حديث: من يتكلم بكلمة رضوان الله يكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨)﴾

عن علقمة بن وقاص، قال: مر به رجل له شرف، فقال له علقمة: إن لك رحما، وإن لك حقا، وإني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء، وتتكلم عندهم بما شاء الله أن تتكلم به، وإني سمعت بلال بن الحارث المزني صاحب رسول الله ﷺ يقول: قال رسول الله ﷺ: «إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عز وجل عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه».
قال علقمة: فانظر، ويحك ماذا تقول؟ وماذا تكلم به، فرب كلام قد منعني أن أتكلم به ما سمعت من بلال بن الحارث.

حسن: رواه الترمذي (٢٣١٩) وابن ماجه (٣٦٦٩) وأحمد (١٥٨٥٢) وابن حبان (٢٨٠) والحاكم (١/ ٤٥) كلهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، قال: حدثني أبي، عن أبيه علممة بن وقاص الليثي، قال: فذكره.

عن علقمة بن وقاص، قال: مر به رجل له شرف، فقال له علقمة: إن لك رحما، وإن لك حقا، وإني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء، وتتكلم عندهم بما شاء الله أن تتكلم به، وإني سمعت بلال بن الحارث المزني صاحب رسول الله ﷺ يقول: قال رسول الله ﷺ: «إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله ﷿ له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله ﷿ عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه».
قال علقمة: فانظر، ويحك ماذا تقول؟ وماذا تكلم به، فرب كلام قد منعني أن أتكلم به ما سمعت من بلال بن الحارث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع العظيم:

الحديث بصيغته:


يُروى عن علقمة بن وقاص الليثي -رضي الله عنه- أنه قال: مر به رجل له منزلة وشرف، فقال له علقمة: "إن لك رحما، وإن لك حقا، وإني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء، وتتكلم عندهم بما شاء الله أن تتكلم به، وإني سمعت بلال بن الحارث المزني صاحب رسول الله ﷺ يقول: قال رسول الله ﷺ: «إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه». قال علقمة: فانظر، ويحك ماذا تقول؟ وماذا تكلم به، فرب كلام قد منعني أن أتكلم به ما سمعت من بلال بن الحارث."


1. شرح المفردات:


● علقمة بن وقاص: صحابي جليل، من التابعين الذين أدركوا الصحابة ورووا عنهم.
● له شرف: أي له مكانة ورفعة في قومه.
● رحما: أي قرابة وصول رحم.
● بلال بن الحارث المزني: صحابي من الأنصار، شهد بيعة العقبة وبدرًا، وهو غير بلال بن رباح المؤذن.
● الكلمة من رضوان الله: الكلمة الطيبة التي ترضي الله تعالى، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذكر، والنصيحة.
● الكلمة من سخط الله: الكلمة السيئة التي تسخط الله، كالغيبة، والنميمة، والكذب، والسب.
● ما يظن أن تبلغ ما بلغت: أي لا يتوقع أن يكون لكلامه هذا الأثر العظيم والوصول إلى ما وصل.
● رضوانه إلى يوم القيامة: ثوابًا ودخولًا في رضوان الله مستمرًا إلى يوم القيامة.
● سخطه إلى يوم يلقاه: عقابًا وغضبًا من الله يستمر حتى يوم القيامة.


2. شرح الحديث:


