حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفع الله بها درجات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨)﴾

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يُلقي لها بالا، يرفع الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يُلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم».

صحيح: رواه البخاري في الرقاق (٦٤٧٨) عن عبد الله بن منير، سمع أبا النضر، حدثنا عبد
الرحمن بن عبد الله - يعني ابنَ دينار -، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يُلقي لها بالا، يرفع الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يُلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بكلامه وكلام نبيه ﷺ.
هذا الحديث العظيم الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، يحمل تحذيراً بليغاً وتبشيراً عظيماً، وهو من جوامع كلم النبي ﷺ.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● «لا يُلقي لها بالا»: أي لا يعتبرها مهمة أو لا يهتم بها، ويتكلم بها باستخفاف وعدم اكتراث.
● «من رضوان الله»: مما يرضي الله تعالى من كلمات الخير والحق والذكر والنصيحة وغيرها.
● «يهوي بها»: يسقط وينحدر بسرعة شديدة.
● «درجات»: مراتب عالية في الجنة ودرجات القرب من الله تعالى.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن عظيم خطر الكلمة وأثرها، سواء كانت خيراً أم شراً. فالإنسان قد يتفوّه بكلمة يظنها هينة صغيرة، لا وزن لها عنده، ولكنها عند الله عظيمة الشأن:
1- الجانب الإيجابي (البشارة): «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يُلقي لها بالا، يرفع الله بها درجات».
* هنا يبشر النبي ﷺ كل مسلم بأن الكلمة الطيبة التي ترضي الله – حتى لو نطق بها دون قصد عميق أو دون أن يقدّر ثوابها – قد تكون سبباً في رفعة درجاته عند الله تعالى ودخوله الجنة في منزلة عالية. ومثال هذه الكلمة: كلمة دعوة إلى خير، أمر بمعروف، نهي عن منكر، كلمة تثبيت لقلب أخيه، ذكر لله، تشجيع، عظة، نصح،乃至 مجرد السلام بطريقة طيبة.
2- الجانب السلبي (التحذير): «وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يُلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم».
* وهذا تحذير شديد من الاستهانة بالكلام وعدم التحفظ فيه. فالكلمة الواحدة التي يسخطها الله – والتي قد يطلقها الإنسان في حالة غضب أو سخرية أو غيبة أو نميمة أو كذب أو استهزاء بالدين – قد تكون سبباً في هلاكه وسقوطه في النار، وهو لم يكن يتصور أنها بهذه الخطورة. وقد جاء في رواية أخرى: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب» (متفق عليه).

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم خطر اللسان: الحديث يوضح أن جرم اللسان قد يكون أعظم من جرم الجوارح الأخرى، فكلمة واحدة قد تورد صاحبها المهالك.
2- ضرورة حفظ اللسان: على المسلم أن يعلم أن كلامه محسوب عليه، فيتقي الله في كل كلمة تخرج من فيه، ويُعمل قاعدة «ما يليق»: لا يتكلم إلا بخير، أو ليصمت. كما قال ﷺ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» (متفق عليه).
3- عدم الاستهانة بأي عمل صالح: فالكلمة الطيبة صدقة، وهي باب عظيم من أبواب الخير قد يغفله很多人.
4- النية والخطرية: الحديث يذكر أن الإنسان قد لا يلقي للكلمة بالا، مما يدل على أن العقاب والثواب قد يترتبان على أشياء لم يقصد الإنسان كل Consequencesها، ولكنها وقعت موقعها.
5- الترغيب والترهيب: الجمع بين الترغيب في الثواب والترهيب من العقاب في حديث واحد أسلوب نبوي مؤثر لدفع المسلم إلى العمل الصالح واجتناب السيء.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● من أمثلة الكلمة من رضوان الله: قول: سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر، كلمة حق عند سلطان جائر، النصيحة، الدعوة إلى الله، التعزية، التهنئة بالخير،乃至 إلقاء السلام.
● من أمثلة الكلمة من سخط الله: الكفر والشرك، سب الله أو رسوله أو الدين، الغيبة، النميمة، الكذب، الشهادة الزور، السخرية، اللعن، القذف، etc.
● العلاج: يكون بحفظ اللسان ودوام المراقبة لله تعالى، والتفكير قبل الكلام، وذكر الله تعالى الذي يعين على控制 اللسان، ومصاحبة الصالحين الذين يذكرونك بالله.
نسأل الله تعالى أن يجعل ألسنتنا عامرة بذكره، وطاهرة من غيبه، وأن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الرقاق (٦٤٧٨) عن عبد الله بن منير، سمع أبا النضر، حدثنا عبد
الرحمن بن عبد الله - يعني ابنَ دينار -، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1508 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفع الله بها درجات

  • 📜 حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفع الله بها درجات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفع الله بها درجات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفع الله بها درجات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفع الله بها درجات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب