 من يتكلم بكلمة رضوان الله يكتب له بها رضوانه إلى...
- 1510 ضمان الجنة بحفظ اللسان والفرج
- 1511 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره
- 1512 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره
- 1513 لا إله إلا الله إن للموت سكرات
- 1514 وُكِّلتُ اليوم بثلاثة
- 1515 «تحاجت الجنة والنار فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين»
- 1516 الجنة والنار تختصمان إلى ربهما
- 1517 حتى يضع فيها رب العزة قدمه فتقول قط قط
- 1518 الجنة رحمتي أرحم بها من أشاء والنار عذابي أعذب بها...
- 1519 سرعة حمل وولادة الولد في الجنة للمؤمن
- 1520 ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟
- 1521 إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر
- 1522 من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين وحمد...
- 1523 يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال...
- 1524 التسبيح في أدبار الصلوات
- 1525 أول شافع وأول مشفع
- 1526 قدم رسول الله ﷺ المدينة وأول شيء قاله أفشوا السلام
- 1527 فضل الدعاء في الثلث الاخير من الليل
- 1528 لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ
- 1529 نصر النبي بالصبا واهلاك عاد بالدبور
- 1530 تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك
- 1531 رخصة الطواف راكبة للمرأة المريضة
- 1532 سمعت رسول الله قرأ بالطور في المغرب.
- 1533 ثم عرج بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل
معلومات عن حديث: من يتكلم بكلمة رضوان الله يكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة
📜 حديث: من يتكلم بكلمة رضوان الله يكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من يتكلم بكلمة رضوان الله يكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من يتكلم بكلمة رضوان الله يكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من يتكلم بكلمة رضوان الله يكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