يُحذر النبي ﷺ في هذا الحديث من خطر اللسان، ويبين عاقبة الكلام سواء كان خيرًا أو شرًا. فالإنسان قد يتكلم بكلمة يظنها صغيرة أو بسيطة، لا يعيرها أهمية، ولكنها قد تكون سببًا في رضوان الله ودخول الجنة، أو سببًا في سخطه ودخول النار.
والحديث يذكر حالتين:
● الحالة الأولى: أن يتكلم المسلم بكلمة طيبة، مثل: ذكر الله، أو الدعوة إلى الخير، أو النصيحة، أو الأمر بالمعروف، أو كلمة تثبيت لإخوانه، ولا يظن أن هذه الكلمة سيكون لها هذا الأثر العظيم، فيكتب الله له بسببها الأجر والثواب إلى يوم القيامة.
● الحالة الثانية: أن يتكلم بكلمة سيئة، مثل: الغيبة، أو النميمة، أو الكذب، أو السب، أو الاستهزاء، ولا يخطر بباله أن هذه الكلمة ستصل إلى ما وصلت وتؤثر هذا التأثير، فيكتب الله عليه بسببها الإثم والغضب إلى يوم القيامة.
وقول علقمة للرجل: "إن لك رحما، وإن لك حقا" يعني: أن بيني وبينك قرابة وحقًا يوجب عليّ نصحك، ثم بين له سبب نصحه وهو ما سمعه من الحديث، وحذره من الكلام عند الأمراء لأنه موطن خطر، حيث قد يقع الإنسان في المداهنة أو قول الزور أو السكوت عن المنكر.


3. الدروس المستفادة:


1- عظم خطر اللسان: فاللسان قد يكون سببًا في النجاة أو الهلاك، وقد قال النبي ﷺ: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب» (رواه البخاري ومسلم).
2- ضرورة حفظ اللسان: على المسلم أن يفكر قبل أن يتكلم، فإن كانت الكلمة خيرًا تكلم بها، وإلا فليصمت.
3- النصيحة للأقارب والمعارف: فالنصيحة حق للمسلم على أخيه، خاصة ذوي القرابة.
4- الحذر من مجالسة الأمراء والسلاطين: لأنها قد تقود إلى المداهنة أو قول ما يغضب الله، إلا إذا كان دخوله لأمرٍ يرضي الله كالنصيحة أو الأمر بالمعروف.
5- أن الكلمة الطيبة صدقة: وقد تكون سببًا في هداية شخص أو نفع أمة.
6- أن الكلمة السيئة قد تكون سببًا في هلاك الإنسان: ولو كان لا يقصد سوءًا.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام مالك في "الموطأ"، والترمذي في "جامعه"، وابن ماجة، وأحمد في "مسنده"، وصححه الألباني.
- يدخل في الكلمة من رضوان الله: الدعوة إلى الله، الذكر، التعليم، النصيحة، الكلمة الطيبة التي تسعد الآخرين.
- يدخل في الكلمة من سخط الله: الغيبة، النميمة، الكذب، السب، الشتم، السخرية، القذف، وغيرها.
- ينبغي للمسلم أن يستحضر هذا الحديث دائمًا، خاصة في المجالس التي يكثُر فيها الكلام، كمجالس الأمراء والمسؤولين، أو في وسائل التواصل الاجتماعي.


خاتمة:


فاحذر -أخي المسلم- لسانك، واحرص على أن يكون كلامك كله خيرًا، وتذكر قول النبي ﷺ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت» (متفق عليه). واجعل كلامك ذاكرًا لله، داعيًا إلى الخير، ناهيًا عن المنكر
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٣١٩) وابن ماجه (٣٦٦٩) وأحمد (١٥٨٥٢) وابن حبان (٢٨٠) والحاكم (١/ ٤٥) كلهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، قال: حدثني أبي، عن أبيه علممة بن وقاص الليثي، قال: فذكره.
وفي الإسناد عمرو بن علقمة الليثي، وهو مجهول. لم يرو عنه إلا ابنه، ولكنه توبع، تابعه عدد كما ساقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (١٠/ ٢٧٩، ٢٨٦) عن علقمة الليثي، وعلقمة بن وقاص الليثي ثقة، وأخطأ من زعم أن له الصحبة، إلا أن الواقدي ذكر أنه وُلِدَ في عهد النبي ﷺ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1509 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يتكلم بكلمة رضوان الله يكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة

  • 📜 حديث: من يتكلم بكلمة رضوان الله يكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يتكلم بكلمة رضوان الله يكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يتكلم بكلمة رضوان الله يكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يتكلم بكلمة رضوان الله يكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب